طالب عدد من النساء الحوامل واللاتي يعملن في شركات ومؤسسات أهلية، بتقليص ساعات الدوام خلال فترة الحمل تقديرا لحالتهن الصحية التي تتطلب راحة أكثر وجهدا أقل. مها أحمد (تحمل شهادة البكالوريس وتعمل مدخلة بيانات في إحدى الشركات الأهلية) تقول: «أعمل منذ خمس سنوات في الشركة التي أخذت من عمري الكثير دون أن تضيف أي شيء لمستقبلي، ومعاناتي بدأت بعد أن تزوجت وأصبحت حاملا وكما هو معروف فإن الحامل تحتاج إلى راحة جسدية خلال الفترة الأولى من الحمل، وعليه تقدمت بطلب إجازة من مشرفة القسم إلا أنها رفضت ذلك بحجة ضغط العمل». وأضافت مها في حديثها ل «عكاظ» : «بعد أيام وخلال تنفيذي لمهام عملي أصبت بإرهاق شديد، أفقدني الوعي والذي نتج عنه سقوطي في المكتب، وتم إسعافي بواسطة الهلال الأحمر لأكتشف بعد أن تمت إفاقتي أنني فقدت الجنين بسبب الإصابة». وطالبت مها بأن يكون هناك نظام خاص للنساء العاملات في شركات القطاع الخاص؛ يساهم في تخفيف الأعباء على الحوامل ويخفض ساعات العمل مراعاة للوضع الصحي الذي يصاحب فترة الحمل. عبير خالد (حاملة دبلوم في صيانة الحاسب الآلي، وتعمل في شركه أهلية منذ أربع سنوات من الساعة السابعة صباحا وحتى الخامسة عصرا)، أكدت أن الشركة لا تفرق بين المرأة الحامل أوغيرها، بل تساويها بمهارات وقدرات الموظفين من الرجال، والذين هم في الأساس يفوقون مرتباتنا ويحصلون على الحوافز المالية والبدلات، بخلاف المرأة ومع ذلك فهم يطلبون منا تنفيذ أعمال بجهد مضاعف يثقل كاهل المرأة الحبلى. وأبانت عبير أن المرأة تمر بمراحل صعبة في حياتها الخاصة، ما يعني أن تكون هناك عوامل تساعد المرأة في المرور بتلك الأعراض التي تصاحب الحيض والحمل .إضافة إلى إلزام الشركات الأهلية بقبول إجازاتهن الاضطرارية متى استدعت الحاجة ذلك. من جانبها أوضحت مريم خالد (حاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال وتعمل في شركة أهلية): أنا حامل منذ شهرين وأطالب بمراعاة وضعي الصحي بتخفيف عبء العمل علي أو تقليل ساعات الدوام، حتى لوخفض مرتبي؛ فالعمل الذي أقوم به مرهق، وفيه نوع من تصلب الظهر، فلابد من مراعاة بنية المرأه وطبيعتها البشرية الضعيفة، وما تتعرض له من تغيرات فسيولوجيه أثناء الحيض أوالحمل وما يصاحبهما من اضطرابات نفسية. الجدير بالذكر أن الدراسات الطبية أثبتت أن حوالى 80 في المائة من نساء العالم في سن البلوغ والإنجاب يتعرضن لأعراض نفسية وعصبية تصاحب فترة الحمل والدورة الشهرية، وفي معظم الحالات تكون تلك الأعراض خفيفة الحدة أو متوسطة، ولكن في بعض الأحيان تكون تلك الأعراض شديدة وعميقة، وتحد من نشاطهن.