أنقذت القدرة الإلهية إمام وخطيب جامع البلاهدة أهالي كتنة بني الحارث جنوب محافظة الطائف الشيخ سعيد بن عاضه البلاهدي الحارثي من الموت المحقق، عندما خرج من جامعه بعد صلاة الظهر ليتفقد حلاله غنمه في منطقة الخاصرة، وبينما هو في طريقه إذا فوجئ بسيل عرم يدهمه، ظنه في أول الأمر بسيطا، لكنه كان أقوى مما توقع فحمل سيارته عاليا ليرمي بنفسه مع العامل المرافق معه ويتمسك بجذع شجرة بينما أخذ السيل سيارته بعيدا ليطوح بها في والوادي، وظل متمسكا بجذع الشجرة حتى استقر على أرض صلبة بعيدا عن المياه ليتنفس الصعداء. يقول سعيد «منذ خمسة وعشرين عاما كنا نطالب بضرورة الاهتمام بمنطقتنا فشوارعنا غير معبدة، وخطوطنا وعرة ولا توجد كباري، والمنحنيات خطيرة، ولم يتم تعديل مسار الطريق». مضيفا «كثير من أهالي المنطقة وحتى بعض المصلين يتعرضون للأضرار بسبب صعوبة هذه الطرق ووعورتها، وكم فقدنا من الأحباب ومن المال والحلال لهذا السبب». وتذكر سعيد بعض القصص المأساوية التي تعرض لها أهالي كتنة من بينها سحب السيل للشيخ محمد بن سليم البلاهدي، أحد أعيان كتنة من جوار مزرعته وأمام خمسة عشر فردا من أسرته ليلقي به على بعد كيلو متر، وقد فارق الحياة و ذلك في شهر رمضان عام 1409 للهجرة، في منظر لن ينسى أبدا. وأضاف سعيد «إن من بين القصص سحب السيل لسيارة ساعد بن صياد البلاهدي من تحت منزله ليلقي بها على بعد نصف كيلو متر، بعد أن دمرها بالكامل، كما كان السيل سبق أن داهم ابن القرية معيض الكعمي منتصف الليل و هو قادم لوالديه وأتلف سيارته بعد أن استطاع الفرار منها. و قال «إن من بين القصص المأساوية لأهالي كتنة مبيت أبناء و بنات القرية خلف الأودية بعيدا عن أسرهم بسبب عزل سيول وادي كتنة لهم عن قريتهم فضلا عن كثرة غياب الطالبات و الطلاب عن مدارسهم بسبب الأمطار و السيول». ولايقتصر الأمر والحديث للشيخ سعيد على الطرق، بل يقول «حتى جامعنا مهمل ولا تتم العناية به ففرش الجامع لدينا قديم ومهترئ ولم يتم تغييره منذ ثماني سنوات، وقد قدمنا مرارا وتكرارا للشؤون الإسلامية، لكن لم نجد أذنا صاغية لمطالبنا». داعيا الشؤون الإسلامية الاهتمام بالجامع خصوصا ونحن مقلبون على شهر رمضان حتى يؤدي المصلون صلواتهم براحة وفي جامع مهيأ بشكل جيد. وطالب الجهات المعنية بإيلاء المنطقة اهتماما مضاعفا كونها منطقة حيوية وبحاجة لاهتمام ورعاية على كافة المستويات الخدمية فالمنطقة لديها العديد من الاحتياجات كالسد و الطريق والمركز الصحي غيرها . وأضاف «من موقعي كإمام وخطيب لجامع البلاهدة أهالي كتنة بني الحارث أطالب بتلبية احتياجات هذه المنطقة حفاظا على أرواحنا وأنفسنا وأموالنا» وأسأل الله أن يحفظ لنا قيادتنا وأن يديم على بلدنا نعمة الأمن و الأمان .