رصدت جولة «عكاظ» في المنامة ومدن مملكة البحرين الشقيقة صباح أمس، ترحيب المواطنين البحرينيين والدبلوماسيين السعوديين، بخطاب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في افتتاح القمة الخليجية أمس الأول، واعتبروا دعوته لتجاوز مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد في كيان واحد نقطة تحول في تأريخ الدول الخليجية. وأكدوا أن كلمة الملك عبدالله تنسجم مع رغبات وآمال شعوب المنطقة، داعين لتذليل كافة العقبات في طريق إنجاز هذه الوحدة في أسرع وقت ممكن، ودعوا قادة دول المجلس لإزالة كل ما يعترض مسيرة الوحدة الخليجية، مشيرين إلى أن العوامل المشتركة بين دول المجلس ثقافيا، دينيا واجتماعيا، وأواصر الأخوة والنسب، تؤهلها لتحقيق وحدة خليجية ناجحة على غرار تجارب عالمية عديدة ناجحة. وثمن عبدالواحد خالد السلطان، أحد مواطني مدينة المحرق البحرينية، دعوة الملك عبدالله لتجاوز مرحلة التعاون إلى الاتحاد في كيان واحد، مشيرا إلى أن هذه الدعوة تؤكد اهتمام الملك عبدالله بتحقيق آمال شعوب دول التعاون، مشيرا إلى أن خادم الحرمين قريب من قادة ومواطني دول المجلس. وأشار جاسم صالح من مدينة المنامة إلى أن البحرينيين يدعمون دعوة الملك عبدالله، داعيا قادة الدول الخليجية في اجتماعهم الحالي للنظر في القضايا الأكثر إلحاحا، والتي تهم الشريحة العريضة من المجتمعات الخليجية، خصوصا ما يتعلق بالتكامل الاقتصادي، وإنجاز الوحدة الخليجية النقدية بأسرع وقت. وأكد المواطن سيد جعفر، أن دعوة الملك عبدالله، جاءت منسجمة مع ضرورة تحقيق الوحدة الخليجية، وعبر عن تأييده لهذه الدعوة لإطلاق الاتحاد الذي يجعل دول الخليج كيانا واحدا قويا أمام العالم. وبين أن لدى دول الخليج من العادات المشتركة والتقاليد والثقافة والدين الواحد ما يؤهلها إلى تحقيق اتحاد ناجح. وقال المواطن أحمد بوحسن، إن «إعلان الدعوة لتحقيق وحدة خليجية بداية جيدة تفتح الآمال لتحقيق تطلعات دول المجلس على كافة المستويات الاقتصادية، المعيشية والثقافية». من جهته، أكد ل «عكاظ» سفير خادم الحرمين الشريفين في مملكة البحرين الدكتور عبدالمحسن المارك، متانة العلاقة الأخوية بين شعبي المملكة العربية والسعودية ومملكة البحرين، وقال إن دعوة الملك للاتحاد تمثل لبنة إضافية وهامة في مسيرة العلاقات بين السعودية وكافة دول مجلس التعاون. وقال إن العلاقات السعودية البحرينية قائمة منذ قديم الزمن وتعود إلى الدولة السعودية الأولى (1745 1818)، وتوطدت في الدولة السعودية الثانية (1840 1891) حينما زار الأمير سعود بن فيصل بن تركي، طيب الله ثراه، البحرين في 1870، وتوالت الزيارات بين حكام البلدين الشقيقين حيث زار المغفور له الأمير عبدالله بن فيصل البحرين في 26 أغسطس 1887م. وأضاف كانت أول زيارة للإمام عبدالرحمن بن فيصل والد الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، للبحرين في العام 1876، فيما كانت أول زيارة للمغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى البحرين عندما كان في العاشرة من عمره مع والده الإمام عبدالرحمن وذلك في العام 1891م. وجاءت الزيارة الثانية للملك المؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، عام (1348ه 1930م) وكان حاكم البحرين آنذاك المغفور له الشيخ عيسى بن علي آل خليفة، رحمه الله، وحينما علم أهل البحرين أن الملك عبدالعزيز، رحمه الله، على ظهر الباخرة توجهوا للميناء للقائه يتقدمهم الشيخ حمد بن عيسي، رحمه الله، وقوبل الملك عبدالعزيز بحفاوة بالغة من قبل أخيه الشيخ عيسى، رحمه الله، وأهل البحرين وأصر الملك عبدالعزيز على دعوة الشيخ حمد بن عيسى، رحمه الله، للحج وزيارته تقديرا لجهوده تلتها الزيارة الثالثة في العام 1939 فيما لم تتوقف الزيارات المتبادلة. وأشار المارك أنه وفي ظل هذا التواصل الحميم يتضح جليا مدى عمق هذه العلاقة التي تؤكد مدى حرص الجانبين على التواصل ومتانة هذه العلاقات التي تزداد مع مرور الوقت، ونتج عنها التوصل إلى إيجاد وسيلة اتصال مباشر بين إقليمي وأراضي الدولتين عبر إنشاء جسر الملك فهد بن عبدالعزيز (جسر المحبة) مساهما في زيادة العلاقات قوة ومتانة، محققا بذلك تسهيل زيادة التواصل واللحمة بين شعبي البلدين الشقيقين. وعد هذه العلاقة مثالا يحتذى به لما ينبغي أن تكون عليه العلاقات العربية العربية، لأنها نابعة من رؤية صادقة ومخلصة من خادم الحرمين الشريفين وملك مملكة البحرين في ازدهار بلديهما وبلدان منطقة الخليج العربي والأمتين العربية والإسلامية. من جهته، أكد عبدالله القويز الخبير الاقتصادى السعودى، أن هناك إنجازات كبيرة وطموحات أكبر لمجلس التعاون الخليجى، وفي مقدمة تلك الإنجازات تحقيق المواطنة الاقتصادية في دول المجلس، على نحو يعطي الحق لأي مواطن من مواطني دول التعاون في إطلاق نشاط تجاري في أية دولة من دوله. وقال يوسف الإبراهيم المستشار في الديوان الأميري الكويتى، يجب النظر لتجربة مجلس التعاون على أنها مقياس لنجاح الشعوب، ولكن يجب أن ننظر لهذا النموذج على أنه نموذج تنموي ساهم في تنمية العديد من القطاعات.