مع بدء الاختبارات النهائية التي انطلقت صباح السبت الماضي، مازال الميدان التربوي يعاني من ظاهرة انتشار البراشيم التي أصبحت تشكل خطرا يهدد المجتمع التعليمي. رغبة النجاح بأية وسيلة كانت والرغبة في الحصول على درجات عالية أديتا إلى انتشار هذه الظاهرة. ورغم تعدد طرق الغش من خلال أجهزة الجوال ونحوها، إلا أن استخدام «البراشيم» أثناء فترة الامتحانات من أهم الوسائل المعينة على الغش. وبين لافي البلوي (طالب في الصف الثالث ثانوي) بأنه أصبح لا يستطيع المذاكرة كونه اعتاد على استخدام البراشيم أثناء الامتحانات، خصوصا في اختبارات المواد العلمية، مضيفا بأنه اعتاد على ذلك من المرحلة المتوسطة. وتحدث محمد العمراني بأنه يقوم بتصغير جميع الأوراق التي يحتاجها قبل الاختبارات من خلال إحدى المكتبات التي يتعامل معها باستمرار، مضيفا بأنه لا يجد صعوبة في إدخالها إلى قاعة الامتحان نظرا لصغر حجمها. وعزا راكان الشمري، علي الأحمري، وفيصل العنزي استخدامهم للبراشيم إلى صعوبة المناهج ومشاغل الحياة التي تمنعهم من المذاكرة. ويبتكر عدد من الطلاب والطالبات طرقا لاستخدام البراشيم، حيث يقول عبدالله الشامان إنه يقوم بتعليقها في شماغه واستخدامها عند غفلة المعلم الملاحظ، مشيرا إلى أنه سبق وأن تم ضبطه في إحدى الاختبارات، إلا أن الملاحظ أنذره شفويا وسحب منه البرشام. وبين عوض العنزي بأنه يقوم بإدخال البراشيم عن طريق وضعها في حذائه واستخدامها في الأوقات المناسبة. ويفضل موسى الحويطي وضع البرشام تحت ورقة الإجابة ويتحين الفرصة فور غفلة المعلم الملاحظ. خالد العنزي، راشد البلوي، وحمدان العطوي من الطلاب المتفوقين في المرحلة الثانوية أكدوا على أنه لم يسبق لهم أن استخدموا البراشيم رغم انتشارها بين زملائهم وسهولة استخدامها في بعض لجان الاختبارات، مؤكدين بأنهم يحرصون على الدرجات العالية بجهودهم الذاتية بعيدا عن الغش الذي ينهى عنه الدين الإسلامي. بالنسبة للطالبات فإنهن يجدن صعوبة في استخدام البراشيم؛ نظرا لتخوف الطالبات وحزم المعلمات في تطبيق الأنظمة عليهن. نورة المرواني، هيفاء العنزي، وسلوى الزهراني قلن إن أغلب الطالبات يجدن صعوبة استخدام البراشم داخل اللجان، وذلك لوجود عدد كبير من المراقبات، وأكدن أن ضبط حالات الغش داخل اللجان قليلة كون المعلمات يطبقن الأنظمة دون تردد. وأشار ل«عكاظ»عدد من التربويين والتربويات بأن انتشار هذه الظاهرة يعود لعدة أسباب، حيث بين المرشد الطلابي في متوسطة القادسية فواز العنزي أن انتشار هذه الظاهرة عائد لانشغال الطلاب بالملهيات اليومية، وعدم المبالاة والجدية في الاختبارات، بالإضافة إلى ضعف دور الأسرة في متابعة أبنائهم دراسيا. وأرجع المعلم تركي الزهراني انتشار ظاهرة البراشيم إلى مساهمة عدد من المكتبات في تصوير الملخصات والكتب الدراسية للطلاب، مطالبا الجهات المختصة بمتابعة المكتبات في أوقات الاختبارات تحديدا، وتطبيق العقوبات الصارمة على من يثبت مساهمتها في صنع البراشيم. ويرى مدير ثانوية عثمان بن عفان سلطان العنزي بأن انتشار هذه الظاهرة يعود لتغاضي بعض المعلمين في ضبط عمليات الغش أثناء لجان الامتحان، مؤكدا بأن أغلب المدارس تقوم بعمليات التفتيش على الطلاب قبل دخول قاعة الامتحان، ولكن لا يمكن ضبط كافة البراشيم. ويتحدث مدير ثانوية ابن حزم عبدالمحسن العنزي بأن مكتبات التصوير ساهمت بشكل كبير في انتشار هذه الظاهرة، مطالبا وزارة الإعلام بمراقبة هذه المكتبات خلال فترة الامتحانات وتطبيق الأنظمة الصارمة عليها. وأكد مدير ثانوية أبي موسى الأشعري خالد الشهري بأن الطالب إذا تم ضبطه يغش في المرة الأولى يتم تحرير محضر بذلك وإلغاء درجة جميع الأسئلة التي أجاب عليها من خلال وسيلة الغش، وإذا تكررت للمرة الثانية يتم إلغاء اختبار المادة التي ضبط يغش فيها، أما إذا تكررت للمرة الثالثة فيتم إلغاء درجة المادة التي غش فيها، وإلغاء درجات المواد التي بعدها.