أصل انعدام المشاريع في قرية رب شرق وادي جليل في محافظة الطائف، ثقافة الترحال في نفوس أبنائها الذين يضطرون للسفر إلى القرى المجاورة للحصول على كافة الخدمات، سواء كانت تعليمية أو صحية أو بلدية. وبالرغم من الشكاوى والمطالب المتعددة للأهالي البالغ عددهم 1500 مواطن يقطنون في أكثر من 150 منزلا، إلا أن الوضع في القرية ما زال على حاله دون أي تطوير حقيقي ينقل القرية من ذاكرة النسيان إلى قائمة أولويات المشاريع. يقول زبن مصلح الحليفي (من الأهالي) منذ عدة أعوام ونحن نطالب الجهات المعنية بتنفيذ المشاريع وتوفير كافة الخدمات للقرية، ولكن للأسف جميع هذه المطالب أصبحت حبيسة الأدراج ولا نسمع إلا الوعود بتحقيقها عاماً تلو الآخر، ما جعل القرية تتأخر تنموياً وحضارياً عن ما جاورها من القرى. وانتقد عدم التعامل مع مطالب أهالي القرية بشكل جدي طيلة الأعوام الماضية، بالرغم من افتقار القرية للعديد من الخدمات والمشاريع، مطالباً مشرفي أمانة الطائف بزياة القرية والوقوف ميدانياً على معاناة الأهالي التي امتدت على مدى السنوات المنصرمة. واستغرب فهد فواز الحارثي، افتقار القرية للمدارس لكافة المراحل التعليمية باستثناء وجود مدرسة ابتدائية مستأجرة للبنين، بالرغم من أن أقرب المدارس تبعد عن القرية نحو سبعة كيلو مترات يقطع الطلاب خلالها طريقا وعر التضاريس للوصول إلى مدارسهم، مشيراً إلى انقطاع الدراسة لعدة أيام خلال هطول الأمطار بسبب التجمعات المائية التي تغلق الطرقات وتمنع العبور. وأضاف: يجب على أمانة محافظة الطائف العمل على تنفيذ مشروع لسفلتة طرقات القرية الترابية ولدرء أخطار الأمطار والسيول، كما يستوجب على إدارة التربية والتعليم افتتاح مدارس للبنات والبنين لكافة المراحل التعليمية داخل القرية بدلا من تعريض الطلاب والطالبات لخطر الطرقات والحوادث المرورية التي تشهدها بشكل يومي. واعتبر محمد طلق الحليفي، أن قرية رب تعاني من نقص حاد في مختلف الخدمات العامة والمشاريع، بالرغم من المطالب المتكررة والشكاوى المقدمة للبلدية والمواصلات على مدى أكثر من سبعة أعوام، لم ينفذ خلالها أي طلب للأهالي. وأشار إلى أن القرية بحاجة إلى تنفيذ مشروع حيوي لمسح الطريق الرئيسي المؤدي إليها وإنارة وسفلتة ورصف الطرقات والشوارع الداخلية، مع توفير حاويات للنفايات أمام المنازل بدلا من تركها ملقية ومتكدسة في الطرقات. ويرى فيصل إسماعيل الحليفي أن إنشاء مركز صحي من أهم وأبرز احتياجات أهالي القرية الذين يضطرون إلى السفر لمراجعة أقرب مركز صحي في القرى البعيدة. وأضاف لا تقتصر الحاجة لإنشاء مركز صحي فقط بل تتعداه إلى ضرورة تنفيذ شبكة للمياه وتوفير مصدر مائي يلبي احتياجات الأهالي، خاصة أن العديد من الآبار نضبت من المياه، ما شجع قائدي صهاريج المياه على رفع الأسعار واستغلال حاجة الأهالي الذين أصبحوا يتكبدون خسائر مالية فادحة لتأمين المياه. واشتكى من أن المياه التي تجلب إلى منازل القرية بواسطة الصهاريج مجهولة المصدر ما يحتمل تلوثها وبالتالي تسببها في إصابة الأهالي بالأمراض الخطرة، وبالرغم من ذلك فإن أسعار صهريج المياه تترواح من 150 إلى 250 ريالا حسب حالة الطلب. ويطالب إبراهيم سعد شركات الاتصالات بالعمل الجاد والفوري على توفير شبكات للهاتف الجوال وتفعيل خدمات الإنترنت في القرية كون العصر الحالي يتطلب التعامل مع صفحات الشبكة العنكبوتية لتنفيذ العديد من المعاملات الحكومية المهمة كالحصول على مواعيد من إدارة الأحوال المدنية وغيرها الكثير، من الخدمات والتعاملات الحكومية المهمة للمواطنين. وتساءل ياسر محمد عن الأسباب الحقيقية التي منعت أمانة محاظفة الطائف من تنفيذ المشاريع وتوفير الخدمات العامة في قرية رب بالرغم من المطالب والشكاوى العديدة التي تلقتها طيلة الاعوام الماضية ، والتي تكفل بتغيير صورة القرية فيما لو تم تحقيقها في وقتها المناسب بدلا من تركها متراكمة دون تنفيذ. من جانبه، أوضح مصدر مسؤول في قسم العلاقات العامة في أمانة محافظة الطائف، أنه سيتم تنفيذ العديد من مشاريع السفلتة والإنارة في كافة القرى ومن ضمنها قرية رب قريبا.