أغتيل دبلوماسي سعودي يعمل في قنصلية المملكة في كراتشي بالرصاص أمس بينما كان في سيارته في طريقه إلى القنصلية السعودية التي تقع في منطقة كزري شمال العاصمة التجارية كراتشي. وأفاد السفير السعودي في إسلام آباد عبدالعزيز الغدير في تصريحات ل «عكاظ» أن الدبلوماسي السعودي الذي يبلغ من العمر 30 عاما وقتل بالرصاص داخل سيارته، اسمه حسن بن مسفر القحطاني. وأضاف أن القحطاني غادر منزله صباح أمس الذي يقع في منطقة ديفينس التي تعتبر من أرقى الأحياء في كراتشي، حيث قامت باعتراض سيارته دراجتان ناريتان على متنها أربعة أشخاص ملثمين وأطلقوا عليه النيران من الكلاشينكوف أردته قتيلا على الفور. وتابع قائلا «لقد تحدثت مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل وأبلغته بتفاصيل الحادثة. واستنكر الغدير بشدة حادثة قتل الدبلوماسي السعودي معتبرا أنها عملية إرهابية شنيعة، وطالب السلطات الأمنية الباكستانية بسرعة استكمال التحقيقات، وتقديم المجرمين إلى العدالة فورا بدون أي تأخير.
وزاد «أكدنا على وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك على ضرورة وضعنا أولا بأول في أجواء التحقيقات الجارية. وأضاف إن السفارة أجرت أيضا الاتصالات مع السلطات السعودية بهدف إرسال طائرة خاصة لنقل جثمان القحطاني إلى السعودية لكي يتم دفنه في المملكة. من جهته، استنكر وزير الداخلية الباكستاني رحمان مالك جريمة قتل الدبلوماسي السعودي في كراتشي واصفا إياها بالعملية الإرهابية. وقال في تصريحات ل «عكاظ» إن الحكومة الباكستانية تندد بهذه العملية الإرهابية، وستعمل جهدها في تقديم المجرمين للعدالة في أسرع وقت، مؤكدا أنه أصدر تعليماته للسلطات الأمنية في كراتشي بتشكيل لجنة أمنية عليا لمتابعة الحادثة وتقديم تقرير فوري له. وأضاف رحمن أنه طالب السلطات الأمنية بتشديد الإجرءات الأمنية على البعثة السعودية في كراتشي وضرورة تقديم الحماية لجميع السعوديين في كراتشي، وتشديد الأمن حول البعثة. كما طالب الجهات الأمنية الباكستانية بتقديم كامل المعلومات المتوفرة لديها حول هذه الحادثة، مشددا على ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة والفورية للقبض على المعتدين وإيقاع أقصى العقوبات عليهم. إلى ذلك، قال فالح الرحيلي القنصل العام السعودي في كراتشي في تصريحات ل «عكاظ» إن القحطاني كان حسن السيرة والسلوك ومن أفضل الكوادر الدبلوماسبة في البعثة السعودية واصفا عملية قتله بأنها غادرة وبشعة.
طائرة سعودية خاصة لنقل جثمان القحطاني
طالبان الإرهابية تعلن مسؤوليتها عن الحادثة
وكشف أن القحطاني رزق بابنة قبل أسبوعين ومن المفترض أن تنتهي خدمته في القنصلية بعد عشرين يوما حيث أنهى أربع سنوات من العمل في كراتشي ولم يكن يعلم أنها المرة الأخيرة التي سيرى فيها ابنته الحديثة الولادة قبيل خروجه من منزله أمس. من جهته، لم يستبعد مدير شرطة كراتشي سعود ميرزا في تصريحات ل «عكاظ» أن تكون تنظيمات إرهابية أخرى وراء الحادثة بيد أنه قال إن التحقيقات جارية على قدم وساق وسيتم الإعلان عن الجهة التي قامت بالعملية فور الوصول إلى نتيجة محددة. وقال إن مدينة كراتشي شهدث مؤخرا حوادث قتل لعدد من الشخصيات، مشيرا إلى أن هناك احتمالات أن تكون بعض العصابات المحلية وراء الحادثة. وبحسب مصادر أمنية أن إطلاق نار على الدبلوماسي السعودي تم من قبل أربعة اشخاص كانوا على متن دراجتين ناريتين بالقرب من القنصلية البحرينية التي تبعد عن القنصلية السعودية حوالي كيلومتر. وأشارت المصادر إلى أن الدراجتين كانتا تتبع سيارة الدبلوماسي السعودي التي تحمل لوحة رقم (سي سي 5264) وهي نوع تويوتا في منطقة ديفينس في حي خيابان شهباز، حيث كان القحطاني في طريقه لمبنى القنصلية قادما من منزله عندما تم استهدافه قرب القنصلية السعودية، يشار إلى أن مبنى القنصلية السعودية يقع بجوار القنصلية البحرينية، ويعد حي الدفاع من الأحياء الراقية في المدينة ويقع فيها معظم البعثات ومساكن الدبلوماسيين العاملين في كراتشي. هذا ونقلت جثة القحطاني لاحقا إلى مستشفى جناح الحكومي.
وأفادت المصادر أن الجهات الأمنية تحفظت على السيارة، وبدأت تحقيقاتها والبحث عن المجهولين الذين أطلقوا النار عليه. وأشارت المعلومات الأولية إلى أن المعتدين أطلقوا 4 رصاصات عليه من الجهتين، بطريقة عشوائية إحداها في الرأس وثلاث في الصدر ولاذوا بالفرار، مبينا أن الدبلوماسي كان قد خرج من منزله صباح أمس متوجها إلى مقر عمله في القنصلية. وأشارت المصادر إلى أن السلطات الأمنية الباكستانية قامت بإغلاق الطرق المؤدية إلى القنصلية السعودية. من جهة أخرى، تبنت حركة طالبان عملية قتل القحطاني. وتأتي هذه الجريمة بعد خمسة أيام من إلقاء مجهولين على متن دراجة نارية قنبلتين يدويتين على القنصلية نفسها، في هجوم لم يسفر عن أضرار ووضعته الشرطة في إطار ردود الفعل على مقتل أسامة بن لادن في 2 مايو على أيدي قوة كوماندوس أمريكية في شمال باكستان.
دول الخليج تدين
مصدر مسؤول يستنكر بشدة حادثة قتل القحطاني
واس الرياض عبر مصدر مسؤول في وزارة الخارجية عن استنكار المملكة الشديد للحادث الإجرامي الذي تعرض له حسن مسفر القحطاني أحد منسوبي القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في كراتشي والذي اغتيل غدرا وهو في طريقه إلى العمل. وأشار المصدر إلى أن وزارة الخارجية تقوم بمتابعة التحقيقات مع السلطات الأمنية الباكستانية، كما تم الطلب منها تشديد الحراسات على كل من القنصلية في كراتشي والسفارة في إسلام آباد ومنسوبيهما. إلى ذلك أدان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، حادث الاعتداء الآثم الذي تعرض له الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في مدينة كراتشيالباكستانية من قبل مجهولين، وأدى إلى مقتله. وأكد في بيان له أمس أن هذا الاعتداء الآثم يمثل انتهاكا للأعراف الدولية المتعلقة بالبعثات الدبلوماسية، معبرا «عن ثقته في قدرة السلطات الباكستانية باتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة للقبض على المعتدين وتقديمهم للعدالة وحماية أمن البعثة الدبلوماسية السعودية والعاملين فيها حسب ما تقتضيه القوانين الدولية».
الشيخ ابن زهرة: مهما نقدم للوطن فلن نوفيه حقه ذوو الشهيد القحطاني يثمنون اتصال وزير الخارجية ومواساته لهم
سعيد الزهراني، سالم آل سحمان أبها ثمن الشيخ جار الله بن مهدي بن زهرة شيخ قبائل آل جبران من الحباب عم الدبلوماسي حسن بن مسفر بن مهدي ووالده مسفر بن مهدي وجميع أفراد أسرته في حديث ل «عكاظ» الاتصال المباشر من قبل وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل واتصال أمير منطقة عسير فور تلقيهم خبر وفاة ابنهم. وأفصح والد الدبلوماسي عن أنه علم بالخبر خلال متابعته لنشرات الأخبار على شاشة إحدى القنوات الفضائية عندها أصيب بالصدمة ولكنه لفت إلى أن عزاءه أن ابنه مات وهو يؤدي واجبه في خدمة الوطن. وقال ابن زهرة إن تلقيه الاتصال المباشر من الأمير سعود الفيصل وعدد من المسؤولين الذى بادروا بتعزيته ومواساته خفف عنه المصاب. وأضاف والد الدبلوماسي أن ابنه متزوج وله طفلة حديثة الولادة وكان آخر اتصال له به أمس الأول وأبلغه أنه أقام عقيقة لطفلته وفي اليوم التالي تعرض للحادث المؤلم على يد الغدر والعدوان. ابن عم الشهيد ونسيبه الشيخ حامد بن زهرة قال إن الفاجعة كبيرة حقا عندما تلقينا الخبر ولكن ما يهون ذلك أن حسن غفر الله له مات وهو يؤدي واجبه ونحسبه شهيدا عند الله، وكافة أسرة آل زهرة تتقدم بالشكر والعرفان لولاة الأمر أيدهم الله على مشاعرهم الطيبة وحرصهم فقد بادروا بالاتصال والتعزية. كما تحدث نسيبه ظافر بن دبيس قائلا تلقينا أنا ووالده الخبر عبر إحدى القنوات التلفزيونية ولكن ما يخفف المصاب أن حسن رحمه الله مات ونحسبه شهيدا وآخر اتصال له معي يوم أمس الأول. وقال حسن قد عمل قرابة 12 عاما متنقلا بين السفارات وقام يرحمه الله بدعوة زملائه إلى العشاء بمناسبة انتهاء فترة عمله.