هناك أناس يحتكرون الفرح داخل أسوار ذواتهم، وهناك أناس يستمتعون بإشاعته خارجها.. أناس يتلذذون بفرحهم ذاتيا، وأناس سعادتهم في أن يكون فرحهم جماعيا.. أناس يعيشون للذات فقط، وأناس يعيشون لتكون بهجتهم سحابة تنعش كل القلوب، وخصوصا المتعبة منها.. أتذكر مقالا كتبته الزميلة الدكتورة عزيزة المانع في شهر يونيو الماضي، بعد عودتنا من زيارة لفرنسا ضمن وفد ثقافي وإعلامي، وصادف أن دعانا شخص في غاية البساطة والتواضع للقائه، كانت الدكتورة عزيزة في بداية مقالها تحاول تصوير ترددها حين شرعت في الكتابة عن بعض تفاصيل لقائنا بذلك الشخص، خشية اتهامها بأنها تكتب بدافع المجاملة أو التزلف؛ لأن ذلك الشخص يحمل لقب «أمير».. شخصيا لا يداخلني شعورها الآن وأنا أكتب عنه لأن لي تجارب إنسانية سابقة مع هذا الشخص تخص المرضى والمحتاجين والمتعبين، كان فيها أنموذجا للإنسان النبيل الذي يتلمس أوجاع الناس لكي يضمدها بصمت.. واليوم لا أكتب عن واحدة من تلك التجارب الخاصة، وإنما أكتب رضوخا لأمانة تلبية الرجاء.. واحد من ألف شخص، ليسوا من الذين استمتعوا بدفء الأسرة، ولا تختزن ذاكرتهم حميمية البيت والعائلة.. هذا الواحد كتب رسالة تقطر بدمع الفرح والامتنان والعرفان والشكر.. رسالة لو عرضت تفاصيلها لعرفتم كيف يشعر اليتيم حين يكون نسيا منسيا ثم يتذكره أحد.. لا أعرف اسم صاحب الرسالة لأنه اختار ألا يبوح به، لكنه رجاني بإلحاح أن تكون هذه الزاوية بريد رسالته.. أتعرفون ماذا قال؟؟ قال كلاما حميما صادقا مختصرا، قال: أنا واحد من ألف شخص أصبح لكل منهم زوجة تقاسمه الحياة وتشاركه رحلتها، ليس لأننا صنعنا معجزة، ولكن لأن إنسانا اسمه «عبد العزيز بن فهد بن عبد العزيز» تذكرنا ونثر ورود فرحته علينا فتحولت حياتنا من أشواك إلى ورود.. الشكر ليس مني يا سمو الأمير، لكنه أمانة في عنقي لا بد أن تصل إليك.. وأتمنى أن يعرف «الذاتيون» كم هو هائل الفرق حين يفرح الإنسان لوحده وحين تفرح معه قلوب الآخرين.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة