بعد الخروج الحزين للمنتخب السعودي ومشاركته الباهتة في نهائيات أمم آسيا المقامة حاليا في الدوحة، يأمل الوسط الرياضي بمختلف شرائحه في أن تأخذ الخطوات التصحيحية وقتها الكافي لتعاود الكرة السعودية ملامسة بريقها وهيبتها، وذلك بعد الغياب الكبير الذي سجلته عن منصات التتويج في السنوات الأخيرة والخروج على مدار أربع بطولات متتالية من بطولة أمم آسيا دون تحقيق اللقب، والخروج من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم في جنوب أفريقيا 2010م، بالإضافة إلى الغياب الآخر على صعيد بطولات الخليج منذ العام 2003م، كل هذه الإخفاقات المتتالية سببت الكثير من الألم والحسرة للوسط الرياضي. ومع هذه المرحلة الجديدة والانتقالية الممزوجة بتفاؤل التي تمر بها الكرة السعودية، فتحت «عكاظ» الباب أمام أهل الاختصاص ليدونوا مقترحاتهم ويشاركوا القيادة الرياضية الأفكار لرفعة شأن الكرة السعودية، حيث وافقوا على ضرورة العمل على غربلة شاملة تشهد شكل ومضمون المنافسات بمختلف الأصعدة الفنية والإدارية.. وفيما يلي نطرح هذه الآراء: إلغاء اللجان في البداية، قال عامر السلهام نائب رئيس نادي النصر «يجب إعادة الهيبة للكرة السعودية والتي شهدت في السنوات الأخيرة تراجعا مخيفا، فنحن نتمنى أن تعود الكرة السعودية إلى واجهة الأحداث وإلى مكانها الطبيعي وذلك بحاجة إلى جهد كبير وعمل شاق وإلى تضافر جميع الجهود». وأضاف «أعتقد أن العودة إلى البطولات بحاجة ماسة إلى كوادر مؤهلة أكثر من حاجتنا إلى المنشآت فنحن بحاجة إلى فريق عمل متكامل متخصص للنهوض بالرياضة السعودية». وقال: أتمنى من الرئيس العام لرعاية الشباب استبدال اللجان العاملة في الاتحاد السعودي لكرة القدم بإدارات مستقلة، حيث إن أغلب المؤسسات والمنشآت الناجحة لا تعتمد على لجان وإنما تعتمد على إدارات ولكل إدارة مدير يقوم بتوفير المتطلبات لهذه الإدارة ويحاسب على عمله، وكذلك هناك موظفون يقومون بأعمالهم وتطبيقها وتقديم الدورات التدريبية لهم، أما من يعمل في اللجان الحالية أغلبهم غير متفرغين ونتمنى أن يكون هناك إدارات مستقلة للنهوض بالرياضة السعودية والعودة بها إلى مكانها الطبيعي». أدوات النجاح وأكد المحلل الرياضي مدني رحيمي، أن الرياضة السعودية تمر بمرحلة حساسة وحرجة في هذه الفترة، مشددا على أن كل الإمكانات البشرية والمادية موجودة وكل من يدعي خلاف ذلك واهم ويحاول أن يخفي الحقيقة. وأضاف «المنتخب السعودي أحرز الكثير من الألقاب ووصل إلى كأس العالم أربع مرات متتالية وحقق العديد من الإنجازات، ولماذا بدأنا الآن نتحدث عن الإمكانات وهل كنا نحقق كل تلك البطولات بدون إمكانات؟ المعضلة الكبيرة هي في العدد الكبير من المستشارين الذين لا يقولون الحقيقة ويجاملون على حساب مصلحة الوطن وهذه أكبر المشكلات التي تواجه الرياضة السعودية». وتابع «كلنا أمل في هذه المرحلة الجديدة في تعديل الكثير من الأمور في وسطنا الرياضي والعمل من أجل المصلحة العامة، بعيدا عن المصالح الشخصية والتي من وجهة نظري الشخصية هي السبب الرئيس في فقداننا هيبة الكرة السعودية». مشاركة فعالة وقال محمد اليامي نائب رئيس الاتحاد «في الحقيقة نحن متألمون لما يحدث للكرة السعودية من إخفاقات متتالية ويجب العمل على تصحيح الأخطاء والعمل على تعديل العديد من اللوائح والأنظمة للسير في الطريق الصحيح نحو البطولات والألقاب». وأضاف «الإخفاقات المتتالية لا تتحملها جهة محددة فهناك منظومة عمل مشتركة في هذه الإخفاقات، فيجب وضع خطط قصيرة المدى وطويلة المدى للخروج من هذه الأزمة، فالقطاعات السنية لدينا بحاجة إلى الاهتمام والدعم والرعاية وإنشاء الأكاديميات وإيجاد بطولات كبيرة للفئات السنية لتكوين جيل محترف مصقول الموهبة، فللأسف نحن نطبق الاحتراف منذ 20 عاما ولا يوجد لاعب سعودي محترف خارجيا وهذه مشكلة كبيرة، فهناك دول لا تطبق الاحتراف ولديها لاعبين محترفين في أقوى الدوريات العالمية». وشدد على دور وزارة التربية والتعليم في دعم المواهب وتشجيعها وتوفير أرض صلبة لتكوين نواة كبيرة للرياضة السعودية، بالإضافة إلى أن على بلديات المدن مسؤولية كبيرة في التوسع بإنشاء الساحات الرياضية في الأحياء والعمل على توفير كل أدوات النجاح لها. وقال «يتوجب على مسؤولي الاستثمار في رعاية الشباب العمل الجاد على جذب الاستثمارات لدعم الأندية والتوجه نحو الخصخصة؛ لكي تكون الرياضة لدينا محترفة بكل المقاييس والعودة إلى المكان الطبيعي للرياضة السعودية». إدارة فنية عالمية مصلح آل مسلم رئيس نادي نجران قال «علينا جميعا أن نتشارك من أجل مساندة الكرة السعودية ودعمها في الفترة المقبلة، وهذا لا يلغي مساحة الحزن التي نعيشها والتراجع المخيف الذي طرأ بعد خروجنا من منافسات الآسيوية، وقبل هذا لابد على اللاعبين الدوليين مراجعة حساباتهم والعمل على تشريف الكرة السعودية وبذل الغالي والنفيس من أجل تحقيق الإنجازات». وأضاف «المنتخب السعودي بحاجة إلى جهاز فني عالمي على مستوى عال، وكذلك جهاز إداري محترف، وللأسف الشديد أن بعض الأندية لدينا أحضرت مدربين عالميين، فكيف لا يأتي المنتخب بمدرب عالمي؟! ويجب أن يفتح باب تمثيل المنتخب لكل اللاعبين وألا يكون المنتخب حكرا على لاعبي عدد من الأندية، مما يسبب حالة من الإحباط لدى باقي الأندية ولاعبيها». وتابع «هناك الكثير من لاعبي نجران يطمحون في تمثيل المنتخب ولكنهم يحبطون مع إعلان كل تشكيلة للأخضر، فالملاحظ أن هناك أسماء لاعبين مقتصرة على أندية معينة وهذا ساهم بشكل كبير في تدني نتائج المنتخب، حتى إن بعض اللاعبين بعيدون كل البعد عن مستواهم ومع هذا نجدهم ثابتين في كل تشكيلة للمنتخب!». وقال «هناك الكثير من المعضلات التي تواجه المنتمين للوسط الرياضي فلك أن تتخيل أن أندية في دوري محترفين بلا رعاة، ولا أي دعم مالي إلا من بعض الموارد المالية المحدودة، فكيف لنا أن نقوم بالتزاماتنا والقيام بإعمالنا دون وجود الإمكانات المالية التي تفيء بمتطلبات اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والفئات السنية؟». زيادة المخصصات وأبدى محمد السراح رئيس نادي التعاون أسفه الشديد على الحال الذي وصل إليه منتخبنا الوطني وهو يواصل تقديم المستويات الضعيفة والتي لا تليق بحجم منتخب كبير ومتمرس مثل المنتخب السعودي صاحب الصولات والجولات في آسيا. وقال «كنا نتغنى كثيرا بالمنتخب السعودي الذي كانت تخشاه كل منتخبات القارة، والآن أصبحنا نهزم من منتخبات أقل إمكانات وقدرات مالية وبشرية فيجب من الآن العمل على عودة هيبة الكرة السعودية، والتي تعرضت لإخفاقات كبيرة ويجب القيام بعدد من التغييرات التي تسهم في العودة للبطولات والإنجازات». مشددا على أن الرياضة السعودية بحاجة إلى دعم مالي كبير ومضاعف من الجهات الحكومية المختلفة ومختلف عن الدعم السابق الذي لم يكن في المستوى المطلوب. وأضاف «يجب إكمال البنى التحتية وإنشاء الملاعب للأندية في مختلف المناطق والاهتمام بالقطاعات السنية في الأندية فهي الرافد الأكبر للمنتخبات الوطنية». جدولة وروزنامة المدرب الوطني على كميخ وصف خروج المنتخب السعودي بالحلم المزعج الذي سبب الكثير من الانزعاج والحسرة في الوسط الرياضي السعودي. وقال «نملك المواهب الكثيرة التي تحتاج إلى الدعم والرعاية، ولدينا العديد من الأمور بحاجة إلى التنظيم ثم التنظيم فهناك المسابقات المحلية بحاجة إلى وضع جدولة ثابتة وروزنامة لا تتغير معروفة منذ بداية الموسم، وكذلك نحن بحاجة إلى إعادة صياغة الأمور الإدارية والفنية والتقليل من جيش الإداريين المتواجدين مع المنتخب والعمل على النظر باحترافية كبيرة لمشاركاتنا الدولية المختلفة واستغلال أيام الفيفا الاستغلال الأمثل وخوض لقاءات قوية مع منتخبات عالمية». وأضاف «من المفروض أن يفصل الاتحاد السعودي لكرة القدم عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب وأن يفتح باب الانتخابات للجميع ومن ثم يتم محاسبة كل مقصر في أدائه لعمله، بالإضافة إلى أن المنتخب الوطني بحاجة كبيرة إلى دعم مالي كبير بل وكبير جدا يفوق ما يقدم للأندية وليس كما هو حاصل الآن، حيث نجد أن الدعم للأندية أكبر من الدعم المقدم للمنتخب، وهذه مشكلة كبيرة ويجب العمل بنظام مؤسساتي ومنهجية واضحة لعودة الأخضر السعودي إلى البطولات وواجهة الأحداث».