أكد ل «عكاظ» عدد من العلماء أن تكريم المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» للعلامة الباحث الدكتور عبدالوهاب أبوسليمان عضو هيئة كبار العلماء، في دورته المقبلة يجسد احترام وتقدير المملكة للعلماء الأفذاذ، الذين قدموا جهودا كبيرة خدمة للعلم والثقافة، مشيرين إلى أنه عالم وباحث ومحقق كبير، له إسهاماته الفقهية والتاريخية، يعمل بصمت بعيدا عن الأضواء، تجسدت فيه الهمة العالية، والنفس الطويل، والصبر، والجلد في ميدان الإنتاج العلمي والفقهي. من جانبه، أكد المستشار في الديوان الملكي وعضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع، أن أبو سليمان أحد علماء الأمة الأفذاذ، وله أبحاثه وقيمته العلمية، مشيرا إلى أنه عالم وباحث ومحقق علمي حصيف، ساهم في إثراء الحركة العلمية والثقافية في المملكة، وقدم للمكتبة العربية والإسلامية مؤلفات تعد مرجعية قيمة للباحثين عن المعلومة الصادقة الصحيحة. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء الدكتور علي عباس الحكمي أن أبو سليمان من أنشط العلماء على المستوى المحلي والعربي والإسلامي في الدراسات الفقهية والتاريخية، ولا سيما في الدراسات المتعلقة بتاريخ مكة. وأضاف الحكمي «شهادتي في شيخي مجروحة، فأنا ممن تتلمذت على يديه، واعتز بذلك كثيرا، وهو خير من تلقينا العلم على يديه، وأذكر عندما كنا في الجيل الثاني لطلاب الدراسات العليا في كلية الشريعة في مكة قبل أن تتحول إلى جامعة أم القرى، عندما حضر من بعثته، وكان كما عهدناه في قمة نشاطه وحيوته وحماسه، فدرسنا مادة علم الأصول عام 1399ه، وكان حينها شابا يافعا، ولكنه يملك حكمة كبيرة، وقدرة على إيصال المعلومة والتوجيه، فكان عالما حقيقيا منذ صغره، يشجعنا على التحصيل العلمي، ويحرص على تثبيتنا، وفتح لنا بيته وقلبه، وكنا نلتقي مرتين أسبوعيا، وكان عاملا كبيرا في تسليح جيل كامل بالعلم الشرعي الوسطي». أما المدرس في المسجد الحرام الدكتور سعود الثبيتي، فيؤكد أن أبو سليمان من الفقهاء المتميزين المعروفين بغزارة الإنتاج الفقهي، والحضور القوي في المؤتمرات والندوات الفقهية داخل المملكة وخارجها، وهو رجل زهد عن وسائل الإعلام، ويتحاشى الأضواء، ويعمل بصمت وجد ومثابرة في دراساته وأبحاثه الشرعية. ويوضح رئيس نادي مكة الأدبي الثقافي الدكتور سهيل بن حسن قاضي، أن أبو سليمان أحد أقطاب العلم في المملكة والعالم، تميز بثقافة عصرية، وعلم شرعي مستنير، رجل يبحث للناس عن مواطن اليسر والتحبيب للدين، وهذا ما كان عليه السلف الصالح، كان محبا لمكة، ومقدرا لمكانتها، مدافعا عن حرمتها، منافحا عن آثارها، التي تشكل جزءا من تاريخها وثقافتها، وله فتاوى ودراسات وإصدارات وأطروحات قيمة. ويؤكد الباحث في التاريخ المكي عبدالله أبكر، أن أبو سليمان من أشهر العلماء المعاصرين الذين سدوا نافذة كبيرة عن تاريخ مكة من خلال أطروحاته العلمية من منظور فقهي. وأوضح أن أبو سليمان تناول آثار قبلة الدنيا، حيث غاص في التاريخ المكي من خلال أبحاثه ودراساته المتعددة عن الحرم المكي، والمسعى، وباب السلام، ومسجد البيعة، وعلماء الحجاز، وأدبائها، ووراقيها، ومكتبة مكة، وفق تأصيل علمي، ورؤية فقهية معمقة، مشيرا إلى أن تلك الأبحاث تجسد الهمة العالية، والنفس الطويل، والصبر، والجلد في ميدان الإنتاج العلمي والفقهي. ويشير وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور يوسف الوابل، أن أبو سليمان رجل معروف بعلمه واطلاعه وبحثه، بمتانة كتبه، وأبحاثه الواسعة، وإطلاعه وغزارة علمه، وأضاف: زاملته في جامعة أم القرى، وجاورته في مسجد الراجحي في العزيزية في مكة، فهو صاحب فضل وعلم، يشارك في النصيحة والتوجيه والإرشاد، وكان يجلس بعد صلاة العصر في المسجد مع مجموعة من العلماء، وكان يدلي برأيه ويخطف الألباب بما يحمله من فكر نير، وتفاعل مع معطيات العصر، ووسطية في التعاطي مع كافة القضايا، مبينا أنه مرجع علمي، وإضافة موسوعية علمية، إضافة إلى امتيازه بخلقه الفاضل، وتواضعه، وإقدامه لفعل الخير، وله إسهامات عديدة، وبحوث علمية رائدة. ويبين عضو هيئة التدريس في جامعة أم القرى الدكتور محمود حسن زيني، أن أبو سليمان مدرسة في العلم، والثقافة، والأخلاق، والتواضع، والتدين، والوسطية، والاعتدال، موضحا أنه «لا يمكن ذكر الفقه الوسطي إلا ويذكر معه أبو سليمان، ولا يمكن أن نذكر مكة وتاريخها وعلماءها دون أن يذكر أبو سليمان»، مشيرا إلى أنه رمز حقيقي للعلماء الوسطيين المعتدلين، أصحاب الرؤى العصرية، الذين سبقوا زمانهم بما طرحوه من أبحاث وكتب وأطروحات علمية. ويسترجع الدكتور محمد سراج بوقس ذكرياته مع أبو سليمان ل45 عاما مضت، بقوله: عندما كان يدرسنا مادة الفقه في متوسطة خالد بن الوليد وثانوية العزيزية، كان يقف أمامنا شامخا بابتسامته المعهودة، وكلامه الطيب، وشرحه الوافي طول الحصة، كنا نستمع إليه ونسجل شرحه وتلخيصه، متابعين ومبهورين، حتى أنني أحتفظ بما كتبته خلفه تلك الأيام حتى اليوم، وكان مربيا قديرا، يشرح ويوجه ويفيد، كنا لا نرغب أن نسمع جرس انتهاء الحصة من لذة ما نسمع، حتى أنني احتفظ بما كتبته خلفه في تلك الأيام إلى اليوم الحالي.