يتوشح العالم المكي المالكي عبدالوهاب أبو سليمان مساء اليوم بمهرجان الجنادرية للتراث والثقافة ال26 قلادة الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى من يد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز نظير جهوده في إثراء العلم والمعرفة. ويعتبر أبوسليمان من أشهر العلماء المعاصرين الذين تناولوا تاريخ مكة وآثارها من منظور فقهي متجدد، إذ غاص في بحوثه ودراساته في آثار الحرم المكي، المسعى، باب السلام، مسجد البيعة، علماء الحجاز، وأدبائها، ووراقيها، ومكتبات مكة، وفق ورؤية فقهية , تأصيل علمي لا يجيده إلا هو. وفي مسيرته البحثية حاز أبو سليمان جائزة (كتاب العام) التي يقدمها نادي الرياض الأدبي في نسختها الأولى عام 1429 عن كتابه "باب السلام في المسجد الحرام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة" قال أبوسليمان "إنه أمضى لتأليفه 15 عاماً من البحث في المراجع، وسؤال شهود العصر الذين كان يجثو أمامهم. وهو يرى أن "باب السلام" يستحقه كمنطقة كانت تعتبر مركزا ثقافيا للعاصمة المقدسة في حقبة تاريخية بما حفلت من مكتبات، وما قدمته من أدوار ثقافية وحضارية، عبرت بامتياز عن واقع المدينة المتقدم حضاريا الذي كانت تحياه. وينظر إلى "أبو سليمان" الذي عين عضوا بهيئة كبار العلماء بأمر ملكي بتاريخ 6/6/1413 أنه أحد العلماء الوسطيين المعبرين عن مذهب الإمام مالك بن أنس، وفي سيرته العلمية أنه أول من وسَّع دائرة المذاهب السنية وأخرجها من أحادية الرؤية الشرعية. ويرى أبوسليمان، الذي لازم الفقيه المحدث الشريف العلامة حسن محمد مشاط سبع سنوات بالحرم المكي، أن يراعي الفقيه في فتاواه اختلاف الزمان، والمكان، والعرف، منطلقا من تأكيد الفقهاء النابهين على هذا، ولم يخف كثيرا تذمره الشديد من بعض الواعظين المتشددين الذين يرى أنهم عرفوا نتفاً من الفقه، حفظوا مجموعة من النصوص يتشدقون بها في كل مكان، يرددونها أينما ذهبوا، وحيثما حلوا، ويقول "إن ما تعانيه الأمة اليوم من صراع، وبلبلة فكرية هو نتاج هذه الغوغائية التي لم تتنبه لها الأمة بادئ ذي بدء".