علق عضو مجلس الشورى أستاذ علم الاجتماع الدكتور إبراهيم بن مبارك الجوير، على هذه إنتشار مثل هذه الأمور بين الشباب بقوله «هذه المظاهر الغريبة ارتبط نشؤها بعوامل عدة كتقليد المغلوب للغالب أو الشعور بالدونية وعدم التفوق والرؤية للغرب أنهم أكثر تقدما وفهما ودراية وجدارة وصناعة ما جعل الشعوب تنظر لهم بإعجاب». ولفت إلى أن نظرة الإعجاب هذه طبيعية من المغلوب تجاه الغالب منذ آلاف السنين، مبينا أن الأمر الثاني لنشأتها هو ما تنشره وسائل الإعلام وتعرضه من لباسات متنوعة وموضات غريبة حتى بات الشباب يقلدون مشاهير اللاعبين والفنانين ممن جعلتهم الشهرة مكان القدوة والقيادة ظنا أن هذا طموح وتقدم وحرية. مبينا أن السبب الثالث في انتشار مثل هذه الأمور بين الشباب متمثل في الطريقة التي نشأ الفتى عليها بين أسرته أو الفتاة فلابد من اعتزازهم بعقيدتهم وفكرهم وبلدهم، مؤكدا أن الفتى إن شعر بكرامة وعزة وولائه لعقيدته وفكره ووطنه وتراثه فلا يكترث بالتأثر. وأضاف الجوير «لو أوجدنا حلولا جذرية للأمور السابقة فلن يكون الانتماء لغيرنا، كما ستمحى لباسات وقصات شباب المملكة وغيرهم». وبين الجوير أن للتعليم والمعلم دورا مهما فلا ينبغي اقتصار المدارس على الدروس وإنما يجب قيادة العملية نحو التربية، مشددا على أن الاقتصار على المنهج لن يجعل للمعلم بصمة وستكون النتيجة حفظا للمقررات فقط دون تربية أو ثقة بتاريخنا وتراثنا. وحمل الجوير وزراة التجارة والتجار والجمارك مسؤولية وراء انتشار هذه العادات، متسائلا: كيف تسمح بدخول هذه الملابس إلى بلادنا؟، مشيرا إلى أن هذه الملابس لا تصنع داخليا وإنما تجلب من الخارج، مستغربا كيف يتم الاستنكار ثم تدخل ويؤخذ عليها جمارك!، داعيا التجار إلى تحمل مسؤولياتهم وألا ينساقوا وراء الأرباح المادية على حساب القيم والأخلاق بنشر مثل هذه الملابس والموضات الدخيلة والمستنكرة. موضحا أن إشعار الشاب أنه من بلاد الحرمين وضرورة أن يكون قدوة لغيره لا يكفي، مشددا على أهمية التربية على العزة بالممتلكات. وخلص الجوير القول بأن على المؤسسات الوطنية تدور حول فلك الانتماء لقدسية المكان والزمان والأفكار، نافيا جدوى الأوامر على الشاب وكل ما حوله ينطلق بالعولمة فالإنسان يتكيف مع ما حوله.