قفزت الخطوط الجوية السعودية الناقل الوطني في المملكة وأكبر ناقل جوي في الشرق الأوسط، بقيادة الأمير سلطان بن عبدالعزيز، رحمه الله، إلى القمة في فترة وجيزة وإن تجاوزت 40 عاما مقارنة بمن سبق في هذا القطاع من كبرى الشركات على مستوى العالم. ولدت المؤسسة في عام 1945، بثلاث طائرات دوجلاوس دي سي 3، قدمت هدية للمؤسس الملك عبدالعزيز، رحمه الله، ليترعرع المولود بين كنفي الساحل الشرق والغربي جدة والظهران، لتظهر ملامحه فيما بعد على خريطة العالم في أول تحليق للأجواء العالمية والهبوط على مدرج دمشق، مع إشراقة يونيو في 1945. المولود كبر وما يحتويه من طموح وقدرة يفوق الحدود والأماكن فهو يحتاج أن يكون والاحتياج في التوسع، لتعقد المؤسسة حلمها في ما جلب في عام 1947، من طائرتي دوجلاس، ومع الكيف يرتفع الكم فتصل بطموحها إلى المحطات الإقليمية، مثل القاهرة، دمشق، وبيروت، وفي الخمسينيات أضافت الشركة عدة مدن إلى خريطتها، ومنها اسطنبول، كراتشي، عمان، مدينة الكويت، أسمرة، وبورتسودان، وقامت بشراء أربع طائرات جديدة ومن نوع «دي سي 4»، وعشر طائرات من نوع «كونفير 340»، وفي عام 1955 أي في عامها العاشر، كانت الخطوط السعودية قد تمكنت من ربط جميع مناطق المملكة مع بعضها البعض، ومع كل من الرياضوجدة، التي تعتبر مركز تجمع لحركة الحجاج، وأنشأت الشركة أول مركز للصيانة في 1959 في مدينة جدة وطارت لأول مرة بين جدةوالرياض. وفي عام 1962 استلمت المؤسسة طائرات بوينغ 720، لتكون بذلك أول شركة في الشرق الأوسط تستخدم طائرات نفاثة، ومن ذلك الوقت وهي تتصدر الأرقام والجوائز، لتصل خدماتها إلى أكثر من 75 وجهة في آسيا، أفريقيا، أوروبا، الشرق الأوسط وأمريكا الشمالية، وتنقل ما يزيد عن 20 مليون راكب في العالم، وتتسع أماكن استقبالها من الداخل للخارج، من مطار واحد إلى أقطار العالم وتهبط في كل موقع بصمة كانت وما زالت نموذجا فريدا. الأمير سلطان .. وقيادة الخطوط الجوية هذا النجاح جاء لأن خلفه فكر وجهد المغفور له الأمير سلطان، ففي 19 فبراير 1963، تم تسجيل الشركة رسميا لتصبح مستقلة تماما عن الحكومة، وأصبحت الخطوط هيئة مستقلة يديرها مجلس إدارة، ويرأسها وزير الدفاع والطيران. في نوفمبر عام 1964 قامت الخطوط السعودية بشراء ثلاث طائرات دي سي 6، وانضمت في 25 أغسطس من العالم التالي إلى الاتحاد العربي للنقل الجوي، وانضمت عام 1967 إلى الاتحاد الدولي للنقل الجوي، وتسلمت في فبراير من نفس العام ثلاث طائرات دي سي 9، ذات محركين مروحيين، وتم افتتاح رحلات جديدة إلى كل من تونس، الرباط، طرابلس، جنيف، فرانكفورت ولندن. وفي عام 1968 انضمت طائرتان جديدتان من نوع بوينج 707 368، وقامت الشركة بتسيير رحلتين أسبوعيتين بدون توقف إلى لندن. وكان للاسم هاجس ليتغير في سبعينات القرن الماضي إلى "السعودية"، وتم تغيير شعارها وتم شراء المزيد من طائرات 747 و 737، وافتتحت المزيد من الوجهات خاصة في أوروبا والولايات المتحدة، وفي الثمانينيات أضافت الشركة خدمات التموين، مما يذكر أن طيران السعودية هو الوحيد الذي يطير فوق أربع قارات في نفس الرحلة، وذلك حين تطير الطائرة من جدة عابرة آسيا، أفريقيا، أوروبا إلى أمريكا الشمالية لتهبط في نيويورك، وفي عام 1973 تمكنت الخطوط الجوية العربية السعودية من نقل مليون راكب لأول مرة في تاريخها، وتم تشغيل رحلات خاصة لنقل المدرسين وتم افتتاح مراكز شحن للشركة في بروكسل وتايبيه. وفي عام 1978 بدأت «السعودية» باستخدام نظامها للحجز الآلي الجديد «سارز»، كما قام مكتب الحجز في جدة بتركيب نظام آلي حديث لتوزيع مكالمات الحجز. وفي عام 1980 انضمت ثلاث طائرات من نوع «ترايستار» إلى أسطول الشركة، كما تم انضمام طائرتي «فوكر ف 28» فيلوشيب ذات 60 مقعدا بدلا من «فوكر ف 27». وفي هذا العام تم افتتاح رحلات إلى بانكوك، دكا، مقديشو، ونيروبي، وفي عام 1981 انتقلت «السعودية» إلى الصالة المخصصة لها في مطار الملك عبدالعزيز الدولي الجديد في جدة وتم تأسيس وحدة تموين السعودية، كما انتقل قسم الخدمات الفنية إلى الحظائر والورش الجديدة في المطار الجديد. في 1 يوليو، بدأت أول رحلة مباشرة من جدة إلى نيويورك بطائرات البوينج 747 اس بي، التابعة ل «السعودية»، وهذه الرحلة، بالإضافة إلى رحلة الرياض / نيويورك التي افتتحت لاحقا، هما الرحلتان المباشرتان الوحيدتان اللتان تغطيان أربع قارات، حيث إنهما تصلان آسيا وأمريكا الشمالية بالمرور من فوق أفريقيا وأوروبا. وفي هذا العام تم تسيير رحلات إلى دلهي ومدريد، وفي العام التالي دخلت عشر طائرات من طراز بوينج 747 إلى الخدمة قبل نهاية العام، وتم تشغيل رحلات إلى مانيلا، سنغافورة، وإسلام آباد. 1983: تمكنت «السعودية» من نقل 11,4 مليون راكب خلال هذا العام. وبدأت رحلات مباشرة إلى سيول ورحلة موسمية إلى نيس وأعادت رحلات بغداد. كما بدأ بتشغيل مطار الملك خالد الدولي الجديد في الرياض. وتم افتتاح ورشة توضيب محركات رولز رويس آر بي-211 في جدة. 1984: انضمت (11) طائرة من طراز ايرباص أ300-600 قبل نهاية أكتوبر من هذا العام بينما وصلت أول طائرة من هذا الطراز في شهر مارس. وتم في هذا العام افتتاح خط جديد إلى كولومبو. علاوة على ذلك تم تسليم طائرتين من طراز سيسنا سايتيشن II إلى إدارة الرحلات الجوية الخاصة، كما تم نقل نظام إدارة المواد والمخزون (ميميس) إلى مدينة جدة بعد أن كانت تستضيفه شركة طيران اليتاليا منذ 1979. في بداية الألفية الجديدة بدأت الشركة التهيئة لخصخصتها وحققت أول أرباح تشغيلية لها في 2002.