ثمة تغيرات وتحولات تشهدها الساحة الدرامية السعودية مؤخراً، ستسفر حتماً عن تأكيد أهمية نجوم كبار، وربما نهاية نجوم آخرون، أو على الأقل وقوفهم «محلك سر» في دائرة الجدل التي قادتهم نحو فتح جبهات ملها المشاهد وتشبع من أخبارها وأحجم في أحيان كثيرة عن متابعتها تأففاً بعد أن تجاوزت مجرد الخلاف في الرأي إلى الخلاف في الأشخاص. هذا الشعور تلمسه عن قرب بعض أطراف هذا الخلاف، فتحولوا سريعاً نحو خلق حالة مما يمكن وصفها ب « الائتلافية» واتحدوا فيما يبدو كجبهة لخلق عمل فني قادر على تجاوز حالة الركود التي شهدتها الساحة طوال الفترة الماضية، كان المستفيد الأول والأخير فيها هو تسلل للدراما التركية، التي مثلت «جرس إنذار» لكل الفنانين الخليجيين والسعوديين على وجه الخصوص، مشيرة في معناها إلى «إما العمل باحترافية وترك القضايا الجدلية التي لا طائل وراءها، وإما الضياع وتغييب أي نجاح يذكر لهم في السابق». هذه الرسالة التقطها البعض وكونوا معاً فريق في ظاهره على ما يبدو الرحمة (لمن معه) وباطنه العذاب (لمن ضده) وهو ما يبدو جلياً في العمل الذي تنفذه حالياً شركة «الصدف» مسلسل (قوول في الثمنيات) الذي يشترك في بطولته الفنان راشد الشمراني وحسن عسيري وحبيب الحبيب وعمر الديني وسحر خليل وسارة اليافعي وهند محمد وعبدالعزيز السكيرين وسعد طلاس وعبدالعزيز المبدل، ويشارك في إخراجه من الكويت حسين ابل، وتستدعي أحداثه الحارة الشعبية لتكون هي المكان (البطل) رغم تعدد جغرافيات أحداث المسلسل وتنوعها بين بيروت والهند. مسلسل (قوول في الثمنيات) لا يمكن الكتابة عنه في معزل عن التكتلات التي يشهدها، وعن عدد الفنانين الضخم الذي يشتركون فيه، وهو ما يطرح العديد من الأسئلة، حول ما إذا كان هذا التكتل بهدف إثراء العمل من الناحية الدرامية، أم حركة ملتوية للقضاء على فنانين بعينهم ينافسون في نفس وقت عرض العمل بمسلسلات أخرى، مثل (سكتم بكتم) الذي قام بأداء البطولة فيه الفنان فايز المالكي، خاصة و أن الساحة تشهد صراعاً لم يعد خافياً على أحد بينه وبين الفنان حسن عسيري، الذي تجاوز المالكي عندما لبى سريعا دعوة التلفزيون السعودي، التي يفسرها كثيرون أنه حرص كبير على إحراج المالكي بنجوم الصدف الذين سيكون وجودهم الجماعي ربما ضربة قاضية وكبيرة ل (سكتم بكتم) الذي يعتمد على فايز المالكي فقط. «الصدف» المنتجة للعمل كشفت عن مصدر قوله: إن عدم التنويه عن الأفكار وأسماء الحلقات في المسلسل الجديد، كان بسبب مسلسل (سكتم بكتم) العام الماضي الذي قدم أفكاراً سبق أن اطلع عليها فايز المالكي معنا، وكانت للنقاش والتداول في ذلك الوقت، إلا أنه قدمها في مسلسله، ونوه المصدر: بأنه يتوقع بأن التكتم على أفكار مسلسل (قوول في الثمانيات) سيحرج المالكي هذا العام، وهو ما جعل عسيري يرفض الدخول - حسب قوله - في مواجهات لا طائل من ورائها، خاصة وأنه لا وقت لديه لهذه المهاترات، وبعد استيضاح إن كان عمله سينافس به (سكتم بكتم) قال : بكل تأكيد (سكتم بكتم) ليس عملا نحتاج لمنافسته، لكن عيننا على جمهور طاش الذي نتمنى أن يكون جمهورنا لأنه الأهم بالتأكيد، ولذلك فإن تفاهمنا مع التلفزيون كان واضحا ومحددا أن العرض سيكون بعد انتهاء عرض طاش على mbc بحيث يتحول الجمهور إلى نجوم (قوول في الثمنيات)، و أضاف العسيري أنه من غير المناسب الاسترسال في هذا الموضوع، لكن يمكنني القول بأن وضع (سكتم بكتم) في وضع حرج. وحول ما إذا كان هذا القول ينطبق أيضا على مسلسل (طاش ما طاش) قال عسيري : الواقعية تستدعي معرفة أهمية وحجم مسلسل بتاريخ طاش ولذلك فإن فريق (بيني وبينك) والآن فريقنا في (قوول في الثمنيات) يرون أن اختطاف مشاهدي طاش يكون بتأسيس علاقة معهم دون تشتيتهم عن طاش. و أشاد عسيري بالكاتب علاء الدين حمزة الذي وصفه ب (الخارق)، والموظف الممتاز للأحداث الدرامية بذكاء كبير بل إنه وصفه ب (المنجم) الذي لا تنضب أفكاره، وكذلك بمخرج العمل حسين ابل، وبالممثلين الصاعدين محمد جبرتي وبدر المطرفي اللذين سيكونان نجمين قادمين للساحة، حسبما قال.