لا تزال أكثر من 80 قرية تابعة لمركز القفل في منطقة جازان منسية من كثير من الخدمات الضرورية، يعتمد سكانها على ثلاثة مستوصفات متواضعة، ويتطلعون منذ زمن بعيد لافتتاح مستشفى لتوفير خدمات صحية متكاملة لهم، على الأقل ليرتاحوا من معاناة قطع مسافة طويلة للعلاج في محافظات بعيدة عنهم، فيما تكتفي طالباتهم وطلابهم بالتعليم الابتدائي لعدم وجود مدارس متوسطة وثانوية ولعدم قدرتهم على نقلهم إلى مدارس بعيدة عنهم. وفيما طالب الأهالي بافتتاح مركزين للدفاع المدني والشرطة والمحكمة والمدارس المتوسطة والثانوية والمستشفى وتأمين المياه المحلاة، أكد ل«عكاظ» رئيس بلدية القفل المهندس إبراهيم كريري أن هناك مشاريع جديدة سترى النور قريبا في قرى مركز القفل، بعد أن صدرت الموافقة على فتح بلدية في المركز، مبينا أنه سيجري مسحا للقرى لتسجيل احتياجاتها من الخدمات، موضحا أن الدولة مهتمة الكبير بخدمة المواطنين في كافة القرى والهجر. يقول الشيخ حربان آل حيدر أحد مشايخ قرى مركز القفل «إن قرى المركز تفتقر إلى مستشفى عام لبعدها عن مستشفى صامطة العام، وزيادة عدد سكانها، إضافة لكونها تضم أكثر من ثمانين قرية من الراحة شرقا وحتى اللقية غربا ومن الطريق العام للخوبة شمالا وحتى قرية أبو الظبرة جنوبا، كل هذه القرى في حاجة إلى الخدمات الصحية، حيث لا يتوفر فيها أي مستشفى ولا يوجد إلى ثلاثة مستوصفات فقط هي اللقية، الحقلة والراحة، وهي لا تكفي لخدمة سكان ثمانين قرية» مطالبا بإيجاد مراكز صحية في كل من القفل، أم التراب، الوتد، العطايا والمعزاب لخدمة سكانها، موضحا أن هذه القرى تكثر فيها الأودية التي تعج بالحشرات الناقلة للأمراض، كذلك كونها قرى حدودية فإنها تحتاج إلى خدمات طبية وصحية. على الرغم من الميزانية الكبيرة التي تخصصها الدولة للتعليم وبناء المدارس الحكومية وتزويدها بكافة الوسائل التعليمية، إلا أن قرى مركز القفل لا تزال تفتقد للعديد من المدارس منها الابتدائية والمتوسطة والثانوية، ففي قرية القفل التي يقع فيها مركز الإمارة ينتهي التعليم في الابتدائية، حيث تحرم الطالبات والطلاب من مواصلة تعليمهم لعدم وجود مرحلة للمتوسطة والثانوية للبنات والبنين، وقال الحسن حيدر «إن الأهالي تقدموا بعدة طلبات إلى وزارة التربية والتعليم منذ أكثر من عشر سنوات بفتح مدارس متوسطة وثانوية للبنين والبنات لمواصلة تعليمهم، متطلعلين لافتتاح هذه المدراس»، مشيرا إلى أن خمسمائة طالبة تخرجن من المدارس الابتدائية في قرى الراحة خلال عامين حرمن من مواصلة تعليمهن بسبب عدم توفر مدرسة متوسطة وثا نوية، وفضلن الجلوس في المنازل لعدم وجود مدارس قريبة منهن بالإضافة إلى صعوبة صولهن الى المدارس المجاورة لقلة توفر وسائل النقل وقلة الإمكانات عند بعض أولياء الأمور، مضيفا أن أهالي قرى الراحة يطالبون بإيجاد مدارس متوسطة وثانوية لبناتهم لمواصلة تعليمهن في ظل النمو الكبير في عدد الطالبات، لافتا إلى أن عدم وجود مدارس متوسطة وثانوية ليس فقط في قرى الراحة، بل أيضا في قرية أم التراب التي تعاني طالباتها وطلابها من عدم توفر مدرسة ثانوية، ويطالب الأهالي بافتتاح مدارس ثانوية بنات وبنين. المياه وقلة توفرها من جانبه، أكد الشيخ علي عطية نجمي شيخ قرية النجامية في مركز القفل، أن قرى المركز تفتقر لقلة موارد المياه، وقال «يعتمد الأهالي على آبار صغيرة حفرها فاعلو الخير في بعض القرى، وهي لا تفي بالغرض المطلوب، مع كثر الانقطاعات المستمرة التي تفتح الباب أمام أصحاب الوايتات لاستغلال قلة المياه في رفع الأسعار على المواطنين في تلك القرى». وأضاف قائلا: هناك خزان في قريتي القفل والشعب، لكنه بلا مياه وإن توفرت فإنها غير صالحة للشرب لافتقادها للاشتراطات الصحية، وهناك مشروع في قرية شعب آل دهمي لا يزال متوقفا منذ فترة، ولا ندري متى سيرى النور بعد طول الانتظار. وطالب عبر «عكاظ» بإيجاد مشاريع مياه محلاة لسكان قرى مركز القفل في القطاع الجنوبي، مضيفا أن سكان قرى اللقية، الراحة والوتد يعانون من العطش بسبب قلة المياه وإن وجدت فهي مياه غير صالحة للشرب، ما جعل أصحاب الوايتات من العمالة الوافدة تتسابق على القرى لمدها بالمياه المحلاة بأسعار باهظة، علما أن بعضها غير خاضع للرقابة، ما يساعد الوافدين على بيع مياه قد تكون بعضها ملوثة. الطرق والمشاريع المشوهة بذلت الطرق جهودا كبيرة في تنفيذ مشاريع خدمية في قرى مركز القفل إلا أن هذه المشاريع لا زالت في مهب الريح، ومنها كوبري القفل الذي أنهار قبل أن يستفيد منه الأهالي، وبقي على وضعه في ظل ممطالة الشركة المنفذة للمشروع في إنهاء إصلاحه وسط مطالبات من الأهالي بسرعة الانتهاء من الإصلاحات التي طال انتظارها، كما أن كوبري الراحة أوقفته الشركة المنفذة له مستغلة إخلاء القرى أثناء المواجهات مع المتسللين، ولم تستأنف العمل فيه مرة أخرى على الرغم من مضي أكثر من سنة ونصف السنة على انتهاء مشكلة الحدود. إلى ذلك بين ل «عكاظ» عضو المجلس البلدي في صامطة محمد أبوعقيل، أن الموقع سلم للمقاول للمقاول بعد انتهاء مشكلات الحدود، وجرى النتسيق مع الجهات الأمنية من أجل التنسيق له والعمال بمواصلة العمل في المشاريع في قرى الراحة، بالإضافة إلى عدة وصلات تخدم القرى هناك، إلا أن المقاول لا يزال يماطل في التنفيذ، مطالبا الجهات ذات الاختصاص بالزام المقاول بتنفيذ المشاريع. أما طريق شعب آل دهمي اللقية فلا يزال في مهب الريح وقد طال انتظار الأهالي له عدة سنوات، بعد أن ردمته الشركة وتركته بلا سفلتة ليكون عائقا أمام الأهالي والطالبات والطلاب السالكين لهذا الطريق الوعر، حيث أصبحت الحجارة الصغيرة تخترق الإطارات التي تمر عليها، وقال عبدالرحمن سعدان «هذا الطريق يعتبر من الطرق المهمة التي تربط قرى المركز بقرية اللقية التي يوجد فيها المستوصف والمدارس، وهو طريق أيضا إلى أحد المسارحة وصامطة، ونوجه نداء إلى فرع الطرق والنقل للانتهاء من تنفيذه، ومراقبة الشركات المنفذة للمشاريع الأخرى. ننتظر الاتصالات والإنترنت خدمات الهاتف الثابت والجوال في قرى مركز القفل معدومة، حيث لا يوجد إلا برجين في قرية اللقية، وهما لا يكفيان لتقديم خدمة اتصالات جيدة للسكان ودائما ما يأتيهم الرد «تعذر الاتصال» أو عبارة «الشبكة مشغولة»، فيما لا تزال خدمة الهاتف الثابت غائبة، وكذلك خدمة الإنترنت التي لا غنى للناس عنها في ظل الثورة المعلوماتية، كما أنها تخدم العديد من المرافق الحكومية مثل المدارس والمراكز الصحية ومركز الإمارة وغيرها من المرافق الأخرى. وطالب أحمد سيبان بإيجاد خدمات الهاتف الثابت والجوال والموبايلي في قرى الراحة التي تحتاج إلى برج للهاتف الجوال وآخر للموبايلي بالإضافة إلى خدمة الهاتف الثابت لخدمة قرى المركز بالإنترنت. مركز الدفاع المدني لا تزال قرى مركز القفل في حاجة إلى مركز للدفاع المدني لخدمة القرى في الحالات الطارئة، خصوصا أن هذه القرى تقع في ثلاثة أودية هي ليه، المغيالة والقصب، بالإضافة إلى كثرة المنازل وكثافة السكان، ووجود محلات تجارية ومطاعم قد تتعرض لحريق، ما يحتم إيجاد مركز للدفاع المدني. من جهته أكد يوسف غماري حاجة قرى مركز القفل لمركز للشرطة، بعد افتتاح بلدية في الآونة الأخيرة، وغير ذلك من العديد من المرافق الحكومية الحيوية التي تفقر إلى خدمات الشرطة. ولا تقل المحكمة أهمية عن غيرها من المرافق الأخرى الخدمية الأخرى، وأكد المواطن علي محنشي حاجة قرى مركز القفل لمحكمة لخدمة الأهالي، مشيرا إلى أن أقرب محكمة لتلك القرى في صامطة يصعب أن يصل لها كبار السن والأيتام والنساء، ممن هم في حاجة لخدمات المحكمة. حدائق وملاعب كذلك ما زالت قرى مركز القفل تفقتر للحدائق والأماكن الترفيهية لتقضي بها الأسر أوقات الفراغ، يقول المواطن علي النجمي «إن هذه القرى في حاجة لمواقع ترفيهية، مثل الحدائق، ملاعب لصقل وتنمية مواهب الشباب الرياضية» مبينا أن المنطقة في حاجة لمواقع سياحية لكونها بكرا وفيها العديد المواقع السياحية والأثرية فقط تحتاج للاهتمام.