كشف مدير جامعة الملك عبد العزيز الدكتور أسامة صادق طيب أن وزارتي المالية والخدمة المدنية ستفرغان خلال أسابيع من تثبيت 4000 موظف وموظفة من العاملين على بنود وظائف رسمية. وأوضح طيب في حوار مع «عكاظ» أن تأسيس الجامعات في المناطق تحت مظلة جامعة الملك عبدالعزيز لا يعد استنساخا أو طبعة ثانية، بل روعي في افتتاح الكليات طبيعة المناطق وحاجة سوق العمل فيها للوظائف. وقال طيب إن الموارد المالية التي تحصلت عليها الجامعة من 60 ألف طالب وطالبة في الانتساب لا تشكل إلا جزءا لا يتعدى 60% من التكلفة، معترفا بالقصور في هذا الجانب، ومستدركا في ذات الوقت «يجب أن نكون أفضل من ذلك نظرا لأن العدد كبير جداً». • تراجعت بعض الجامعات في التصنيف العالمي، ما المركز الذي تحتله جامعة الملك عبد العزيز من هذا التصنيف؟ • التصنيفات أنواع أولا.. وحتى أقول لك أين تقع من التصنيف نحدد ما هو التصنيف، يمكن في تصنيفات عالمية تصنف الجامعات حسب حجمها أو حسب موقعها الإلكتروني أو حسب إنتاجها البحثي، والتصنيفات تختلف، وما أثير من حديث قبل عدة سنوات كان مركزا على التصنيف الإسباني وهو عبارة عن تصنيف لمواقع الجامعات وتحدثنا في ذلك الوقت أنه لا يعكس المستوى العلمي للجامعات، ولكن على أي حال الآن أثبتت الجامعات السعودية عموماً وليس جامعة الملك عبد العزيز فقط أنها طورت مواقعها الإلكترونية وأصبحت ولله الحمد في مركز جيد بين الجامعات العالمية، وفي تصوري من أهم التصنيفات التي يعتمد عليها تختلف حسب الجامعة، جامعة الملك عبد العزيز تهدف أن تكون جامعة بحثية ؛لأنه من واقع ما لديها من إمكانيات من واقع خبرتها الطويلة فلها الآن أكثر من أربعين عاماً -ولله الحمد- ومن واقع رغبتنا في خدمة المجتمع تحديداً توجهنا لأن نكون جامعة بحثية ليكون تصنيفنا الذي نطمح إليه بأن تكون أفضل الجامعات عالمياً في مجال البحث العلمي ،بالإضافة إلى الأمور الاعتيادية المعروفة أكاديمياً، جامعة الملك عبدالعزيز تحتل الآن موقعاً جيداً على المستوى العالمي. في الأبحاث العلمية وواضح جداً من خلال زيادة أعداد النشر العلمي في المجلات العلمية العالمية خلال السنوات الأخيرة ، قبل أربع سنوات كان عدد الأبحاث المنشورة في الآي إس آي التي هي الشبكة العالمية العلمية للبحث العلمي عدد قليل جداً لا يزيد عن مائة، وقبل سنتين زاد عن المائة ،وقبل سنة زاد عن ثلاثمائة ،والعام الماضي فاقت السبعمائة وإن شاء الله هذا يعني مؤشرا يوضح أن هناك تصاعدا يعني تصاعدا لوغاريتيميا ، إذا صح التعبير لأننا عملنا خلال السنوات الماضية على توفير البنية التحتية وتعضيدها في الإمكانية وفي أجهزة و آليات إدارية لم تكن موجودة ومنظمة كما هي موجودة ومنظمة الآن ، وأيضاً تواصلنا مع جامعات في مختلف أنحاء العالم ولدينا أكثر من 100 اتفاقية مع جامعات في مختلف دول العالم من شرقها إلى غربها واتفاقيات بحثية ولدينا الآن الكثير من الأساتذة المتميزين داخل الجامعة بنظام التفرغ الكامل بالإضافة إلى نظام التفرغ الجزئي وهذه هي الآليات الأساسية الموجودة في كل الجامعات البحثية في العالم، ولله الحمد النتائج واضحة كما رأيتم. • تردد أن هناك هيئة استشارية دولية لجامعة الملك عبدالعزيز، نريد المزيد من التفاصيل عن الهيئة ودورها؟ • أشكرك على هذا السؤال، الهيئة الدولية الآن لها تقريباً سنة ونصف وهي تتكون من حوالى عشرين مدير جامعة ورئيس شركة ومسؤولين عن البحث العلمي في مختلف جامعات العالم من أكثر من عشر دول ونهدف إلى الاستفادة من خبرة هؤلاء الأساتذة في جامعاتهم أو مؤسساتهم أو مصانعهم ومن بينهم رئيس شركة نيسان من اليابان ومديري جامعات في كوريا واليابان وإسبانيا وفرنسا وكندا والولايات المتحدةالأمريكية لتقديم النصح والمشورة والدعم بطريقة الرقي بهذه الجامعة و الحقيقة كان البحث العلمي من أهم المواضيع التي بدأنا مناقشتها معهم وسيكون تطورنا من البحث العلمي إلى الإبداع والتميز وهذا هو محور الاجتماع ،و توصيات الاجتماعين السابقين بدأنا في تنفيذها والنتائج واضحة. • هل أنجزتم مشروع إعادة هيكلة أقسام الجامعة وكلياتها بما يناسب حاجة المجتمع وسوق العمل؟ • لا شك أننا في الجامعة بدأنا منذ أكثر من ثماني سنوات مراجعة كاملة لجميع مناهجنا ودرسنا السوق والمشكلات التي تعترض خريجينا من الانخراط في سوق العمل وبسرعة وتوصلنا إلى عدد من التوصيات والإجراءات للنواحي المنهجية إذ أدخلنا السنة التحضيرية وأصبح مستواهم في اللغة الإنجليزية مميزا وكذلك في التواصل والحاسبات التي هي أساسيات أي عمل وغيرنا مناهجنا وأصبحت مركزة على النواحي العملية والتدريبية في كافة التخصصات النظرية والمهنية وحرصنا على أن نحصل على الاعتماد الأكاديمي الدولي في كل التخصصات والآن تحصلنا على ما يقارب 75 برنامجا معتمدا دولياً من أوروبا وأمريكا وهذه تضمن لنا أن كل البرنامج الأكاديمي من إمكانيات ومن أساتذة ومن منهج ومن تمثيل على المستوى الدولي ، وتضع لنا هدفاً معيناً وتزامن مع ذلك الاستعانة برجال العمل سواء من القطاعين العام أو الخاص للمشاركة في إعادة تطوير مناهجنا وأصبحت متميزة وبدأ الطلاب يتخرجون ويجدون فرصه قبل التخرج وهذا لا يعني أن المقررات كانت في السابق غير كافية إذ أن المناهج في تغيير مستمر وما ينفع قبل عشر سنين يتغير الآن وما ينفع الآن قد يتغير بعد فترة من الزمن، وأحب أن أشير أن لدينا بعض التخصصات من السابق والآن تتنافس الجامعات العالمية في قبولهم على الدراسات العليا وأخص بالذكر الطب والهندسة والعلوم ومستويات خريجينا متميزة ويحصلون على قبول سريع في الدراسات العليا ويبدعون ويعودون لنفس الجامعة. • في السابق كان أعضاء هيئة التدريس يتنافسون على طرح مؤلفات وكتب تدرس في جامعة الملك عبدالعزيز وغيرها من الجامعات، لكن ندرة الكتب هل هي معضلة في إعادة هيكلة الكليات والأقسام والمناهج؟ • لا أعتقد إذا كان المقصود بندرة الكتب هو ندرة تأليف أعضاء هيئة التدريس لدينا للكتب، ولا أعتقد أن هذا يؤثر على تطوير المناهج لأننا نحصر على أن تكون الكتب التي تعطى للطالب كمراجع تكون على مستوى عال، سواء كانت من تأليف أساتذتنا أو غيرهم، فإذا كانت من تأليف أستاذتنا فالخير واحد، يكون شيئا متميزا لكن إذا كان الكتاب المتميز أو المرجع المتميز موجودا في الخارج فنحن نوصي به ونوفره في مكتباتنا. • هناك بعض المخرجات في الجامعات، ولا أتحدث عن جامعة الملك عبد العزيز ولكن حسب علمي أن خريج الجامعة لا يمارس نفس التخصص بل يمارس تخصصا آخر، هل المشكلة مخرجات الجامعات، أم سوق العمل؟ • نعم هذا صحيح، أنا أعتقد أنها مشكلة لها أكثر من جانب ، جهات التوظيف والخريجين في بعض من التخصصات ، فما يحدث أن الخريج لا يعمل في مجال تخصصه بل يتجه إلى مجال آخر وبالتالي لا يطبق ما درسه، وفي الجانب الآخر كما أشرت سابقاً أننا وجدنا أثناء دراسة مسببات ضعف بعض خريجينا في سوق العمل أن السبب ليس أسبابا علمية على الإطلاق بل بسبب طريقة التواصل في إبراز أنفسهم ، وأصبحت اللغة الآن مهمة جداً ليس في العمل بل في الحياة بشكل عام وحرصنا على تضمينها في السنة التحضيرية إلى جانب مهارات التواصل والاتصال وكذلك الحاسب وحالياً خريجينا متميزين، والمشكلة من ناحيتين إما أن يتخرج ولا يعمل في مجاله أو يتخرج ويكون غير حاصل على المهارات الأساسية. • في الماضي واجهت الجامعة تسرب الطلاب والطالبات من قاعات الدراسة ، هل مازالت الظاهرة ؟ وكيف يمكن القضاء عليها؟ • عملية التسرب قلت -ولله الحمد- في الجامعة إلى نسبة كبيرة وكبيرة جداً وحقيقة كان استحداث السنة التحضيرية الدور الكبير في هذا الأمر، في السابق كنا نقبل الطلاب مباشرة في الكليات التي يرغبونها أو أولياء أمورهم، والطالب عندما يقبل في الجامعة يتأثر برغبة في تخصص معين ويدرس عاما أو عامين ويجد أن هذا التخصص لا يتناسب مع ميوله وقدراته وإمكانياته فيتسرب إذ أن نسبة التسرب في ثاني سنة في الجامعة عالية جداً تصل إلى 30 – 35 % والآن السنة التحضيرية أصبحت تحقق أكثر من هدف حيث تعد الطالب أو الطالبة الإعداد الجيد وتمنح الفرصة لهم داخل الجامعة للاطلاع على التخصصات، ويقام في كل فصل دراسي يوم مفتوح لكل الطلاب إذ يطلعون على التخصصات أثناء زيارة الكليات، وانخفضت نسبة التسرب إلى أقل من 3% في السنة الثانية ولها مردود للجامعة من الناحية الاقتصادية للبلد. • ألا توجد قنوات تواصل لضمان وجود الطلاب والطالبات في الجامعة؟ • الجامعات ليس مدارس، ونحن عندما ندفع بطالبنا إلى أنه طالب جامعي يعتمد على نفسه وعمره 18 سنة نحن نعطيه الثقة والحرية وفي ذات الوقت نفتح المجال لمن يرغب من أولياء الأمور لزيارة عمادة شؤون الطلاب في الكليات المختلفة لمعرفة مستوى ابنه أو ابنته، ومن ناحية أخرى إذا لاحظنا انحرافا معينا أو غيابا زائدا عن النسب الطبيعية المسموحة فنبادر بالاتصال على ولي الأمر. • أعضاء هيئة التدريس لا يحصلون على المزايا الكافية بما فيها العلاجية وخلافه، وهذا يدفعهم إلى البحث عن عمل آخر في قطاعات أخرى، هل حدَّ تعديل سلم الرواتب من المشكلة ؟ • ما صدر من قرارات في تعديل سلم رواتب أعضاء هيئة التدريس حول عمل الأعضاء إلى جاذب وليس طاردا كما كان في السابق ولديه من الامتيازات الشيء الكثير والتي تعتمد على مدى عطاء عضو هيئة التدريس، وليست متساوية بين الجميع، لدينا أعضاء هيئة تدريس رواتبهم تصل إلى ضعف راتبه الفعلي أو راتبه الأساسي لمن يعمل كثيرا في ما يسمى بدل التميز، كل بحث ينشره في مجلة متميزة عالمياً وكل براءة اختراع يحصل عليها، يتقاضى مقابلها على زيادة بنسبة من 25 إلى 30% في كل إنجاز، وقد يكون نشطاً تدريسياً في بدل الساعات التدريسية، لكن ليس هدفها حقيقة منع عضو هيئة التدريس من العمل في القطاع الخاص إضافة إلى عمله في الجامعة، من خلال تقديم استشارات أنا أعتقد أن هذا واجب مهم من واجباتي ومن واجبات الجامعة، نحن أنشأنا آليات داخل الجامعة من خلال بيوت الخبرة من خلال معهد البحوث والاستشارات حتى نوفر هذا الشيء، الدولة استثمرت كثيراً في أعضاء هيئة التدريس السعوديين، دربتهم في أحدث الجامعات العالمية، ولدينا في هذه الجامعة خريجون من جامعات هارفارد ومن بيركلي ومن أكسفورد وغيرها وهؤلاء الخبراء الذي تدربوا في تلك الجامعات، فيجب أن لا نبخل بهم على المجتمع. • صدر أمر خادم الحرمين الشريفين بتثبيت جميع موظفي الدولة على نظام البنود إلى وظائف رسمية ومن ضمنهم موظفو الجامعة ، لماذا تأخر تنفيذ القرار؟ • الجامعة رفعت منذ صدور الأمر الكريم قوائم موظفي وموظفات البنود للجنة المختصة والمحضر يتم إعداده الآن مع وزارة الخدمة المدنية وهو في مراحله الأخيرة، وقريباً سيتم البدء في مخاطبة وزارة المالية للحصول على الوظائف لجميع موظفي البنود والذين يبلغ عددهم قرابة 4000 موظف وموظفة ومن المتوقع أن يكون ذلك خلال أسابيع قليلة وسيتم تثبيتهم على الوظائف الجديدة. • جدة واجهت كارثتين في عامين، هل قدمت الجامعة دراسات وبحوثا لمعالجة أخطار السيول ؟ وهل طبقت فعلياً واعتمدت في المشاريع؟ • قلت من أول أيام الكارثة، جامعة الملك عبد العزيز لديها من الدراسات الشيء الكثير وسلمت الجهات ذات العلاقة في مسارات السيول والحماية من أخطارها دراسات متعددة من أساتذتنا وعلمائنا في كلية علوم الأرض وكلية الهندسة وكلية الأرصاد والبيئة، وحسب علمي أنه بدأ تطبيق بعض هذه الدراسات ونحن لسنا جهة تنفيذية بل جهة استشارية، وربَّ ضارة نافعة إذ خرجنا بدروس كثيرة في الجامعة وغيرها من تلك الواقعتين، وأصبحنا في وضع أفضل من السابق على مستوى الجامعة كما لو كنت تقرأ ما يحصل بالجامعة وقبل يومين عقدنا اجتماعا دوريا للجنة الطوارئ والكوارث إذ أنه في السابق لم يكن لدينا خطة طوارئ شأننا كشأن معظم القطاعات ولم يكن هناك تفكير بحدوث كارثة، واستفدنا مما حدث وأصبح لدينا خطط نعمل عليها وسنطورها أولا بأول. • هل يشعر الطالب أو عضو هيئة التدريس أو منسوبو الجامعة بأن ما حدث لن يتكرر، خصوصاً بعد اقتحام السيول للمباني؟ وهل قامت الجامعة بحل هذه الإشكالية، ووضعت خططاً مستقبلية لحماية الأرواح والممتلكات؟ • الذي حصل لا يمكن أن يكون بسبب ضعف في إمكانيات الجامعة أو بسبب ضعف الآليات التي اتخذتها الجامعة، لأنه لا يمكن لأي مكان في العالم أو جامعة في العالم أن توفر سبل الحماية ضد الكوارث بنفسها، نحن نعيش في وسط مدينة، والمفروض أن المدينة هي التي تحمينا من هذه الأمور، وما رأيناه من جهود أمير المنطقة والمسؤولين في القطاعات المعنية سوف ينهي مخاطر السيول في جدة، أما فيما يخص المشكلة داخل الجامعة فلدينا خطط وإمكانيات تكفي لحماية أبنائنا وبناتنا. • هل مباني الجامعة تستوعب كل الأعداد التي تقبلها الجامعة سنويا ؟وهل أعضاء هيئة التدريس يلبون كافة الاحتياجات؟ • الجامعة إذا تلاحظ في تطور مستمر ودائماً في مبان جديدة، ولدينا فروع في مناطق مختلفة في جدة وبقية منطقة مكةالمكرمة وغيرها، والجامعة عندنا تقبل العدد الكبير من الطلاب هدفها الأساسي أنها توفر خدمة للمجتمع، كونها الجامعة الحكومية الوحيدة في جدة، ولو أردنا القبول حسب المعايير العالمية لن نقبل أقل من نصف ما نقبله الآن، لكن أين يذهب الآخرون فلذلك نفتح مجالا أكثر، وفي ذات الوقت كل طالب نقبله يتأكد أنه يتلقى التعليم الصحيح ويتوفر له المكان المناسب، وتعمل الجامعة من الصباح إلى العاشرة مساءً، ولدينا برامج مختلفة وفي مناطق مختلفة والإمكانيات متوفرة وأعضاء هيئة التدريس متوفرون ،ونستعين بأساتذة متعاونين بالإضافة إلى الأساتذة الدائمين بهدف توفير هذه الخدمة وتكليف بعضهم بأوقات إضافية. • هل في الجامعة هيئة معنية بتوفير المعيدين والمعيدات ولاسيما أن هناك خريجين متميزين لا يجدون فرصهم الوظيفية في الجامعة وغيرها؟ • الجامعة ليست مكانا لمن لا يجد فرصة في سوق العمل، بالعكس نحرص على استقطاب المتميزين ممن تتاح لهم الفرصة في سوق العمل لكن يفضل أنه يأتي إلى الجامعة ونحن نفضل أننا نستقطبه، الجامعة في الأربع سنوات الأخيرة عينت حوالي 1000 معيد في تخصصات مختلفة وتم استثمارهم في فروع الجامعة عندما تم افتتاح كلية الطب في شمال جدة وكلية الطب في رابغ، وهناك مفارقات قد تحدث ويتم التوزيع بناء على دراسة العبء التدريسي في كل تخصص وفي كل كلية ويتم حصر الاحتياج وفق تخصيص وظائف المعيدين فبعضها نخصص لها واحدة وبعضها نخصص لها 10 حسب التغير ويتم التنافس عليها.