السريالية حركة فنية نشأت في أوائل القرن العشرين على أنقاض المدرسة الدادية والتي اعتبرت نوعا من التمرد على ما كان قبلها من مدارس فنية، بدأت في باريس ثم ما لبثت أن انتشرت في إسبانيا وبريطانيا حتى وصل بها المطاف إلى نيويورك، معتمدة على الفكر النفسي المتأثر بفكر العالم. فرويد الذي أقر في نظرياته أن عقل الإنسان خمسة أخماس، بحيث خمس واحد للوعي وأربعة أخماس للاوعي، فاشتغل السرياليون بإخراج الأربعة أخماس من اللاوعي عن طريق التشكيل في رسوماتهم وأدبهم وفكرهم والخروج عن نطاق المألوف. ومع مرور الزمن ركزت الأعمال السريالية في مختلف أنحاء العالم على كل ما هو غريب ومتناقض ولا شعوري بهدف البعد عن الحقيقة وإطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام. وصف النقاد اللوحات السريالية بأنها تلقائية فنية ونفسية، تعتمد على التعبير بالألوان عن الأفكار اللا شعورية والإيمان بالقدرة الهائلة للأحلام. وتخلصت السريالية من مبادئ الرسم التقليدية في التركيبات الغربية لأجسام غير مرتبطة ببعضها البعض لخلق إحساس بعدم الواقعية، إذ أنها تعتمد على اللا شعور. واهتمت السريالية بالمضمون وليس بالشكل، ولهذا تبدو لوحاتها غامضة ومعقدة، وإن كانت منبعا فنيا لاكتشافات تشكيلية رمزية لا نهاية لها، تحمل المضامين الفكرية والانفعالية التي تحتاج إلى ترجمة من الجمهور المتذوق، كي يدرك مغزاها حسب خبراته الماضية. والانفعالات التي تعتمد عليها السريالية تظهر ما خلف الحقيقة البصرية الظاهرة، إذ إن المظهر الخارجي الذي شغل الفنانين في حقبات كثيرة لا يمثل كل الحقيقة، حيث إنه يخفي الحالة النفسية الداخلية، والفنان السريالي يكاد أن يكون نصف نائم ويسمح ليده وفرشاته أن تصور إحساساته العضلية وخواطره المتتابعة دون عائق، وفي هذه الحالة تكون اللوحة أكثر صدقا. ومن أبرز فنانيها الفنان العالمي سلفادور دالي، الذي ولد في «فيغويراس كاتالونيا» في إسبانيا قرب الحدود الفرنسية في 11 مايو عام 1904، وتوفي في 23 يناير عام 1989.