انتقدت باحثة سعودية أداء أربع جهات حول آليات التعامل مع المعاقين، مؤكدة أن هذه تتمثل في وزارات الخدمة المدنية، العمل، الثقافة والإعلام ومعاهد التأهيل الشامل، واقترحت الباحثة السعودية في شؤون المعاقين دانية البكري بإعادة النظر في حقوق المعاقين واعتبرتها غير منصفة بالنسبة لهم من حيث آلية التعامل معهم داخل أروقة الجهات الحكومية. وكشفت الباحثة ل«عكاظ» أن المعاق لديه من العزيمة والإصرار ما يساعده على تجاوز محنته الجسدية المتمثلة في الإعاقة مستشهدة بعدد من العظماء الذين تغلبوا على إعاقتهم واستطاعوا إثبات أنفسهم بمعطياتهم التي سجلها التاريخ. وأضافت دانية أن الإعاقة ليست حجر عثرة أمام الطموح وتطرقت البكري في رسالة الماجستير التي تعتكف على تحضيرها في مجال حقوق المعاقين إلى أن المعاقين يعانون من تدني قدراتهم عن غيرهم من الأسوياء ورغم ذلك يتم التعامل معهم مثلما يتم التعامل مع أقرانهم الأسوياء وضربت مثلا لذلك وهو مساواتهم بغيرهم في عدد ساعات الدوام. وأشارت البكري بأن المعاق قادر على تطوير ذاته وتحقيق أهدافه معتبرة بأن المعاق ليس معاق الجسد وإنما هو معاق العقل وانتقدت الباحثة في رسالتها نظام الخدمة المدنية فيما يختص بالمعاقين والذي يساوي بين الموظف السليم والموظف المعاق من حيث شروط القبول للوظيفة وكذلك الواجبات المناطة بكل منهما في مجال العمل وحتى في نظام الإجازات والتقاعد وأيضا العقوبات معتبرة ذلك إجحافا نوعا ما بحق الشخص المعاق. وأضافت البكري بأن هناك تقصيرا من حيث تأهيل المعاقين لانخراطهم في مجال العمل المهني وترشيح المعاق للعمل المناسب لإعاقته وقدراته ليتم بذلك دمجه داخل المجتمع وممارسته لوظيفته مثله مثل غيره. وأكدت الباحثة البكري بأن هناك وظائف متاحة للمعاقين بحسب إعاقتهم: فمثلا المعاق إعاقة سمعية يستطيع العمل على جهاز الحاسب الآلي وطباعة التقارير وكتابتها، أما المعاق إعاقة بصرية فبإمكانه أن يعمل في قطاع الاتصالات للرد على المكالمات الهاتفية فيكون التعامل معه سمعيا. وبالنسبة للمعاق إعاقة حركية فيمكن أن يعمل في وظيفة استقبال المراجعين والتعامل معهم سمعيا وبصريا. وأوصت البكري في رسالتها بإقامة دورات لعدد من الموظفين في القطاعين العام والخاص تتضمن كيفية تعاملهم مع المعاقين وإنشاء معهد مهني في كل مناطق المملكة يعنى بتأهيل المعاقين ليكونوا أعضاء نافعين في خدمة المجتمع. كما أوصت كذلك بإنشاء هيئة مستقلة لرعاية المعاقين في المملكة وعمل دورات في كيفية التعامل بلغة الإشارات. وأضافت دانية في توصياتها باستثناء المعاقين من البدلات مثل بدل النقل والانتداب والمناطق الخطرة لأن النقل يؤثر على المعاق من الناحيتين النفسية والجسمانية وكذلك المهنية. «عكاظ» بدورها حاولت الاتصال بالمتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية محمد العوض للتعليق على اقتراح الباحثة ومدى ملاءمته لاحتياجات المعاقين وإمكانية تطبيقه ولكن سكرتير مكتبه أفاد في مرة بأنه ليس موجودا بينما أوضح في مرة أخرى بأنه في اجتماع.