تشهد الطرقات المحيطة بالمنطقة المركزية بالحرم المكي الشريف حركة دؤوبة لا تهدأ من قبل ضيوف الرحمن وقد جُندت العديد من الفرق الميدانية سواء من قبل المرور أو الشرطة أو الأمانة لتسهيل الحركة وفك الاختناقات والازدحام إلا أن البعض لم يتعاون في ذلك بل نجد المفترشين والباعة المتجولين يزيدون من شدة الازدحام ويعطلون الحركة كونهم يأخذون حيزاً كبيراً من الشارع غير مبالين بالانظمة وسط كثافة كبيرة من ضيوف الرحمن .. هؤلاء الباعة لا يحملون تصاريح للبيع بالاضافة إلى أنهم يبيعون المأكولات والمشروبات المكشوفة والأدوية التي يخشى مما قد تسببه من أمراض وتسمم. يقول المواطن محمد الزهراني: هؤلاء الباعة لا ينصاعون للتعليمات ولهم دور في عملية الاختناقات والازدحام كونهم يضيقون من مساحة الطريق ويتجمهر الناس حولهم مما يؤدي إلى تعطيل حركة السير وفي حال إبعادهم عن الموقع نجدهم ينتقلون إلى موقع آخر أو يعودون مرة أخرى إلى نفس الموقع. حيث يقول البائع أبو بكر آدم : أنا مقيم ومن أين لي أن أحصل على تصريح؟ ولدي والد ووالدة واخوان وأخوات وأبناء وزوجة هم بحاجة ماسة إلى متطلبات الحياة الضرورية ونحن جئنا إلى هذه الديار المقدسة منذ زمن .. والظروف صعبة للغاية. أما محمد علي بائع في احدى البسطات يقول: من الظلم ان ندفع رسوماً لاصدار التصاريح والتراخيص ومبالغ الايجار للموقع الواحد بآلاف الريالات ، ونجد مضايقات من المراقبين بينما نجد من يغض الطرف عن بعض الباعة المتجولين الذين لا يدفعون أي مبالغ ولا يحملون تصاريح أو تراخيص لمزاولة البيع. لذا من الواجب ايقاف أمثال هؤلاء المخالفين للأنظمة والتعليمات ولابد من تطبيق العقوبات اللازمة عليهم. وتحدث الحاج عبد المنعم محمد قائلاً: لقد تعرضت لغش من أحد الباعة فقد رغبت في شراء ملابس لأطفالي وقد وجدت شاباً يبيع ثياباً جديدة وهو من الجاليات الأفريقية وبعد شراء عدد من الثياب وبعد وصولي إلى مقر السكن وجدت أن تلك الثياب قديمة وبالية بالرغم من وجودها داخل تغليف بلاستيك وقد كان البائع يعرض ثياباً جديدة غير مغلفة في البداية ولكنه استغفلني وعند عودتي للبحث عنه لم أجده لأنه كان يبيع في بسطة غير نظامية وقد كان ذلك درساً قاسياً لي. أما البائعة أم أحمد افريقية : فتبيع بعض المأكولات والمشروبات التي تجمع عليها الذباب بشكل كثيف وقالت : أنا هنا أبيع منذ أسبوع حيث جئت لأداء الحج وأبيع لاسترزق وعندما أخبرتها بأن ما تبيعه مكشوف وقد تجمع حوله الذباب قالت كل انسان يأخذ نصيبه وما يصيبنا إلا ما كتب الله لنا ..وعندما حاولت التقاط صورة لما تبيع رفضت بشدة وتمتمت بلغتها مما جعل ابناء من جنسيتها يتجمعون ليدافعوا عنها فقررت الرحيل.