بمعزل عن المشاريع والخدمات المهمة، يتجلد أهالي قرية البدوي التابعة لمحافظة صامطة لمواجهة مصاعب الحياة القاسية التي يعيشونها بعيدا عن التنمية والحضارة، فالقرية التي لا تبعد عن صامطة سوى عشرة كيلو مترات لا تزال طرقاتها غارقة في ظلام دامس، كما أن الطالبات والطلاب محرومون من وجود مدارس تريحهم من عناء التنقل اليومي للذهاب إلى مدارس القرى المجاورة. وما يزيد من أوجه المعاناة في القرية اضطرار المرضى للسفر لمراجعة مراكز الرعاية الصحية في القرى القريبة. علي المباركي يقول «تتميز قرية البدوي بكثافتها السكانية التي تستوجب توفير الخدمات وتنفيذ المشاريع المهمة، ولكن حتى الآن ما زلنا نحلم بتحقيق أبسط مطالبنا المتمثلة في افتتاح مركز صحي يقدم خدماته للمرضى، خاصة أن الأرض متوافرة تبرع بها الأهالي لصالح المشروع منذ عامين ولكن منذ ذلك الوقت ونحن نراجع المراكز الصحية البعيدة عنا بعشرات الكيلو مترات دون أن نعلم عن أسباب عدم إنشاء مركز صحي في القرية». يقول صالح الفود «استبشرنا خيرا بتركيب برج للاتصالات في القرية قبل عامين ليمنحنا وسيلة للاتصال بالعالم الخارجي والتواصل الاجتماعي مع الآخرين، ولكن سرعان ما تبددت هذه الفرحة بعد أن أصبح البرج مجرد معلم من معالم القرية ولم يتم تشغيله حتى الآن، ما يجعلنا نصعد إلى الأبنية المرتفعة بحثا عن الشبكة»، مطالبا شركات الاتصالات بتشغيل البرج وإيصال الهاتف الثابت لمنازل القرية أسوة بالقرى المجاورة التي وصلتها الخدمة. وأشار أبو محمد إلى أن الطريق المؤدي لقرية البدوي أصبح متهالكا تماما وتنتشر الحفريات في منتصفه، بينما الجهات المسؤولة لا تحرك ساكنا. وأضاف: عدد الطلاب والطالبات في القرية يستوجب افتتاح مدارس ثانوية توفر على الأهالي مصاريف نقل الطالبات والطلاب إلى المحافظة، حيث إن بعضهم لا يستطيع توفير هذه المصاريف، مطالبا الجهات المعنية بالعمل بشكل جدي على افتتاح مدارس ثانوية للبنين والبنات في القرية. «عكاظ» أجرت اتصالا بالناطق الإعلامي لمديرية الشؤون الصحية في منطقة جازان جبريل القبي، للتعليق على عدم وجود مركز صحي في قرية البدوي، إلا أنه طلب توجيه خطاب رسمي للاستفسار، وبالرغم من إرسال الخطاب إلا أنه لم يرد على الموضوع.