* حتى المشاعر لها قانون، لكننا تجاوزناها في عشقنا للأخضر ورفعناها سقفا عاليا، كنا نعرف النتيجة التي سيؤول إليها خواء الفرقة الذاهبة إلى الدوحة وابتلاؤها بثقوب فنية تبدأ بالمدرب ولا تنتهي بالاختيار السيئ.. مع هذا، كانت مشاعرنا وما زالت تحلم بالعودة لمنصات التتويج، وهو حلم ما زلنا نرى له بقايا في اعترافات نجوم المنتخب واستلهام روح الوطن، منتظرين أن تخرج كأداء رجولي من عرق أجسادهم لتتساقط قوة وعنفا جميلا تعيد لنا حلما نخشى أن ننساه بمرور الزمن. * لقاء الغد أمام الأردن هو (مصير) تنتظره الكرة السعودية، فبعزم الرجال نستمر ونتجاوز كل أخطائنا، أو هو إعلان فشل والوصول إلى انسداد نفق مظلم نسير فيه منذ سنوات عدة، سادته مزاجية القرار وارتجالية اتخاذه، والشواهد كثيرة على خلل ضرب الحراك الرياضي في كل مكوناته الفنية والإدارية. * إن القراءة الأكثر صدقا لظاهرة (النفق المظلم) الذي تسير فيه الرياضة تلك التي نضعها في إطار تعرية المشكلة وتسميتها باسمها الحقيقي وهو (فشل القرار). كتب الكثير، وانتقد الأكثر، لكن هذا الصراخ ضاع وسط المحسوبين على حراكنا الرياضي إعلاما وحتى إداريين، وظلوا يمارسون الهروب إلى الأمام. كل قراراتنا واختياراتنا بليت بفشل، لم يأتِ معها أي نجاح حتى على مستوى الفرز الإداري قطر الإمارات وأخيرا الأردن لنلاحظ تمثيلهم في المؤسسات القارية الرياضية وأين نحن منذ عشرين عاما. * إن الأزمة أعمق من أن نسطحها في مدرب كان سيئا أمامنا في الهلال، ثم أتينا به في المنتخب، بل كان يعبث أمامنا طيلة سنتين كاملتين كيفما شاء من معسكرات لا فائدة منها، واختيارات عشوائية احتياطيو الأندية كانوا أبرز ما فيها، ولقاءات تجاوز فيها عقلية مدرب حارة، ومع هذا، وفي ظل صراخ إعلامي يحذر لم يكن للقرار وقفة تغيير. * نعم كان اللقاء الذي كسر منتخبنا، لكن هذا الانكسار كان واضحا للعيان ولكل محب للكرة السعودية، ولم يكن أمام مسيريها ذات مشكلة، كما أن هذا الخلل والذي يتجاوز هذه الإشكالية إلى رؤية أوسع لماهية حقيقة ما نريده لكرتنا التي إن تصادقنا معها تصادقنا مع أنفسنا، والتي توضح لنا جليا أننا تأخرنا عن الركب حتى لمن كان دوننا ذات زمان. * إن مكاشفة حقيقية لخلل الكرة السعودية هو ما يفترض أن نبدأ به فور عودة المنتخب حتى في حالة كسب البطولة، وأن ما نحتاجه حلول جذرية، على اعتبار أن النجاح لا يغتال من الخارج، بل تأتي طعناته المسببة للفشل عادة من الداخل، ومن غياب الرؤية والفهم لأهمية المشاركة في اتخاذ القرار، مع الأخذ بحق الاختلاف والاستماع للآخر، ولأننا شبعنا من آراء هشة لا تستند إلى الرؤية في الوضوح أو تقدم حلولا جذرية، بقدر ما تشتت الأذهان والأنظار عن الخلل الحقيقي ودائرة اتخاذه. * إن المسافة الزمنية بين إقالة ماتشالا وتنصيب الجوهر عام 2000 في لبنان، وإقالة بيسيرو وإعادة الجوهر في بداية عام 2011 في الدوحة مشهد كتبناه في عشر سنوات، وأضعنا فيه عمرا يبني أوطانا وليس فريق كرة. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 169 مسافة ثم الرسالة