قبل أيام اقتنص الإعلامي داود الشريان ملفا هاما وشائكا ومتعبا حين استضاف في برنامجه التلفزيوني «واجه الصحافة» رئيس صندوق التنمية العقارية ورئيس الهيئة العامة للإسكان للحديث عن التطورات الجديدة في هذا الملف المزمن الذي يزداد مع الوقت تعقيدا.. والحقيقة أن حديث الرئيسين كان في مجمله متفائلا بالنسبة لهما، لكن هل تفاؤلهما يستطيع أن ينتقل للمواطنين الذين لن يملكوا سكنا إلا بتسهيلات الدولة ممثلة في هاتين الجهتين؟؟.. لا شك أن الجهتين تعملان بجدية وهمة ونوايا مخلصة، إذ من خلال معرفتي اللصيقة بنزاهة ومثابرة وفكر المهندس حسن العطاس رئيس صندوق التنمية العقارية فإنه لا يداخلني شك بأنه سوف لن يألو جهدا لتفكيك المشكلة وإيجاد الحلول المناسبة لها في حدود اختصاصات الصندوق، كما لا أشك في أن رئيس هيئة الإسكان لا يقل حرصا ومهنية عن زميله المهندس العطاس، ولكن هل تنتهي المشكلة بوجود مسؤولين متخصصين ومهنيين وجادين؟؟. حتما لا، لأن معضلة السكن تراكم فوقها الزمن والبيروقراطية وعدم الاهتمام الجاد لتصبح المعضلة الأبرز التي يعاني منها مجتمعنا الآن، كما أن هناك من لا يهمه أن تحل هذه المشكلة لأن استمرارها يشكل مصدر الثراء الذي يعيش فيه، سواء من كارتيل احتكار الأراضي، أو البنوك التي تمتص عمر المواطن إذا غامر بأخذ قرض تمويل عقاري منها، أو بعض المطورين العقاريين الذين لن يكون في صالحهم إنقاذ رقبة المواطن من قبضتهم .. وفي كل الأحوال فإن ثبات مبلغ قرض صندوق التنمية العقارية على ما هو عليه لازال يمثل العقبة الكبرى حتى بعد إلغاء شرط تملك الأرض، لأن مبلغ القرض لم يعد كافيا لامتلاك بيت من الصفيح في منطقة عشوائية وليس شقة في حي معقول، كما أن الاستراتيجية التي أعلنت ملامحها الهيئة العامة للإسكان ونشرتها «عكاظ» بتأريخ 9 فبراير تحتوي على بعض الجوانب التي لا تخدم حل القضية، فلو أخذنا معيارا واحدا هو معدل الدخل فإنه يجب تذكير الهيئة بأن من دخله فوق العشرين ألفا يتساوى في عجزه عن امتلاك السكن مع من دخله أقل من عشرة آلاف لأن تكلفة شراء أرض وبناء مسكن لم يعد يقدر عليها إلا أصحاب الملايين، وقطعا ليس كل مواطن من فئة العاملين في قطاعات الدولة يملك الملايين.. وطن بحجم قارة، وعدد سكان محدود، ومع ذلك لا يملك 70 % من مواطنيه سكنا، أليست هذه معادلة غير مفهومة؟؟.. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة