عدم الاحتياط يوقع المرء في مشاكل من أنواع مختلفة، فلم يكن يحق لي إطلاقا أن أستقل الطائرة دون التعرف على حالة الطقس في الدوحة، غادرت جدة بملابس صيفية ظنا مني أن الطقس هناك على شاكلة الطقس في جدة، وفوجئت بأن درجة الحرارة لا تتعدى الثماني درجات، شعرت (...)
مستشفى في الجامعة صرح ضخم، أنفقت فيه أموال طائلة حتى صار يسر الناظرين، ولا تزال الأموال الضخمة تنفق بغية تأمين مكان لتدريب الأطقم الطبية التي يحتاجها المريض، وهو أيضا صرح خدمي يقدم العلاج بشتى أنواعه لعشرات الآلاف من المرضى، ومن كل المستويات.
حين (...)
طلبت مني موظفة الاستقبال في أحد المراكز الطبية الخاصة، هوية الوالدة لاستكمال فتح ملف لها، فاعتذرت؛ لأنني لم أكن قد أحضرت هويتها، فاستأذنت للحظات وعادت وقد صورت بطاقتي على ورقة تعهد بإحضار الهوية أو إرسالها عبر الفاكس، وتم بعد ذلك تحويلها للطبيب (...)
لساعات طويلة كان كل منهما يتحدث عن معاناته مع الآخر، وفي كل مرة يلتقيان فيها، تحدث معركة يدافع فيها كل عن نفسه ويتهم شريك حياته، لم يكن أي منهما يملك القدرة على ضبط ولجم غضبه، ومع ذلك كل منهما يبرر ما يقوم به تجاه الآخر بحبه له، يتلفظ الزوج بألفاظ (...)
كان نهارا صيفيا حارا، والجميع متشوقا للوصول إلى نهر النيل ليلا، وقفنا على جسر قصر النيل، واستقبلتنا نسمة جميلة داعبت وجوهنا جميعا، كنا نقف صفا واحدا بجواري أحد أطفالي وعن يمينه عمته وإحدى بناتها، وعن يساري زوجها وبنتها الأخرى، والناس فوق الجسر (...)
كان نهارا صيفيا حارا، والجميع متشوقا للوصول إلى نهر النيل ليلا، وقفنا على جسر قصر النيل، واستقبلتنا نسمة جميلة داعبت وجوهنا جميعا، كنا نقف صفا واحدا بجواري أحد أطفالي وعن يمينه عمته وإحدى بناتها، وعن يساري زوجها وبنتها الأخرى، والناس فوق الجسر (...)
كانت تتحدث وابتسامتها مشوبة بدموع سخية تتساقط من عينيها، وانحنت بجذعها نحو الأرض وهي تجمع وجهها براحتيها وكأنها تشعر بثقل الهم الذي يحمله رأسها، ثم تابعت حديثها وهي تقول: ابنتي ولدت بعد انقطاع الأوكسجين عنها لدقائق، وهي التي أكملت شهرها السابع في (...)
بكت بحرقة وحين هدأت بدأت بالدعاء عليهما ثم على نفسها، وما إن تمكنت من تجميع كلماتها لتصبح مفهومة قالت: ليتني لم أولد، وليتني لم أتزوج، وليتني لم أنجب، نظر إلي زوجها وحرك رأسه يمنة ويسرة حزينا مصدوما بما يسمع، قلت: ولم كل هذا الندم، وأنت على ما يبدو (...)
«تعرفت منذ خمس سنوات على شاب عن طريق الإيميل ولم أكن أقصد بهذا التعارف شيئا، ولكنني تعلقت به تعلقاً شديداً وبدأت أحادثه بالهاتف، وهو يعرف عني كل شيء بكل التفاصيل، وأنا أعرف عنه كل شيء وكل التفاصيل، وأخبرني بأنه يريد الزواج مني وأجبته بأنني صغيرة (...)
ما أن تبدأ الإجازة حتى يتغير نظام الحياة في الكثير من البيوت، ويبدأ التغيير من ساعة بدء الحياة اليومية في البيت، وتنقلب الحركة سكونا في ساعات الصباح الأولى، وبعد أن كان الأبناء والبنات يستيقظون للذهاب لمدارسهم في ساعات مبكرة تتحول تلك الساعات إلى (...)
مررت أنا وابني المعوق بملعب بيسبول يلعب به عدد من الأولاد الذين يعرفون ولدي، وسألني «هل تعتقد أنهم سيسمحون لي باللعب معهم؟»، ومع أني أعلم أن أغلبهم لن يرغب في وجوده معهم، إلا أنني كنت أتمنى أن يسمحوا له بمشاركتهم اللعب، ليقيني أن ذلك سيمنحه الإحساس (...)
لا يزال العلماء يوما بعد يوم يقدمون للبشرية نتائج أبحاثهم التي توسع من دائرة معرفتنا بأنفسنا وبما يحيط بنا، إضافة إلى أنها تؤكد لنا أن ما نجهله أكثر بكثير مما نعلمه، فقد اكتشف الباحثون في جامعة مانشستر ببريطانيا أن للبشر كتلة من البلورات المغناطيسية (...)
حين اجتمعنا مع مهندس الحاسب الآلي في الجامعة ليشرح لنا مدلول الإدارة الإلكترونية شعرت بأمرين، الأول كم هي رائعة هذه الإدارة، وكم تعين على العدل وانتفاء المحسوبيات والواسطة، وكم هي فعالة في إلغاء تكفى وأخواتها من الوجود، وبالمقابل شعرت كم مضى من (...)
يعرف أهل اللغة أن هناك مجموعتين مهمتين في اللغة هما كان وأخواتها، وإن وأخواتها، ولكل من المجموعتين شروط تتحكم بكل الكلمات والجمل التي تلي واحدة من أفراد العائلتين، فكان تحتاج لاسم وخبر، وهي ترفع اسمها وتنصب خبرها، وعلى عكسها إن التي تحتاج لاسم وخبر (...)
توقف حامد عند المحاسب في بداية الطريق السريع ليدفع الرسوم، وفاجأته ابتسامة الموظف، وهو يقول: لقد دفع عنك صاحب السيارة الزرقاء، فقال: ولكنني لا أعرفه، فاعتذر مبتسما، وقال: وأنا لا أستطيع أن آخذ الرسوم مرتين، ونجح في اللحاق به ليلتقيا في محطة البنزين (...)
توقف حامد عند المحاسب في بداية الطريق السريع ليدفع الرسوم، وفاجأته ابتسامة الموظف، وهو يقول: لقد دفع عنك صاحب السيارة الزرقاء، فقال: ولكنني لا أعرفه، فاعتذر مبتسما، وقال: وأنا لا أستطيع أن آخذ الرسوم مرتين، ونجح في اللحاق به ليلتقيا في محطة البنزين (...)
توقف حامد عند المحاسب في بداية الطريق السريع ليدفع الرسوم، وفاجأته ابتسامة الموظف، وهو يقول: لقد دفع عنك صاحب السيارة الزرقاء، فقال: ولكنني لا أعرفه، فاعتذر مبتسما، وقال: وأنا لا أستطيع أن آخذ الرسوم مرتين، ونجح في اللحاق به ليلتقيا في محطة البنزين (...)
يشيع في معظم دول العالم ومنها دول العالم العربي والإسلامي مصطلح «التقاعد»، وهو مصطلح مفزع للكثير من الناس، لأن بعضا من الناس يحوره ليصبح: «مت قاعدا»، وهو تحوير يترك في نفس المتقاعد ومن حوله ظلالا سلبية كثيرة، وصار التقاعد بالنسبة للبعض مفزعا، وبداية (...)
تعالت أصواتهم وتجهمت وجوههم واتفقوا على معارضة جدتهم التي رأوا أنها منحازة لحفيدتها الصغيرة التي لم يتجاوز عمرها السنة والنصف، وكانت جملهم متقاربة فقد أجمعوا القول على أنها تفضلها عليهم وتدللها وتسمح لها بالتجاوز عليهم، فقالت الجدة: يا بنات هذه (...)
معظم السرقات تتم في الظلام، ومعظم التجاوزات على حقوق الناس تتم في الظلام، ومعظم الحروب الحديثة تبدأ في الظلام، ومعظم عمليات السطو المسلح تتم في الظلام، فيه يزيد الأرق، وبه تتحرك الهموم وتتجمع في رؤوس حامليها، وفيه تظهر مخاوف الصغار والكبار، به يأرق (...)
كانت مقلتاه كأنهما كرتان تسبحان في بحر من الدموع وبدا صوته مختنقا، متقطعا، وشفتاه ترتجفان ورأسه يميل تارة نحو الأرض وأخرى نحو السماء، وثالثة نحو الأفق البعيد كأنه يبحث به عن سنوات عمر ضاعت أو هو يحاول جمع ذكريات قديمة، ربت على كتفه وقلت ما بك؟ ولم (...)
في الأمة كما في الجسد خطوط دفاع، إن هي اخترقت تعرضت الأمة للخطر تماما كما يصيب الجسد حين تخترق خطوطه الدفاعية، ففي الجسد يعتبر الجلد أول هذه الخطوط، ويتلوه الكريات البيض والنظام الدفاعي اللمفاوي، وآخر معقل هو الكبد، وحين تدخل جرثومة مخترقة الجلد (...)
الشائعات ليست مرضا ولكنها ظاهرة إنسانية ارتبط وجودها بالوجود الإنساني ولم ينج منها أحد حتى الأنبياء، وهي سلاح الأقوياء والضعفاء، وتستخدم في السلم والحرب وتطال الأفراد والمجتمعات، ولكنها تزداد انتشارا في زمن الأزمات. والشائعات هي الأحاديث والأقوال (...)
الشائعات ليست مرضا ولكنها ظاهرة إنسانية ارتبط وجودها بالوجود الإنساني ولم ينج منها أحد حتى الأنبياء، وهي سلاح الأقوياء والضعفاء، وتستخدم في السلم والحرب وتطال الأفراد والمجتمعات، ولكنها تزداد انتشارا في زمن الأزمات. والشائعات هي الأحاديث والأقوال (...)
الحرائق لم تكن في غزة ولا في أفغانستان ولا في بغداد، ولم تكن الأجساد التي ربطت أيديها إلى الخلف لمساجين في سجن أبو غريب أو جوانتنامو، بل كانت لشباب من ليبيا، قتلهم سفاحو موسوليني العصر بطلقات في الظهر، سفاحون استعان بهم لكي يقتلوا أبناء شعبه، ويدفع (...)