طوارئ واستنفار، هدوء وسكينة بالقوة الجبرية، لا شيء يعلو فوق صوت المذاكرة، الزيارات ممنوعة والرد على الهاتف ايضا، المنزل يتحول إلى خلية نحل، والسبب وراء كل ذلك واحد .. إنه موسم اختبارات نهاية العام .. هذا هو حال الأسرة السعودية التي تضم بين أفرادها أبناء في مراحل تعليمية مختلفة، حيث تجمعهم الاختبارات وتجعلهم على قلب واحد حرصاً على عدم ضياع مجهود سنة دراسية كاملة، .. « اليوم» تطرح ملفا كاملاً حول الأسلوب الأفضل للمذاكرة وتقدم خلال السطور التالية «روشتة نجاح» تضعها بين يدي الطلاب والطالبات وأسرهم بالطبع لتكون دليلا يسترشدون به لتحقيق غايتهم في النجاح. الاختبارات تعلن الطوارئ لدي الطلاب وأسرهم ( اليوم ) تظل ظاهرة الغش في الاختبارات كل عام وكأنها مقرر سنوي اصبح مرتبطا بالامتحانات ويلجأ اليه بعض الطلاب طمعا فى تحقيق نجاح زائف غير مستحق دون بذل اي مجهود فى الاستذكار، ويقول المعلم سلمان الرمضان: إنه ورغم خطورة هذه الظاهرة إلا أنها لم تحظ بمعالجة كافية ولا شك أن التهاون في مكافحة الغش من شأنه انهيار التعليم والذي ينذر على المدى الطويل بانهيار حضاري سريع حتى يفقد الامتحان قيمته, ولم يعد ذلك المعيار الصحيح والحقيقي لتقويم مستوى الطالب بسبب تفشي هذه الظاهرة وتطور اساليبها وأصبحنا اليوم نتحدث عن لغة الغش الجماعي المنظم سواء باستخدام البراشيم اوالاشارات وخاصة في الاسئلة الموضوعية التي تتطلب وضع اشارة صح او خطأ، ويضيف المعلم عبدالعزيز السليم أن الكثير من الطلاب يقضون الأسبوع الأخير قبل الامتحان في الاستعداد لتجهيز وسائل وأدوات الغش وابتكار أحسن الأساليب التي لا يمكن للمراقب ضبطها ونذكر منها على الخصوص كتابة الدروس في أوراق, وتصغيرها بواسطة آلات النسخ لتأخذ مساحة أقل ويمكن إخفاؤها في أكمام الثوب أو بين طيات أوراق الإجابة, وهناك أيضا الكتابة على الأيدي والسيقان والاذرع وكذا المقاعد وأدوات الهندسة البلاستيكية الشفافة والتي لا تظهر الكتابة عليها إلا إذا وضعت على الورق الأبيض بطريقة تشبه الحبر السري,كثير من الطلاب يقضون الأسبوع الأخير قبل الامتحان في تجهيز وسائل الغش وابتكار اساليب لا يمكن للمراقب ضبطها ومنها كتابة الدروس في أوراق, وتصغيرها بواسطة آلات النسخ, وإخفاؤها في أكمام الثوب أو بين طيات أوراق الإجابة وأيضا الكتابة على الأيدي والسيقان والمقاعد.وهناك الآن ساعات تحتوي على كومبيوتر صغير به ذاكرة يمكنها أن تخزن العديد من الدروس, ويضيف يوسف الخالدي والد أحد الطلاب أن الكثير منا لم يراعِ ما كلفنا له حق الرعاية كآباء وأمهات وكمسؤولين تربويين والامانة التي بين أيدينا هي هذه الاجيال فلو ربينا الطالب منذ نشأته على التشبع بالقيم والاخلاق النبيلة لما خول لنفسه الغش بل سيكون أول المنكرين له ورغم ذلك فما زال الأمل ممكنا فى النهوض من جديد رغم ما نحن فيه من خلال اعادة المصداقية لآليات التقويم التربوي بتحسين أساليبها وتجديدها ويؤكد معلم التربية الخاصة حسين العبدالعظيم أن مشكلة الغش لا تكمن في الغش ذاته وانما في سلوك الطالب الذي ربما يتخذ منه وسيلة سهلة للحصول على النجاح بمعنى انه ليس من المشكلة ان يعتمد الطالب في نجاحه الدراسي على الغش وانما الخوف في ان يتحول الى السلوك العام وسيستخدمه في شتى مناحي حياته وينصح الزويد بالتركيز على تثقيف الطالب وارشاده بالابتعاد عن الغش وما يؤدي اليه لانه يتنافى مع ديننا الحنيف وكذلك مع قدرة الطالب الحقيقية، ويروي الطالب عدالعزيز صالح قصته مع الغش قائلا: كنت طالبا في الأول ثانوي وفي الامتحانات النهائية دخلت اختبارا وأنا احمل ورقة غش وأثناء الامتحان دخل مدير المدرسة القاعة وبدأ يتحدث عن الغش وعقابه فغلبني الخوف والارتباك واعتقدت أنه يقصدني من ذلك وقبل أن يبدأ تفتيش الطلاب رفعت يدي مشيرا له ليتسلم ورقة الغش من دون قيد أوشرط وهكذا تخلصت من الموقف العصيب مع ابتسامات كل من في القاعة، أما الطالبة زينب حسن فاكتفت بقولها إن ظاهرة الغش في الامتحانات أصبحت مزعجة خاصة ان الكثير من الطلاب والطالبات يعتمدون على الغش فى نجاحهم وعموما الغش يدل على انحطاط مستوى الطلاب والطالبات وعدم الاهتمام بطلب العلم من قبل الأغلبية الساحقة، ويستطرد محمد العليان والد أحد الطلاب أنه على المعلم أن يغرس في نفوس طلابه الثقة بالنفس لاسيما أن الغش في جميع الأمور حرام، كما ينصح الطلاب بتهيئة أنفسهم لاستقبال الامتحانات بالمراجعة والاجتهاد والسؤال عما يجهلونه من دروس.
الغشاش يسرق مجهود الآخرين يقول الداعية الإسلامي صادق قنديل إن الإسلام حرم الغش ولم يقبله في أي شيء، سواء كان في الامتحانات أو غيرها الامتحانات»، مستنداً لقول الرسول «صلى الله عليه وسلم» في الحديث الصحيح «من غشنا فليس منا» ، موضحاً أن النبي وفقاً لهذا الحد يعتبر الغشاش ليس منه ولا من أمته ولا يسير على هديه. وأشار إلى أنه لا يجوز للطالب أن يغش بأي حال من الأحوال، لأن الغش في الامتحانات يعتبر خيانة وسرقة ، لأنه بطريقة الغش يسرق حق الآخرين، وجهد عقولهم،وأنه من خلال الغش استطاع أن يحصل على نتيجة ليست صحيحة، ولا يستحقها، والشريعة الإسلامية تعاقب من غش. واعتبر قنديل أن نظرة الإسلام لمن أسس نفسه على الغش ليست نظرة إلغاء، لأن الإسلام لا يرفض أحدا ويقبل الجميع، مضيفاً أنه جاء لتهذيب النفس البشرية، وأنه يتعامل مع الفطرة الإنسانية، وأن النفس البشرية ربما تميل أحيانا للغش وارتكاب بعض المعاصي، «لكن الدعوة الإسلامية دعوة تهذيبية تربي النفس على الصدق والأمانة، وبين أن النبي الكريم كان يكرر الصدق والأمانة في كلامه ليربي الصحابة الكرام على هذه الأخلاق، موضحاً أنه إذا ما تم ضبط إنسان يغش، أو يزور أو يفعل بعض المخالفات التي تتعارض في حقيقتها مع النفس البشرية، ومع الفطرة السليمة التي خلقها الله تعالى، فمن الأجدى أن نعمل على تربية هذه النفس وتوجيهها إلى الطريق الصحيح للشريعة الإسلامية، وإقدام الطالب على الغش في الامتحانات يجعله مستخفاً بالدراسة، ويبحث عن أي وسيلة للغش فلا يستقيم حاله، وتضعف همته في حضور المحاضرات والحصص ودروس العلم.
المزاوجة بين الأسئلة الموضوعية والمقالية تطرح الأخصائية الاجتماعية سلمى الخطيب بعض المقترحات الوقائية من ظاهرة الغش ومنها ضرورة المزاوجة بين الأسئلة الموضوعية والأسئلة المقالية في الاختبار وذلك لأن الأسئلة المقالية تتيح للطالب عرض ما استوعبه من المادة، أما الثانية فإنها قد تحصره في جزئية بسيطة، وبشكل يضيق على الطالب فرصة التعبير وتستطرد الخطيب: أن عملية الغش عملية ناتجة عن أخطاء تقع فيها جميع مؤسسات التنشئة الاجتماعية ابتداء من الاسرة والمدرسة وحتى وسائل الاعلام لذلك يجب علاج هذه الظاهرة على كافة المستويات التربوية والاجتماعية، من خلال سياسة واضحة مخطط لها تخطيطا جيدا وتوضح مخاطر الغش وتعارضه مع مبادئ الإسلام ومع القيم والغايات التربوية، من خلال الإعلانات والملصقات والمطويات التي يمكن أن تقدم للطالب، ومن خلال المنابر في المساجد، وأن يتم ذلك في إطار تربية إسلامية قويمة ترسخ لدى الطلاب قيم الإسلام وأخلاقياته السامية وكذلك تدريب المعلمين على التدريس الفعال، وكيفية تحقيق نواتج تربوية ناجحة في عمله، وكيفية توثيق العلاقة المهنية بينه وبين طلابه.
الطب النفسي: نشاط «الكبتاجون» كاذب يشير رئيس الجمعية السعودية للطب النفسي والأستاذ المشارك بكلية الطب في جامعة الملك فيصل الدكتور مهدي سعيد أبومديني الى اتخاذ الطلاب والطالبات الغش أحد الوسائل البديلة في ظل عدم الاستعداد للاختبار رغبة منهم فى الحصول على النجاح بأسرع وقت ممكن، وارجع اللجوء لوسائل الغش الى غياب الوازع الديني أولاً وأخيراً وانعدام مراقبة الأهل بالتربية، فإن لم يكن هنالك مانع للطلاب في عدم استخدام الغش بأي وسيلة كانت فلن يردعه رادع فيما أنه يغش للنجاح المؤقت فقط، وحول لجوء بعض من الطلبة والطالبات للمنبهات والأدوية أو حبوب الكبتاجون قال انه من النادر جداً أن يوصف الطبيب النفسي علاجات وأدوية للقضاء على الهلع أو المساعدة في السهر، لان هذه الأدوية تصرف عند تشخيص الطبيب النفسي للحالة وليست أمور روتينية لأنها قد تؤثر سلباً على الحالة، كما أننا نجد بعض الطلاب والطالبات يلجأون إلى المنهبات «المسموح بها» كالشاي والقهوة في المشروبات الساخنة والمشروبات الغازية الباردة، متناسيين أن كثرتها تؤدي على عكس النتيجة الذي يريدها وهي القلق والصداع وآلام العضلات حيث تحتوي على مادة الكافيين، كما أن حبوب «الكبتاجون» مادة غير موصوفة من قبل الأطباء ويتم جلبها عن طريق السوق السوداء لمنع الدولة تناولها فى أي وقت كان، ولكن البعض يتناولها لأنه يريد أن يشعر بالنشاط والسهر لكسب قدر أكبر من المعلومات إلا أن الأغلب لا يعلمون أن كل تلك المعلومات تذهب سُدى بسبب عدم قدرته على الاستذكار أثناء الاختبارات وبالتالي لايستطيع الطالب أوالطالبة جلب المعلومات أبداً ومن ثم تقليل الإنتاجية فهي مادة تسبب «نشاطا غير منتج» واختتم د. مهدي حديثه ل «اليوم» بنصيحة للآباء و الأمهات بعد الدوران والافراط فى متابعة الابناء مثل طائرات «الهليكوبتر» لانهم بذلك يسببون قلقاً لأبنائهم بالدرجة الأولى.
التفحيط أمام المدارس تحول الى ظاهرة في فترة الاختبارات
«التفحيط» مغامرات شبابية ظاهرها المتعة وباطنها العذاب اعتادت أحياء الأحساء وشوارعها خلال فترة الاختبارات على حفلات التفحيط الشبابية، وأصبحت هذه العادة مرتبطة بأيام الامتحانات وتشتد وتيرتها في الأيام الأخيرة منها، وتشهد الساحات المقابلة لبعض المدارس المتوسطة والثانوية تجمعات طلابية غفيرة لحضور مشاهد استعراضية للتفحيط ظاهرها الفرح والمتعة، وباطنها التهور والموت، يصاحبها تصفيق وهتافات عالية، ودخان بلاستيك العجلات مع أبواق السيارات التي لا تهدأ، كل هذه العناصر تتحد لتكون مصدر إزعاج وخطر على الأهالي المجاورين لتلك المدارس، فالشباب يستغلون مناسبة الاختبارات لتحويلها إلى موعد مسبق البرمجة لممارسة هذا السلوك الخاطئ أمام حشود كبيرة من الطلاب قد يكون أحدهم ضحية التفحيط، وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها الجهات ذات العلاقة إلا إن هذه الظاهرة تتنامى بل وأصبحت أيام الامتحانات فرصة كبيرة لظهور مفحطين جدد على الساحة، وهو ما دفع الاهالى للمطالبة بتضمين المناهج مواد تتناول الثقافة المرورية التي تسهم بفعالية في نشر الوعي المروري، وإيقاف التفحيط الذي ينتج عنه النزيف البشري في مثل هذه المناسبات. ويؤكد المواطن عبداللطيف راشد اليوسف، أن قلقه على أبنائه لا يتوقف عند تخوفه من الامتحانات، بل يمتد إلى أبعد من ذلك بسبب ما تشهده أيام الامتحانات من تفحيط، مشيرا إلى أن التفحيط أصبح ملازما لأداء الاختبارات، وهذا يشكل عبئا إضافيا كبيرا على أولياء الأمور والأمهات، موضحا بأن علاج هذه الظاهرة السنوية يبدأ من الأسرة وكيفية التعاطي معها، مضيفا بأن سحب مفتاح السيارة من طلاب المرحلة الثانوية أيام الاختبارات هو أحد الأساليب البناءة التي تساهم في الحد من التفحيط، كما أن الإرشاد والتوعية وغرس احترام أنظمة المرور، بينما يرى المواطن حافظ الهاشم من بلدة العقار أن ظاهرة التفحيط أمام المدارس والأحياء المجاورة لها أيام الامتحانات أصبحت نادرة بفضل التواجد الأمني المكثف من قبل دوريات المرور السرية.