• تقول القاعدة الثابتة في مجال الرياضة إن أي لاعب يتراجع مستواه ويتقدم به السن يذهب إلى الإعلام ليغطي عيوبه بكلام لا يسمن ولا يغني من جوع. • ونفس الكلام ينطبق على المدربين الذين إذا أفلسوا تجدهم يتخبطون في آرائهم وأقوالهم ومرات يخرجون عن النص، إما بضرب الكرسي الذي يجلس عليه وقت المباراة أو يختلق معركة مع الحكم الرابع ليوهم من حوله أنه مظلوم، والأسوأ في هذه الشريحة من المدربين عندما تحاصرهم المشاكل يذهبون إلى منافسيهم ليتحدثوا في ما لا يعنيهم. • كالديرون حينما أقصي من تدريب المنتخب السعودي غضبنا حينها وحملنا صاحب القرار مسؤولية ذاك الإقصاء، في وقت أوضحت فيه الحقائق أن ثمة أشياء تعلن وأشياء لا تعلن؛ احتراما لمبادئ ومواثيق العمل ليعود كالديرون نفسه إلى الاتحاد وتكشفت لنا بعد عودته حقائق وصلت إلى درجة أنه كان يغادر ليومين ويعود بعد أربعة أيام من رحلة، كما يدعي أنها عائلية، إلى أن ضاعت ذات سفر حقائبه ونقوده في أحد المطارات وبعدها جاءت الحقيقة التي بررت بأكثر من تبرير حقيقة تصريح أساء فيه للهلال إساءة أنقذه منها الاتحاد بمساواة الأمر مع الصحافي والصحيفة. • هذه بداية التعريف بمن نعرفه أكثر مما يعرف نفسه وأن زدت أخشى أن يقول زميلي خلف ملفي المنحاز لكالديرون: يا أخي حرام عليك. • انتهت مباراة الأهلي والهلال بتعادل الهلال مع الأهلي ورفض كالديرون إلا أن ينشر ثقافته في المؤتمر الصحافي بأقوال أعاد فيها كرة القدم إلى أربعين عاما للوراء. • من حق كالديرون أن يتحدث عن الهلال والتحكيم، لكن ليس من حقه أن يسيء للأهلي أو أي فريق يلعب معه إلا إذا كان يرى أن الهلال يضمن له مثل هذا السلوك أو يحميه من عواقبه فهنا السؤال يبدو معكوسا. • لكنني أربأ بالهلال إدارة وأعضاء شرف وجماهير أن يقبلوا من كالديرون أو غيره الإساءة لأي ناد فكيف والنادي المساء له الأهلي. • لا أدري على أي منطق استند كالديرون في حديثه عن أسلوب أو نهج الأهلي هل على أداء عماد الحوسني الذي جندل الدفاع الأزرق بأكمله أم عن تيسير الجاسم الذي لم يستطع إيقافه رادوي إلا بفاولات احترافية وغير احترافية أم عن الفرص الضائعة التي لو سجلها الأهلي لحسم الأمر مبكرا؟. • لوعدنا إلى المباراة وحسبناها بالسيطرة والفرص المتاحة للتسجيل، أعتقد جازما أن الأهلي كان الأكثر سيطرة والأكثر استحواذا فهل هذا يجيز للسير فيرجسون آسف أعني المدرب كالديرون أن يقول ما قاله عن الأهلي ومدربه؟. • هل في هذه الحالة يعاقب المدرب من قبل لجنة الانضباط أم أن عقابه متروك للهلال والذي لاشك أنه لا يرضى بالخطأ عليه أو على الآخرين. • وأقول خطأ كون كالديرون ذهب إلى أشياء لا تعنيه في شيء. • أما على الصعيد الفني فأعتقد أن كالديرون لم يستطع ملء فراغ جريتس ولا كوزمين ورحيله مسألة وقت. • ولا أعني بذلك ربط حالة بحالة بقدر ما أتحدث عن واقع ميداني يعاني منه الهلال؛ بسبب قناعات كالديرون أو قدراته المتواضعة جدا. • أما الطرف الآخر من معادلة الإعلام فهي أيضا هلالية معنية بالكابتن ياسر القحطاني الذي قال رأيه بعد مباراة الأهلي في استديوهات التحليل فثارت ثائرة من عناه الكلام ومن لم يعنه، ولا أدري ما هو الخطأ الذي ارتكبه ياسر حتى تشن عليه هذه الحملة، لكنني أدري أن ياسر قال ما يجب أن يقوله أي نجم طالما هناك رأي ورأي آخر. • ثمة محللون للأسف يذهبون لاسم اللاعب وناديه وليس لما يعطيه هذا النجم على أرض الملعب ومن المتضررين من هذه الاستديوهات ياسر القحطاني الذي كان يحاسب على ضياع الفرص حتى ولو لم يكن أساسيا. • ينبغي ونحن نتناول أي مباراة أو أي قضية أو أي حالة أن نكون منصفين لكي على الأقل تقبل آراؤنا. • ولأن الأجواء هلالية فلا بد أن أكمل المثلث بالحديث عن سامي الجابر اللاعب الذي كان مبهرا والإداري الذي أراح رئيسه والعاشق الذي أحترم إلى جانب عشقه ذكاءه. • سامي هو من استقدم كالديرون وراهن عليه فماذا سيكون موقف سامي لو أخرج كالديرون الهلال من المولد بلا حمص؟. • فما هو حاصل اليوم للهلال في آسيا والدوري ينم عن تراجع مخيف للهلال بغض النظر عن نتيجة مباراة البارحة في كأس ولي العهد وبغض النظر عن فارق الست نقاط. • فأمام بطل إيران وأمام الأهلي ظهرت حقيقة مدرب ربما «ناوي له على نية». • سامي أعرف أنك ذكي وأتمنى أن لا تلدغ الهلال من جحر كالديرون فلم يزل هناك وقت للتصحيح.