الكل يعمل في الحراك الدرامي المحلي والعربي من أجل اللحاق بتقديم ما ينتهون منه خلال شهر رمضان المبارك، فالدراما السعودية تستعد لتقديم (طاش 18) للفنانين عبد الله السدحان وناصر القصبي عبر mbc، كما يجرى التنسيق بين التلفزيون السعودي ومجموعة MBC لانتقال أبطال مسلسل (بيني وبينك) إلى القناة الأولى ليقدموا مسلسلا كوميديا اجتماعيا جديدا تحت عنوان (عيال حارتنا) يشارك فيه حسن عسيري، راشد الشمراني، حبيب الحبيب، عمر الديني وريم عبد الله، كما يقدم التلفزيون السعودي أيضا (سكتم بكتم 2) للفنان فايز المالكي. أما الدراما السورية ستقدم حشدا من الأعمال وكذلك الدراما المصرية لديها أعمالا جديدة وإن قلت هذا العام بسبب الظروف التي عايشتها مصر في الآونة الأخيرة. وأمام هذه الاستعدادات الكثيفة التي تشهدها الساحة الدرامية، تظهر الكثير من الأسئلة حول أهمية الركض الفني لعرض الأعمال في شهر رمضان تحديدا، والأفكار التي تقدم سنويا. تبرز الرؤية التي يرتكز عليها المنتجون والفنانون أن الأعمال الدرامية التي تقدم في رمضان أصبحت المحطة الكبرى للمنافسات الدرامية التي تشهدها الفضائيات العربية للحوز على المراكز المتقدمة وحصد الجوائز في المهرجانات التي تقام بعد انتهاء رمضان لأفضل الأعمال العربية، وفي المقابل فإن مثل هذه الأعمال الكبرى تجذب الشريحة الكبرى من المشاهدين ومن ثم تحقق بعض المحطات السقف الإعلاني المطلوب لها عبر الترويج لمثل هذه الأعمال مسبقا. فيحرص الفنانون على تقديم أعمال ذات قيمة بين القالب الساخر للكوميديا عبر أبواب الجرأة في الطرح لتناول العديد من الظواهر الاجتماعية بمساحات كبرى والقدرة على بلورتها في الأعمال مهما كانت الهوامش الرقابية، بحثا عن إثارة الأسئلة اليومية للمشاهد، وقد توفق إلى حدود كبرى في تناولها الجريء إلا أنها تقع في مأزق البحث عن المعالجة الدرامية والبحث عن الحلول والنتائج، مكتفين في مساحات الطرح الجريء. فيما يركز البعض الآخر من الأعمال على البحث عن عناصر التاريخ وإعادته عبر بوابة الدراما، ويهدف أعمال بالدراما الاجتماعية الحديثة وقضاياها الحساسة. إلا أننا يجب أن نضع في حسباننا أن الكثير من الأعمال الدرامية والخفيفة لاتخرج عن دائرة التسلية بعيدا عن القيمة الفنية أو المعالجات الدرامية.