أوضح المدرب الوطني السعودي المعروف خليل الزياني ان استمرار الإنجازات يحتاج إلى مقومات وحضور للاعبين والمواهب واللاعبين ذوي الخبرة، إضافة إلى الرغبة في العمل الجاد.هذه الأمور اختفت.كثير من العقبات مشغول عنها اللاعب الذي يجب التركيز عليه وتطوير احترافه والعمل على كيفية تطوير ثقافته الاحترافية، كيف نعيده إلى الساحة بشكل إيجابي سواء كان على مستوى القمة أو القاع. وعن مشكلة الكرة السعودية يرى أنها ليست بحاجة لعمل معقد. نحن بحاجة لمعرفة الأسباب، الأسباب هي اللاعب، يجب أن نركز عليه ونرى ماذا يحتاج، برغم أنه اليوم ومع الأسف وفي ظل الاحتراف بوضعه الحالي ليست هناك أجواء جيدة لإقامة المعسكرات؛ فاللاعبون يُفِْرطون في السهر، ويتهاونون بتطوير مستواهم، وأصبحت نظرتهم مادية بحتة مما أثر على رغبتهم في الكرة وحبهم لأنديتهم ثم خدمة منتخب بلادهم، فالاحتراف وفر ماديات أدت إلى طغيانها على انتماءات اللاعبين فأصبح جل تفكيرهم في الحصول على العقود العالية، ولذلك تأثرت الكرة السعودية بما هو جارٍ على الساحة. وفيما يخص لجان التطوير فقد كُوّنت من أبرز الخبراء والمهتمين والأكاديميين، واللجنة عندها الوقت الكافي لدراسة كل ما تسبب في تقهقر الكرة السعودية، لذلك فالقادم أفضل إن شاء الله، والمنتخب السعودي كغيره لا بد أن يتذبذب في وقت ما، لكن الملفت أن الكرة السعودية كلها على جميع المستويات لم تحقق طموحات الجماهير في الوصول للمكانة المرموقة. ويرى الزياني أن الأساس في المشكلة في اللاعب نفسه ولو بدأنا بالنظر للتأسيس منذ الصغر سنجد حقيقة المشكلة، ففي الماضي كانت المواهب تنمو في المدارس والحواري، وكان لها دور كبير، لكن اليوم للأسف لا مدارس ولا حواري تقوم بدور الماضي رغم وفرة المواهب اليوم مثل الأمس، لذلك فنوعية اللاعب أصبحت عادية ومع التقادم أصبحت تراكمية. الأكاديميات هي الحل وعن الحلول أكد المدرب الذي حقق مع المنتخب السعودي لقب كأس آسيا 1984 أنه يجب أن تدعم الأكاديميات من المؤسسات الرياضية الحكومية وإدارات الأندية ومن المسؤولين، وإلزام الأندية بها وتعميمها على كل المناطق، وستكون بديلاً ممتازاً عن المدارس والحواري. وعلينا أن ندرك أن الاحتراف هو اللاعب الجاهز وهذا له دور كبير في تحقيق المنجزات. للأسف الأندية مع توفر المادة أصبحت تفضل شراء اللاعب الجاهز وعدم الاجتهاد لإعداد اللاعبين منذ البداية. بعض الأحيان اللاعب الجاهز قد لا يكون جاهزاً تماماً بالفعل، وقد يكون تدرب في أندية ضعيفة أو على يد أجهزة فنية متواضعة، لكن الآن النتائج الوقتية وطلب البطولات هو الأهم وهذه معضلة الاحتراف، بالإضافة لعدم استقرار المدربين الذي يشكل ظاهرة غير صحية وغالباً ما يكون المدرب هو الضحية للأسف لإسكات الإعلام أو الغضب الجماهيري. الخطأ مشترك: ويشاطرالزياني معظم الرؤى زميله المدرب الوطني محمد الخراشي، وهو يقول:هذا حال كرة القدم؛ رغم توفر كل الإمكانيات فما حصل من إخفاق أمر عادي.ومشكلة كرة القدم تحصل في دول كثيرة، ولكن المؤسف هو أنه رغم توفر كل شيء يحصل ذلك. وعن الأسباب يضيف الخراشي اللاعبون يتحملون كامل المسؤولية في ظل توفر الإمكانيات، لكن ماكان يجب أن يرتبط هذا الإخفاق في كل الألعاب، ما حصل هو أمر مفاجئ وعجيب وغريب، ولكنها مشيئة الله تعالى ولربما هي ضارة نافعة. ومع فريق التطوير وبدونه لن يستمر الأمر كما هو؛ فالسعودية مرت بها أعوام كثيرة وهي تحقق انجازات كبيرة والآن تعثرت، ولكن فريق التطوير سيوجد الحلول لتطوير الرياضة السعودية إن شاء الله. ونتمنى لكي ينجح أن يسانده كل من له علاقة بالتطوير لكل جوانب الرياضة من الجميع وليس الرئاسة العامة لرعاية الشباب فقط، هناك المجتمع، والإعلام، ورجال الأعمال يجب أن يتفاعلوا مع الحدث والدعم. لا يجب أن نكون اتكاليين على الدولة في كل شيء، العالم يتطور بسرعة ونحن بحاجة أشياء كثيرة جداً، والقطاع الخاص مهم جداً أيضاً. وأكد الخراشي أن على اللاعب أن يتفهم خطورة عدم الإلمام بمهامه كلاعب محترف، وقال: اللاعب بعدم تفهمه حقيقة الاحتراف يتحمل جزءاً من المسؤولية، الخطأ مشترك بين اللاعب والأجهزة الإدارية إلى حد ما والإعلام أيضاً. مشكلتنا أننا دائماً عندما نخسر نقسو على أنفسنا كثيراً، عندما كسبنا كانت هناك عوامل مهمة مثل التكاتف والخبرة والروح والدعم، وعندما نخسر يجب أن نعترف بالأسباب ونتفاداها ويجب أن ندرك أن العالم يتطور وبالتالي لا نقف على أطلال التاريخ. ويشير الخراشي إلى أن الاستقرار أمر مهم إلا أنه ليس بالدرجة الكبرى، وهو يقول: الاستقرار مطلوب وليس شرطاً أساسياً للنجاح، نحتاج إلى وعي كبير لدى اللاعب والأجهزة المشرفة عليه لفكر رياضي متطور وخصوصاً مع دخول عالم الاحتراف، ويجب أن نصل لمرحلة المحاسبة الذاتية قبل الآخرين وهذا هو الفكر المطلوب والذي نفتقده. حلول خاصة: ويرى الخراشي :نحتاج الفكر الرياضي كأول الحلول لكل ما له علاقة بالرياضة، على الأندية الرياضية الاهتمام بخططها الشمولية أكثر وتحديث نظرتها ورؤاها وتطوير منشآتها وتوفير إمكانيات أكثر للأندية غير التي قدمتها الرئاسة العامة. وأتمنى استحداث ملاعب خاصة بجميع الألعاب في أحياء معينة وتشرف عليها وتكون تابعة لها، وهذا بالتأكيد سيعزز المواهب. وهذه الخطط لا يجب أن ترتبط بشخصية رئاسية معينة تنتهي برحيلها.