دفعت إصابة البروفيسورة جين بلانت من بريطانيا بسرطان الثدي إلى كشف الكثير من أبعاد المرض، وتروي قائلة «لم يكن لدي أي خيار سوى الوفاة أو محاولة إيجاد علاج لنفسي، وبحكم أنني عالمة سعيت للبحث عن تفسير منطقي لهذا المرض القاسي الذي يؤثر على واحد من 12 امرأة في المملكة المتحدة». وتكمل بلانت مأساتها قائلة «كنت قد عانيت من خسائر في ثدي واحد وخضعت للعلاج الكيميائي المؤلم من قبل بعض أبرز المتخصصين في البلاد، ولكني كنت أشعر في أعماقي أنني أواجه الخطر، وكان لي زوج محب ومنزل جميل وطفلان ما زالوا في حاجة لرعايتي أردت أن أعيش بشدة». ولحسن الحظ دفعت هذه الرغبة جين للبحث في كشف حقائق وعوامل الخطر الغامضة عن هذا المرض غير المعروف، فأي مريضة تعرضت للإصابة بسرطان الثدي على علم بأن التاريخ العائلي، والتقدم في السن وفترة انقطاع الطمث هي عوامل خطر لا يمكن السيطرة عليها، ولكن هناك عوامل يمكن السيطرة عليها بسهولة. وتضيف جين «بدأت أبحث عن حقيقة توجه الصينيين في عدم تناول منتجات الألبان، واكتملت لدينا أنا وزوجي بيتر الصورة وعندها بدأت أربط جميع الأحداث بعضها ببعض، وتذكرت أن الصينيين غير قادرين جسديا على تحمل الحليب، ودائما ما يرددوا مقولة إن الحليب للرضع فقط». وأفادت بحوث جين «أن الحليب هو واحد من أكثر الأسباب شيوعا للحساسية الغذائية، فأكثر من 70 في المائة من سكان العالم غير قادرين على هضم الحليب والسكر والأكتوز، ونحن نعتقد بأن هذا الوضع يعد طبيعيا بالنسبة للبالغين، بينما الطبيعة تحاول أن تخبرنا بأننا نتناول الطعام الخطأ». بعد أن قررت جين بأن لا تتخلى فقط عن الزبادي والجبن والزبدة بل عن جميع منتجات الألبان، ومن المدهش أنها اكتشفت أن محتويات الألبان تدخل في عدة منتجات غذائية بما في البسكويت والكعك والحساء التجارية، السمن، فول الصويا، وحتى زيت الزيتون. بعد ستة أسابيع من الحمية الصينية طلبت جين من زوجها أن يتفحص عنقها، حيث كان وجود الورم والذي كانت تجري عليه فحوصات دورية تفيد بتقلصه، ولم يتمكن بيتر من العثور عليه، ثم ذهبت إلى طبيبها المختص والذي تفاجأ بالنتيجة وأخبرها أنه تحقق من الأشعة بعدم وجود الورم. واستنتجت جين علاقة منتجات الألبان بالسرطان قائلة «أعتقد أن الارتباط ما بينهما هو مماثل للعلاقة ما بين التدخين وسرطان الثدي». وخلصت إلى القول «كان من الصعب علي تقبل فكرة أن منتجا طبيعيا كالحليب قد يؤدي إلى نتائج صحية وخيمة لا تحمد عقباها، ولكن أنا دليل حي على ذلك، كما أنني دليل أيضا على أن الشفاء ممكن حتى لو كان في مراحل متأخرة من السرطان عن طريق نظام غذائي فقط».