تعطيل مصالح المواطنين وتأخير معاملاتهم وقلة عدد الموظفين، هي في الواقع حزمة التعقيدات التي يقول المراجعون أنها تقف عثرة أمام إنجاز معاملاتهم في مكتب العمل والعمال في الباحة بصفةيومية. وأكد ل «عكاظ» عدد من المراجعين في منطقة الباحة ومحافظاتها في السراة وتهامة والبادية، أن بعض المعاملات البسيطة التي لا تستغرق في العادة أكثر من دقائق معدودة يحتاج إنجازها يوم كامل في المتوسط نظرا لقلة عدد الموظفين مقارنة بضخامة الملفات التي ترد المكتب، وهذه بعض الآراء التي تحدثت ل«عكاظ» عن تجاربها وما مرت به من صعاب وعقبات لدى مراجعتها مكتب العمل في الباحة. قلة موظفين في البداية، قال المواطن ناصر مسفر خميران، إنه يراجع مكتب العمل في الباحة لإنجاز معاملات الحصول على تأشيرات عمالة خاصة بمشروع محطة وقود ينوي إطلاقه قريبا. وأضاف: إنجاز المعاملة معلق؛ نظرا لكثرة الطلبات والشروط وعدم البت فيها بصفه مستمرة بسبب قلة عدد الموظفين في المكتب ونتج عنها التأخير في إنجاز معاملة العديد من المواطنين على حد قوله. وتابع قائلا: منذ مدة وأنا أقطع مسافة طويلة من مكان إقامتي لإنجاز ما تبقى من المعاملة وفي كل مرة أواجه بطلبات تعجيزية واشتراطات جديدة. وزاد «قلة عدد الموظفين في المكتب والزيادة المضطردة في أعداد المراجعين صعبت بشكل مباشر إنجاز المعاملات، خصوصا أن هناك من ينتظر دوره منذ أيام وأسابيع دون أن تلوح في الأفق بادرة أمل تنهي معاناة المراجعين الذين يعانون مشقة المراجعة وتعطل مصالحهم بشكل مباشر». وطالب خميران المسؤولين بمعالجة المشكلة بصفة عاجلة مراعاة لظروف المراجعين الذي يقصد بعضهم المكتب من أماكن بعيدة من المحافظات والقرى والهجر. سائق خاص ويراجع هلال عبدالرحمن الغامدي (رجل أمن) مكتب العمل والعمال في الباحة من أجل الحصول على سائق، وقال: رفض طلبي بحجة وجود سائق تحت كفالتي. وأضاف: مكاتب العمل في جدة والرياض والشرقية تسمح بسائق آخر ولا يمانعون، خصوصا أن لدى ما يثبت حاجتي لسائق آخر نظرا للضرورة القصوى، علما بأن المعاملة مستوفية للمستندات المطلوبة دون جدوى. وبين الغامدي أنه وقع في حرج كبير مع مرؤوسيه نظرا لكثرة استئذانه لمتابعة المعاملة المعلقة في مكتب العمل، مضيفا أنه لولا حاجته الماسة للسائق لما تكبد مشقة الوقوف في طابور الانتظار، أما موظفو مكتب العمل الذي لا يحسن بعضهم التعامل مع المراجعين، على حد قوله. وطالب بزيادة عدد الموظفين في المكتب لمواجهة الأعداد المتزايدة من المراجعين، وخلص إلى القول «أمل أن يلتفت المسؤولون إلى معاناتنا المستمرة في كل مرة نراجع فيها المكتب وينتج عنها ضياع المال والوقت». تكدس المعاملات وقال خليل إبراهيم، إنه راجع مكتب العمل في الباحة الثلاثاء الماضي من أجل الحصول على استمارة طلب بتغيير مهنة عامل. وأضاف: تطلب مني الحصول على استمارة الطلب مدة من الوقت، لأن كل موظف أتقدم إليه يحولني للآخر، مبينا أن التعقيدات التي تواجه المراجعين وتسبب في تأخير إنجاز المعاملات دون مبرر. وتابع إبراهيم بالقول «كل من يراجع مكتب العمل في الباحة أو باقي المحافظات البعيدة في السراة وتهامة والبادية يواجه بسوء أداء الموظفين». وطالب بمزيد من المرونة في العمل والتعامل الحسن مع المراجعين من قبل موظفي المكتب، فضلا عن زيادة أعداد الموظفين للحد من تكدس المعاملات وتأخير البت فيها بشكل مبالغ فيه. وبين إبراهيم أنه يراجع المكتب منذ أسبوع تقريبا دون أن تلوح في الأفق نهاية قريبة لمتاعبه، وقال: إنجاز معاملة تغيير المهنة لا تستغرق في العادة أكثر من يوم واحد، خصوصا أن كافة الوثائق والمستندات جاهزة ومرفقة في المعاملة، ولا أدري سبب التعقيد والتأخير في إنجاز المعاملات التي تمس مصالح المواطن والمقيم. تعطيل مصالح من جهته، أبدى فيصل محمد الغامدي (من سكان بلجرشي)، عدم رضاه عن أداء مكتب العمل والعمال في منطقة الباحة، وقال: يشكو المواطنون ورجال الأعمال في المنطقة من تعقيدات عدة، أهمها التأخير في إنجاز المعاملات نتيجة قلة أعداد الموظفين، وينتج عنه تكدس في المعاملات وتعطيل المصالح، فضلا عن غياب الشفافية وعدم الالتزام أو التلاعب في المواعيد، علاوة على تعطل نظام التسديد الإليكتروني في فترات متقاربة وجميعها عوامل تؤثر سلبا على أداء المكتب وتضر بمصالح المواطنين وتحتاج إلى تدخل المسؤولين بصفة عاجلة. وأضاف: في كل مرة أراجع فيها المكتب لإنجاز معاملة خاصة، أواجه بحزمة من التعقيدات غير المبررة وغير المقبولة. وزاد: الجميع يعاني من سوء المعاملة وعدم تجاوب الموظفين الذي تجدهم في مزاج سيئ معظم الأوقات نتيجة لضخامة المعاملات في ظل محدودية عدد الموظفين المكلفين بإنجازها، ما ينتج عنه تكدس في الملفات وتعطيل غير مبرر في مصالح المواطنين، وطالب الغامدي بزيادة موظفي المكتب وتحسين بيئة العمل في مكتب العمل والعمال في منطقة الباحة الذي يخدم شريحة من المواطنين والمقيمين على حد وصفه.