يستغرق إنهاء المعاملات في مكتب العمل والعمال في منطقة حائل الكثير من الوقت والجهد نتيجة للمواعيد المتباعدة والتأجيل المتكرر، ويقع كل من تحمله قدماه إلى هذا المرفق الحيوي لإنهاء معاملة الحصول على تأشيرة أو تجديد رخصة عمل في حرج بالغ، خصوصا الموظفين منهم المرتبطين بدوام عمل أو حتى رجال الأعمال المرتبطين بمواعيد عمل وصفقات تجارية ويجدون صعوبة في التوفيق بين العمل والمراجعة فيما يتعلق بإنهاء إجراءاتهم، ومن المراجعين من يقطع مئات الكيلومترات بالنسبة للمقبلين من مختلف المحافظات والمدن القريبة والقرى والهجر، فضلا عن قلة أعداد الموظفين مقارنة بأعداد المراجعين والمعوقات الأخرى كالزحام والبحث المضني عن مواقف قريبة لمركباتهم وهي معاناة لا تقل عن سواها. الزميلة عكاظ جالت في مبنى مكتب العمل في حائل للحصول على انطباعات المراجعين عن سير العمل في المكتب والمشكلات والعقبات التي تعترض إجراءات إنهاء المعاملات. درب شائك محمد الشريهي طالب مدير مكتب العمل في حائل بوضع آلية جديدة من شأنها تسريع إنهاء المعاملات وتقصير أمد الإجراءات التي تطول في أغلب الأوقات بسبب قلة عدد الموظفين أو غيابهم واستئذانهم وينتج عن ذلك تجميد المعاملات وتعطيل مصالح المواطنين على حد قوله. مضيفا: أراجع المكتب منذ أسبوع لإنهاء معاملة تجديد رخصة عمل، وأتكبد مشقة السفر من منطقة بعيدة ورغم هذا فمعاملتي تراوح مكانها للأسباب ذاتها، وتابع: في كل مرة أراجع فيها المكتب أجد الزحام الشديد، حتى يتخيل للمرء أن المشكلة مزمنة وتحتاج إلى تدخل عاجل من قبل المسؤولين مراعاة لظروف المواطنين الذين يرمي بهم حظهم العاثر في هذا الدرب الشائك على حد وصفه، وزاد: إن «قلة الموظفين والغياب غير المبرر عقد إنهاء المعاملات، وقلة الموظفين لا تمكنهم من تنفيذ الكم الضخم من طلبات المراجعين، وبالتالي تراكمها إلى أجل غير مسمى»، مبينا معاناته ومعاناة الآخرين جراء هذه التعقيدات التي تضر بمصالحهم. جدار صلب ويشكو فهد خلف من تأخر إنجاز المعاملات في مكتب العمل في منطقة حائل، وأضاف: تأجيل النظر في المعاملات بصفة متكررة يضر بمصالحي بشكل مباشر، ولا أجد سببا يبرر هذا التأخير. وبين خلف، أنه يراجع منذ مدة المكتب لإنجاز معاملة استقدام عمالة للمؤسسة التي يملكها «وفي كل مراجعة اصطدم بجدار المواعيد الصلب والمتباعد ولا أدري سبب عدم إنجاز المعاملة في وقتها رغم كونها عادية جدا ومستوفية المستندات ولا تستغرق كل هذا الوقت»، مبينا حاجة المكتب إلى زيادة عدد الموظفين نظرا لأعداد المراجعين المتزايدة بشكل مضطرد لأسباب أهمها الازدهار الذي تعيشه المنطقة على كافة المستويات. وطالب خلف أيضا بتخصيص مواقف خاصة بالمراجعين الذين يقضون وقتهم الثمين في البحث عن مواقف سيارات، وهي مهمة أخرى لا تقل صعوبة عن المراجعة والركض بين أروقة المكتب في سبيل إنهاء المعاملات التي يستغرق بعضها أياما أو حتى أسابيع أو أشهرا أحيانا. مواعيد متتالية وهنا أشار عيد العنزي إلى كثرة تأخر إنجاز المعاملات وتأجيلها المتكرر لأكثر من مرة، وذلك يضر بمصالح المراجعين عموما، وذكر العنزي أنه يراجع منذ مدة طويلة المكتب للحصول على تأشيرات استقدام عمالة، مبينا مدى الضرر الذي يطال مصالحه جراء هذا التأخير غير المبرر على حد وصفه. وأضاف: أراجع المكتب منذ أسبوع وفي كل مرة أحصل على موعد تلو موعد ولا أرى نهاية قريبة لنهاية النفق خصوصا أن أعداد المراجعين في تزايد مستمر وهو ما يعني المزيد من المواعيد والمزيد من التعقيدات رغم استيفاء المعاملة لكافة الوثائق والمستندات المطلوبة، وزاد قائلا: «يعاني المراجعون فضلا عن التعقيدات والزحام داخل الأروقة، من مشقة البحث المضني عن مواقف قريبة لمركباتهم وهي معاناة لا تقل عن سواها، وطالب بتدخل الجهات المعنية وإيجاد حلول عاجلة لمجمل المشكلات والعقبات التي تعيق انسيابية عمل المكتب وتضر بمصالح المواطنين، وخاصة للمقبلين من المحافظات والمدن القريبة ويتحملون مشقة مضاعفة، فضلا عن الموظفين الذين يقعون في حرج بالغ مع إداراتهم لكثرة استئذانهم». فصل تعسفي من جهته، بين عبد العزيز خالد أنه يراجع المكتب للوقوف على مجريات شكوى رفعها ضد مؤسسة خاصة أنهت عمله لديها بأسلوب غير نظامي على حد قوله، مضيفا: «أتابع الشكوى منذ شهر ونصف الشهر والمعاملة تراوح مكانها منذ ذلك التاريخ حتى بدأ اليأس يتغلغل في داخلي، خصوصا أن مسؤولي المكتب لم يستدعوا الطرف الثاني لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الفصل الذي اعتبره تعسفيا»، مشيرا إلى معاناته المضاعفة في سعيه المستمر لإنصافه أو على الأقل معرفة الأسباب الخفية وراء فصله من عمله الذي بات مخفيا على حد قوله. وطالب عبدالعزيز بالتدخل الشخصي لمدير مكتب العمل في منطقة حائل لإنهاء قضيته، خصوصا أنها معلقة منذ ما يقارب الشهرين دون أن يرى نهاية سعيدة في نهاية النفق المظلم الذي تمر به المعاملة. وخلص إلى القول: «أنهت المؤسسة عملي بشكل تعسفي على الأقل من وجهة نظري، ومنذ ذلك التاريخ أعيش عالة على غيري، ومتفرغ كليا لمتابعة القضية وليس سواها». قسم نسائي إلى ذلك، طالبت مواطنة (فضلت عدم الكشف عن هويتها، وتواجدت في المكتب للحصول على تأشيرة جلب عاملة منزلية) وزارة العمل باستحداث قسم نسائي من شأنه تيسير عمل سيدات الأعمال في حائل وكافة النساء الراغبات في مراجعة المكتب بأنفسهن وإنهاء معاملاتهن بسهولة ويسر. مضيفة: تقدمنا بهذه المطالب منذ مدة ولكنها لم تجد آذانا صاغية)، على حد قولها.. فيما اقترح أحد المراجعين من المتواجدين داخل أروقة المكتب نقل مكتب العمل إلى مكان آخر أكثر اتساعا ومزود بمواقف للسيارات يتسع للأعداد الكبيرة من مركبات المراجعين، وأيضا استحداث فروع لمكتب العمل في المدن التابعة لحائل، رجاؤنا أن يتحقق ذلك. «عكاظ» حاولت جاهدة الاتصال بمدير مكتب العمل للرد على استفسارات المواطنين ولم تتلق رداً أو إجابة على اتصالاتها حتى نشر التحقيق.