جدة عروس البحر الأحمر تزينت بأجمل حللها هذه الأيام، وهي تستقبل زوارها من كل صوب وحدب الذين امتلأت بهم الفنادق والشقق المفروشة والشاليهات وتزاحموا على شوارعها وشواطئها ومطاعمها وحدائقها ومتنزهاتها وأسواقها ومولاتها ومعارضها ومهرجاناتها، ومع ذلك يشكون مر الشكوى من ارتفاع الأسعار فيها، وقالوا إنها لم تكن كذلك في الأعوام الماضية، خاصة أسعار الشاليهات واستغربوا الزحام المروري الذي تعيشه جدة لا سيما في الفترة المسائية. واتفق الزوار الذين التقتهم «عكاظ» على أن هناك عدم وضوح للبرامج السياحية التي تقدم في الفعاليات السياحية الصيفية وكذلك في الخارطة السياحية لجدة نفسها، لافتين إلى أن معظم المهرجانات الصيفية مرتبطة بمعارض تجارية وتسويقية وبرامج للأطفال في معظمها واشتكوا من أن كثيرا منها يفرض رسوما. السياحة والمهرجانات وتساءل عدد من الزوار إلى جانب عدد من أهالي جدة عن قصر السياحة على مهرجانات تجارية، فضلا عن غياب جدول واضح للنشاطات، وأشار المواطن محمد صالح، ومحمد العبدالله وسالم باخبيره الزهراني إلى إن القائمن على البرامج السياحية لا يعلمون على أية جداول أو برامج معدة مسبقا عن الأنشطة، مرجعين ذلك لسوء الدعاية للمهرجان والأنشطة أو ربطها بملاهٍ ومراكز تجارية، فضلا عن برامج تسوق لا يعرفون لماذا يتم إقحامها وكأنها برامج خاصة بالصيف وزوار جدة. أسعارها غالية واشتكى عدد من الزوار من الزحام والتلبكات المرورية، إضافة الى كثرة الشوارع المغلقة بسبب المشاريع التي تعيشها جدة، وقال عادل المالكي: «جئت من الطائف إلى جدة لزيارة أقارب والاطلاع على مهرجانها الصيفي، ولاحظت الزحام في الشقق المفروشة والمغالاة في الشاليهات حتى أن بعض الشاليهات وصل سعر الليلة الواحدة فيها إلى 3500 ريال». أحكام الرقابة كما اشتكوا من عدم إحكام الرقابة على المطاعم في جدة، وقال أحد أهالي جدة إنه حرر بلاغا ضد مطعم شهير في شمالي جدة في ساعة متأخرة من الليل بعد أن تبين له وجود تعفن في طبق سلطة، وانتظر حتى وصل مندوب أمانة جدة لتسلم الحالة ومباشرتها. وبدوره يقول خالد المالكي: سمعت أن الأنشطة الصيفية في جدة هذا العام تصل المئات، ولكني لا أعرف مواقعها بسبب عدم وجود أية جداول تنشر في الصحف أو توزع من خلال مراكز متخصصة. وأضاف: إننا ننشد الرقي بالسياحة الداخلية، لذا يجب الاهتمام بتسهيل وصول الزائر والمصطاف إلى مواقع الأنشطة السياحية. زحام سيارات وأعتبر الأهالي أن القاسم المشترك في صيف جدة هو زحام السيارات، رغم أن زحام الليل أكثر إيلاما من زحام النهار وأجمعوا على أن جدة بدأت صفحة جديدة من الزحام منذ بداية الإجازة الصيفية، إذ تعتبر جدة جهة يقصدها نحو مليونين ونصف المليون زائر من داخل وخارج المملكة في الإجازة الصيفية بينهم معتمرون وفق ما صرح به نائب رئيس الغرفة التجارية مازن بترجي، فيما تسجل جدة أكثر المدن سهرا خلال الإجازات. وقال مواطنون التقتهم «عكاظ» في جولاتها المسائية إن هناك ملاحظة وهي أن بعض الشوارع الرئيسة هذه الأيام تفصل عنها الإضاءة ليلا، وتشهد ظلاما مثل طريق شبك المطار الممتد مع الخط السريع وشارع قريش في الجزء الشرقي وأجزاء من بعض الشوارع المهمة داخل بعض الأحياء منها شارع دلة وشارع التضامن العربي شرقا، ويرى مواطنون أن الزحام في جدة ليلا بات سمة لا تفارق العروس والقادم أكثر مرارة مع قرب دخول رمضان المبارك. ويطرح زوار وأهالي جدة سؤالا عن سبب توقف العمل في المشاريع القائمة في جدة في الفترة المسائية مثل مشاريع الصرف والجسور والأنفاق، رغم أن كثيرا من الدول المجاورة تجد فيها الأعمال قائمة على مدار الساعة. واعتبر مدير مرور جدة العميد محمد القحطاني أن المحافظة تشهد ورشة لمشاريع تنموية مختلفة في الطرق والجسور والصرف الصحي، وذلك يترك أثرا سلبيا للحركة المرورية «فنحاول عن طريق اللجنة المرورية دراسة وضع تحويلات لأي مشروع قائم لتخفيف الأثر السلبي قدر الإمكان مع تأمين انسيابية في الحركة المرورية». وأكد العميد القحطاني أن الانتهاء من هذه المشاريع سيخفف من إشكالية الزحام المروري بنسبه معينة، مشيرا إلى أن الحل السليم يكمن في إيجاد طرق نقل عام مختلف يتناسب مع طبيعة سكان المدينة.