ينتظر عروس البحر الأحمر جدة، الأيام المقبلة صفحة جديدة من الزحام السنوي، مع قرب دخول شهر رمضان، الذي يأتي ضمن الإجازة الصيفية، وتعتبر جدة جهة يقصدها نحو أربعة ملايين معتمر وزائر من داخل وخارج المملكة بينهم معتمرون، وفق ما صرح به نائب رئيس الغرفة التجارية مازن بترجي، فيما تسجل جدة أكثر المدن سهرا خلال الإجازات. ويبدأ الزحام هذه الأيام في الطرق الرئيسية كطريق المدينة والحرمين وشارع فلسطين وشارع التحلية من الساعة الخامسة عصرا، وتزداد الشوارع زحاما مع أذان المغرب، ويعتبر شارع التحلية وطريق المدينة والخط السريع وصاري وقريش في الشمال، وفلسطين وولي العهد وطريق مكة في الجنوب، محاور رئيسة في مشهد زحام جدة، ويكثف المرور في الفترة المسائية تواجده الميداني، مدعوما بدوريات سرية تترصد المتهورين في الطرق السريعة، لا سيما في طريق الحرمين الذي يشهد تجاوزات خطرة على الخط الأصفر بشكل ملحوظ. وقال مواطنون التقتهم «عكاظ» في جولاتها المسائية، إن هناك ملاحظة وهي أن بعض الشوارع الرئيسة هذه الأيام لا تزال تفصل عنها الإضاءة ليلا، ويرى مواطنون أن الزحام في جدة ليلا بات سمة لا تفارق العروس والقادم أكثر مرارة. وبات متداولا بين أهالي جدة أن الوقت المستغرق للوصول بين موقعين في شمالي جدة وجنوبها يستغرق أكثر من 90 دقيقة، ونفس الحال للوصول بين موقعين في الشرق والغرب، وذلك في زحام الفترة المسائية. ويقول محمد عطية وخالد حسن وعبدالعزيز عبدالله وأحمد علي، إن ثمة مشكلة يعاني منها أهالي جدة في الفترة المسائية، وهي الزحام المروري الكبير خصوصا قرب الأسواق، فضلا عن إغلاق طرق رئيسة مثل تقاطع طريق المدينة مع صاري، إضافة إلى صعوبة المرور في مناطق مهمة مثل تقاطع شارع حراء مع شارع الأمير ماجد (السبعين). وبينوا أن الجو الحار والرطب في جدة يجعل الأهالي يتحركون ليلا، لا سيما أن فصل الصيف يتوقع فيه ارتفاع كبير في درجات الحرارة، ويغسل الزوار حرارة الصيف في بحر جدة. ويرى مواطنون ومقيمون يعملون في جهات عدة أن الأسواق والمراكز التجارية في الأيام العادية، يفترض أن تغلق لعدم وجود مرتادين لها عكس الفترة المسائية، إلا أنهم أجمعوا أن الفترة الصباحية للأسواق المغلقة تشهد إقبالا جيدا في إجازة الصيف تزامنا مع ارتياد الأسر لتلك الأسواق، مع تعدد مناسبات الأفراح والزواج، خاصة أن قاعات الأفراح في جدة سجلت نسبة حجوزات في شهري شعبان وشوال بنسبة 90 في المائة. وقال محمد العبدالله مسؤول إداري في إحدى المدن الترفيهية، إن هناك حركة نشطة للسياحة في جدة، ويتضح ذلك من خلال الحضور، مبينا بأن هناك حركة تسوق نشطة تشهدها مدينة جدة، وبالتالي فإن ما تقدمة جميع المحلات من عروض ومسابقات كان له تأثير في الإقبال وزيادة المرتادين. وقال إن مدنا ترفيهية تشارك في تقديم العديد من العروض، منها استضافة نجوم فنية وفرق شهيرة في عروض الألعاب والسيرك، وهو ما أتاح الفرصة للجمهور للاستمتاع، فضلا عن العروض المسرحية والمسابقات الممتعة للأطفال والصغار. وقال مدير إدارة مرور محافظة جدة، العميد محمد بن حسن القحطاني، إن إدارته تنفذ برنامجا للسيطرة على الحركة المرورية صيف هذا العام في جميع أنحاء المحافظة، يهدف إلى ضمان مرونة الحركة ورفع مستوى السلامة المرورية خصوصا مع التوقعات بموسم سياحي حافل وواسع بالمحافظة، لافتا إلى أنه سيتم استنفار الطاقات البشرية والآلية من ضباط وأفراد كافة لخدمة زوار عروس البحر الأحمر. وبين أنه تم وضع الخطط والبرامج منذ وقت مبكر سواء على الطرق السريعة أو المحاور الرئيسة بالمحافظة كطريق المدينة، طريق الملك عبدالعزيز، والطرق المؤدية إلى البحر والكورنيش التي تعتبر من أهم المواقع التي يتجه إليها الزوار، وسوف ينتج عن ذلك حركة مرورية عالية على مدار الساعة، ولذلك تم تكثيف تواجد دوريات المرور المتحركة والثابتة على امتداد الكورنيش. واعتبر العميد القحطاني، أن المحافظة تشهد ورشة لمشاريع تنموية مختلفة في الطرق والجسور والصرف الصحي، وذلك يترك أثرا سلبيا على الحركة المرورية.