لم يكن يعرف ان هذه هي النهاية.. لم يكن يدري ان يد الغدر في انتظارة.. لم يدر في خلده يوما ان رصاصات الخيانة ستغتاله، وهو الذي لم يؤذ احدا يوما.. ولم يتأخر عن تقديم العون لأحد يوما.. كان فرحا سعيدا بقدوم ابنته الوليدة.. التي لم تكتحل عيونه بها.. انه حسن مسفر القحطاني احد منسوبي القنصلية السعودية في كراتشي والذي اغتالته يد الارهاب الاسود أمس داخل سيارته.. وقتلت احلامه الخضراء في مستقبل مشرق لأسرته الصغيرة.. يد الارهاب الاسود التي لا تعرف الرحمة ولا تعرف الاسلام ولا تفرق بين البشر والشجر اغتالته بلا رحمة.. كان مسفر يستعد للعودة، ويعد الايام ويستحثها على ذلك ليحضن تراب الوطن بعد ان خدمه بكل شرف وأمانة، ولكن القدر لم يمهله، ولم تمهله رصاصات الغدر، والخيانة. إنهم يقتلون الفراشات.. يقتلون النبل الانساني.. يقتلون الورد.. لا يفرقون بين البشر والشجر.. لعنة الله عليهم الى يوم الدين.. أطلق مجهولون في مدينة كراتشيالباكستانية، صباح الإثنين النار على سيارة تابعة للقنصلية السعودية في كراتشي، ما أدى إلى استشهاد أحد أفراد البعثة الدبلوماسية ويدعى حسن القحطاني.. وأوضحت شرطة كراتشي أنه تم إطلاق نار على سيارة تحمل لوحة رقم سي سي 5264 تتبع للقنصلية السعودية في منطقة ديفينس بحي خيابان شهباز، حيث كان يقودها المجنى عليه، ونقلت جثته لاحقاً إلى مستشفى جناح. وقال مدير شرطة منطقة السند فياض لغاري: إن الجهات الأمنية تحفظت على السيارة، وبدأت تحقيقاتها والبحث عن المجهولين الذين أطلقوا النار. وأشارت معلومات أولية إلى أن المعتدين كانوا يستقلون دراجتين ناريتين، وأطلقوا أكثر من 10 رصاصات من الجهتين، على "الراكب والسائق" بطريقة عشوائية، مبيناً أن المغدور كان قد خرج من منزله متوجهاً إلى مقر عمله في القنصلية.
من جهته، طالب وزير الداخلية الباكستاني رحمان ملك، الجهات الأمنية الباكستانية بتقديم كامل المعلومات المتوافرة لديها حول هذه الحادثة، مشدداً على ضرورة اتخاذ الإجراءات الأمنية اللازمة والفورية للقبض على المعتدين وإيقاع أقصى العقوبات عليهم. كما طالب الجهات الأمنية بضرورة تقديم الحماية لجميع السعوديين في كراتشي، وتشديد الأمن حولهم. وكانت القنصلية السعودية في كراتشي تعرضت الأسبوع الماضي للاعتداء أيضاً من قبل مجهولين ألقوا قنبلتين يدويتين على المبنى، ما أدى إلى أضرار بسيطة جداً في المبنى دون أن تقع أي خسائر في الأرواح. وأعلن فايز القهاري قائد شرطة ولاية السند وعاصمتها كراتشي ان "موظف القنصلية اصيب بعدة رصاصات اردته قتيلا". وأكد ان أربعة رجال يركبون دراجتين ناريتين اطلقوا النار على سيارته التي تحمل لوحة دبلوماسية في مفترق طرق حي راق في العاصمة الاقتصادية لباكستان والتي تعد نحو 18 مليون نسمة. وأضاف ان "المعتدين فروا على الدراجة النارية". من جانبه اعلن مسؤول في وزارة داخلية ولاية السند شرف الدين ميمون: "اننا نحقق لمعرفة ما اذا كان لذلك علاقة بتنظيم القاعدة ام لا ".
من جهة أخرى عبر مصدر مسئول بوزارة الخارجية عن استنكار المملكة الشديد للحادث الإجرامي الذي تعرض له حسن مسفر القحطاني "40 عاما" أحد منسوبي القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في كراتشي والذي اغتيل غدراً وهو في طريقه إلى العمل. وتقوم وزارة الخارجية بمتابعة التحقيقات مع السلطات الأمنية الباكستانية، كما تم الطلب منها تشديد الحراسات على كل من القنصلية في كراتشي والسفارة في إسلام اباد ومنسوبيهما، وقد قام صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بالاتصال بوالد الفقيد وتقديم العزاء له ولأسرته، وقد تم إرسال طائرة لنقل الجثمان إلى المملكة الإثنين. وقال رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية، السفير أسامة نقلي: إنه لم تكن هناك تهديدات مسبقة للقتيل أو أحد منسوبي القنصلية.
القحطاني كان مغادرا وولادة زوجته أخرته أكدت مصادر ل" اليوم" أن حسن القحطاني كان يتأهب الى مغادرة باكستان والعودة الى المملكة بعد ان امضى فيها اربع سنوات ولكن بسبب ولادة زوجته لابنته الوحيدة فضل عدم العودة لحين شفائها تماماً بعد الولادة، واكدت مصادر في القنصلية السعودية في كراتشي ان القحطاني انهى جميع اعماله وباع سيارته واثاث منزله في كراتشي تمهيداً للعودة بعد ان قضى فيها اربع سنوات كمسؤول في الشؤون القنصلية بمدينة كراتشي, وذكرت المصادر ان سبب تأخر عودة القحطاني الى المملكة هو زوجته المريضة وخوفاً على صحتها قرر البقاء الي جوارها عدة أيام, واوضح سفير خادم الحرمين الشريفين في إسلام أباد عبدالعزيز الغدير ان باكستان تعاني من قلاقل خلال الشهرين الماضيين، مشيرا الى أن السفارة ومنذ تلك الفترة وهي تعمل على زيادة التعزيزات الامنية لزيادة الحذر خوفا من أي أعمال إرهابية، مؤكداً ان السفارة مازالت تجري اتصالاتها بالحكومة الباكستانية للقبض على الجناة ومعرفة هوياتهم، مشيرا الى ان طائرة إخلاء توجهت امس الى كراتشي لنقل جثمان القحطاني تمهيدا لدفنه في مسقط رأسه. ونفى سفير المملكة بجمهورية باكستان عبدالعزيز الغدير أن يكون القتيل حسن مسفر القحطاني الرجل الثاني في السفارة, موضحا أنه عضو من أعضاء البعثة الدبلوماسية ويحمل جوازاً دبلوماسيًا.
رئيس باكستان: أوامر صارمة بضبط الجناة دان الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري ورئيس وزرائه سيد يوسف رضا جيلاني بشدة الهجوم الإرهابي الذي استهدف صباح الإثنين سيارة للقنصلية العامة السعودية بمدينة كراتشي والذي أسفر عن استشهاد حسن مسفر القحطاني احد منسوبي القنصلية السعودية في كراتشي. وأوضحت الإذاعة الباكستانية الرسمية أن القيادة الباكستانية اعتبرت استشهاد الموظف السعودي في الهجوم الإرهابي حدثاً مؤسفاً للغاية، وأصدرت أوامر صارمة للقبض على الأيدي المتورطة وراء الهجوم بشكل فوري، كما دانت فعاليات باكستانية الحدث وسموه بالإرهابي .