كثيرا ما تتناهى إلى مسامعي مقولة يرددها بعض الناس مفادها: «المرأة أقسى على المرأة من الرجل»، ولم أكن أعر لهذه المقولة كبير اهتمام.. لما تتمتع به طبيعة المرأة من عاطفة ورقة قد لا تتوفر لدى كثير من الرجال. كان ذلك قبل أن أطلع على ما نشرته صحيفة «عكاظ» (27/10/1432ه) في صفحة المرأة رقم (50) بعنوان (حوامل في القطاع الأهلي: قللوا ساعات العمل). خلاصة ما نشر أن (مها) تعمل في إحدى الشركات الأهلية، وهي تعاني من آلام الحمل في فترته الأولى، مصحوبا بإرهاق شديد ينتابها أثناء العمل، فتقدمت إلى رئيستها بطلب إجازة تخلد بها إلى الراحة. رفضت الرئيسة منح مها الإجازة بحجة ضغط العمل لكنها ما لبثت أن فقدت وعيها وهي على مكتبها، نجم عنها سقوطها على الأرض، فتم إسعافها من قبل الهلال الأحمر. وما إن فاقت حتى اكتشفت أنها فقدت جنينها على إثر السقطة! كم تعجبت.. كيف لا تشعر المرأة بمعاناة أختها، ولا تدرك التغيرات الفسيولوجية والاضطرابات النفسية التي تصاحب الحامل عادة، ولا تحنو عليها، فتخفف عبء العمل عنها، أو تقلل لها ساعات الدوام، إذا لم تمنحها الإجازة المطلوبة، وبدلا من ذلك تقسو عليها لدرجة سببت لها سقوط جنينها. ولكن، هل العجب يوجه إلى الرئيسة وحدها، أم أنه ينبغي أن نتعجب من أمر الشركة التي تعمل الرئيسة فيها، والتي لا تسمح للمواقف الإنسانية أن تتقدم على ظروف العمل؟، حيث يقع اللوم على الشركة لا على الرئيسة. كانت هذه الفكرة ثمار نقاش مع بعض الأصدقاء الذين لم يتعاطفوا مع الرئيسة.. مؤيدين ظاهرة أن المرأة في كثير من الأحايين تكون أقسى على المرأة من الرجل، وأن الرجل أكثر شفقة وأقل صلفا على المرأة من المرأة. وضربوا أمثلة على ذلك ببعض مديرات المدارس اللواتي عرف عنهن التعامل الفظ مع المعلمات، وكذلك ببعض المعلمات مع الطالبات، وبعض أستاذات الجامعة قد يغرن من بعضهن البعض، فضلا عن وجود الأستاذة التي تحتل منصبا إداريا، قد تعوق ترقية زميلة لها لنشاطها وإنجازاتها، أو تحول دون تمديد خدمة من ستحال إلى التقاعد، أو على الأقل تمسك عن التعامل بالحسنى مع مرؤستها. رددت على أصدقائي بالتحفظ على مثل هذه السلوكيات إن وجدت فهناك الكثير من مديرات المدارس أو الرئيسات في الجامعة يتمتعن بشخصيات قوية تجدهن هينات لينات يسود بينهن التعاون والمحبة والرحمة. فمن منا على حق؟.. أنا، أم هم؟! للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 256 مسافة ثم الرسالة