بعيدا عن الرقابة يستغل العديد من البائعين المتجولين حالة النهم الشرائي في رمضان، لتسويق وبيع بضائعهم على الصائمين الذين يقبلون على شراء ما تعرضه البسطات لرخص أسعارها مقارنة بالمطاعم والمحال التجارية، وفي مدينة الرياض ينشط الباعة الجائلون لترويج المأكولات الرمضانية في الطرق السريعة وداخل الأحياء السكنية، بالإضافة إلى تواجدهم أمام الأسواق والمراكز التجارية. عبد الله الكثيري يقول «أحذر أبنائي وأفراد أسرتي من الشراء من الباعة الجائلين مهما كان السعر مغريا، لأنه في حالة تعرض أحدهم لحالة تسمم بسبب المنتج الذي اشتراه لا نستطيع الوصول البائع الجوال أو محاسبته؛ لأنه لا يعمل في محل يمكن الوصول إليها وبالتالي محاسبته بشكل رسمي من قبل الجهات المعنية». وأضاف «للأسف تنتشر ظاهرة الباعة الجوالين في شهر رمضان بشكل كبير، وكأن الصائم لا هم لديه سوى شراء الأغذية والمأكولات الرمضانية المعروضة على البسطات المخالفة». وطالب الجهات المعنية في أمانة الرياض بالتصدي للباعة الجوالين الذين لا يمكن التوصل إلى مواقعهم كونهم ينتقلون من شارع لآخر بمنتجات غير مرخصة. منظر مريب صالح القفاري، يقول «مشهد الباعة الجائلين وانتشارهم في الشوارع يثير الريبة، لاسيما وأنهم يسوقون للمأكولات الرمضانية بأسعار مغرية تحفز الصائمين على الشراء دون تفكير». وأضاف «ينساق معظم الصائمين خلف هذه المأكولات ويحرصون على شرائها من البسطات بالرغم من كثرة المطاعم التي تقدم ذات المأكولات المعروضة في البسطات وبأسعار معقولة»، مشيرا إلى أنه في حالة التسمم من غذاء أحد المطاعم يمكن التوصل إليه ومعاقبته بشكل رسمي عكس البائعين الجائلين الذين لا يمكن رصدهم أو محاسبتهم . وطالب أمانة منطقة الرياض بتكثيف الجولات الميدانية وخصوصا قبل وقت الإفطار لرصد هؤلاء الباعة الجوالين ممن لا يحملون أي تراخيص تخولهم لبيع المأكولات والمشروبات الرمضانية، للحفاظ على الصحة العامة. تسمم ومرض وانتقد فيصل علوي تجاهل الجهات المعنية في أمانة منطقة الرياض انتشار البائعين المتجولين في مختلف الطرقات والأحياء في شهر رمضان، خاصة وأن العديد منهم يعدون الأطعمة بشكل مخالف وخال من النظافة ما يعرض الكثير من الصائمين لحالات التسمم والمرض. وأضاف «يجب منع تواجد هؤلاء الباعة في الشوارع والطرقات، وحرمانهم من تسويق المأكولات الرمضانية على الصائمين كونهم مخالفين ولا يملكون التراخيص النظامية التي تخولهم لعرض وبيع المأكولات الرمضانية». من جانبه، أوضح المهندس ناصر البدر مدير عام الإدارة العامة للأسواق والراحة والسلامة في أمانة منطقة الرياض، أن الإدارة تعمل على توطين الباعة الجائلين، والعمل على القضاء على البيع العشوائي، عبر أماكن تسعى أمانة الرياض في توفيرها، والتي تتميز بوجود المظلات والخدمات المساندة. وأضاف، على الجانب الميداني تمكنت الإدارة من ضبط أكثر من 3300 بائع جائل في الرياض خلال الأيام الماضية، كما تمكنت من مصادرة أكثر من 420 لترا من السوبيا التي تباع على قارعة الطريق، وأكثر من 60 كيلو جراما من الأكلات الشعبية من الباعة الجائلين. وأشار البدر إلى أن سلبيات الباعة الجائلين تكمن في تشويه المظهر الحضاري للمدينة، إرباك الحركة المرورية، بيع بضائع ومواد غذائية قد تكون غير صالحة للاستهلاك الآدمي، هذا بالإضافة لتضرر وشكوى أصحاب المحال النظامية من الآثار السلبية لهذه الظاهرة. وأضاف البدر «نسقت الإدارة العامة للأسواق والراحة والسلامة مع البلديات الفرعية بتحديد ثمانية مواقع مجانية للباعة الجائلين السعوديين، حيث تم تنفيذها وفق الشروط والمواصفات بمتابعة أعمال التظليل ومواقف السيارات للباعة والمتسوقين ودورات المياه والمصليات والإنارة، بهدف توفير فرص العمل للمواطنين وتشجيعهم على ممارسة نشاطهم التجاري.