سألت كم سنة مضى على زواجكما فقالت الزوجة ما يزيد على عشر سنين، قلت: وهل الخلافات بينكما قديمة؟ فقال الزوج: من نهاية السنة الثانية، سألت بعدها سؤال وليتني لم أسأله قلت: وما هي الموضوعات التي تختلفان عليها؟ وبدأ كل منهما يرد على الآخر، تارة بلهجة تهكمية، وتارة بتذكير الآخر بما فعله في مواقف سابقة، وتارة ببكاء من الزوجة، وأخرى بضحك ساخر من الزوج، ومرة بتقديم حجج وبراهين على صحة وجهة نظر المتحدث والتي تصب في النهاية في مصلحة تخطيئه للطرف الآخر، سندت ظهري على كرسيي وصرت أتابع ما يجري أمامي، واستمر الحال لأكثر من عشرين دقيقة، نسيا خلالها أنني موجود، وبتقديري لو لا أنني تحدثت مقاطعا لهما لاستمر ما سمياه حوارا، وهو بتقديري لا يعدو أن يكون شجارا، فهو لا يتصف ولا حتى بالحد الأدنى من صفات الحوار، إن سميناه شجارا فتسمية صادقة بلا شك، وإن سميناه نحرا أو انتحارا فهو كذلك، تدخلت بسؤالهما، هل ما رأيته أمامي يمثل عينة من أحاديثكما اليومية؟ فأجابا بابتسامة خجولة، بل ما رأيته اليوم يمثل صورة ملطفة وهادئة لما يحدث بيننا، عندها قلت وهل تزوجتما ليكون هذا هو حالكما؟ أم أنكما تزوجتما بحثا عن السعادة، قالا: بل شأننا شأن كل من يتزوج كنا نتصور أننا سنجد السعادة في هذا الزواج، قلت: وهل وجدتماها؟ قالا: نادرا فنحن في السنوات الأخيرة صرنا نعيش حالة من الخصام تسود معظم أيامنا، والهدوء لا نجده إلا في أيام قليلة، قلت: الواضح أنكما على حافة تدهور شديد، فزوجتك ستصل خلال فترة قصيرة إلى حال لن تكون سعيدا لو رأيتها عليه، وقد تظهر نتائج هذا التدهور في نفسها أو عقلها أو جسمها، وأنت لن تحتمل إصابتك بارتفاع في الضغط أو بالسكري أو بسواهما من الأمراض الجسمية نفسية المنشأ، وقبل التفكير بمخرج لوضعكما، أريد أن أسأل: لو أنك قررت السفر إلى جيزان ووجدت نفسك في طريق المدينة وبدل أن تتجه جنوبا توجهت شمالا، فهل ستستمر في السير؟ قال: بل سأتوقف وأغير اتجاهي، قلت: طالما أنكما تستخدمان منذ سنين هذه الأساليب ولم توصلكم للمطلوب فلماذا هذا الإصرار على استخدامها هي نفسها؟ أنتما أمام أحد حلين: إما التوقف عن هذا الأسلوب لعدة أسباب: أولها أنه لن يوصلكم للمطلوب، وثانيها: أنه سيدمر نفسيكما وجسديكما وسيدمر أبناءكم، فإن كانت بنتا فستلجأ للبحث عن أول فرصة زواج للتخلص من هذا الجحيم الذي تراه أمامها كل يوم، أو أنها ستصنع علاقة مع شاب قد يجعلها تخسر كرامتها وشرفها فقط حتى تسمع منه بعض الكلام المطمئن، وثالث الأسباب التي ينبغي أن تدفعكم للتوقف عن هذا الأسلوب يكمن في أن الله حين شرع الزواج إنما شرعه ليكون الزوجان به بيتا تشيع في الرحمة والمودة، وحين تفتقد المودة والرحمة يصبح الطلاق هو المخرج، وعندها قد يغني الله كلا منكما من فضله وتوفران ما تبقى من طاقتكما للجزء الباقي من أعماركما، أرجوكم تريثوا فالعمر قصير والزواج مؤسسة لم يشرعها الخالق للنكد ولا للشجار، ولا لينفس كل شريك عما في نفسه من غيظ وحنق على شريكه، إنها مؤسسة لا تنجح إلا إذا فكر الزوجان كل صباح في الإجابة على السؤال التالي: ما الذي ينبغي أن أفعله حتى أدخل السرور على شريك حياتي، وإذا كان كل منكما يريد تحديد معنى للحب فلينظر لطريقة تعامل الأم مع طفلها، فهي الكائن الوحيد الذي زرع الله في نفسه معنى الحب الحقيقي، وهي الكائن الوحيد الذي يعطي هذا الطفل دون انتظار مقابل منه، بل إن المقابل الوحيد الذي يضفي على نفسها السعادة حين ترى طفلها يبتسم لها، وكأنه يقول لها أنا سعيد، نعم الحب الحقيقي الذي ينبغي أن يسعى كل زوج وزوجة له هو رؤية البسمة على شفاه شريك حياته وحين يصبح هذا الأمر مطلبا لكل طرف عندها فقط يحق لنا أن نقول عنه إنه زواج حقيقي. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 146 مسافة ثم الرسالة او عبر الفاكس رقم: 2841556 الهاتف: 2841552 الإيميل: [email protected]