كنت أظن أن مشكلة «أم الخير» تكمن في أنها غرس حجة استحكام، أو منحة نبتت في مجرى وادٍ لا يسمح النظام بامتلاكه ولا منح رخص تخطيطه أو البناء عليه، حتى اكتشفت أن في الأمر «وقفا» تم بيعه، مما يعني أن ما كنت أظنه قاع المسألة في الفساد وتغليب المصالح الشخصية على القواعد النظامية ليس إلا سطحا لانغماس أكثر غرقا في قاع الوحل!! أن تتسلل إلى بعض دهاليز كتابات العدل لتستخرج حجة استحكام لأرض لا تملكها، أو تتلوى في بعض أروقة أمانات المدن لتطبيق منحة في موقع غير نظامي أو التخطيط له أو فسح البناء عليه أو بيعه للغافلين، فهذا شيء مفهوم في عالم الفاسدين والمرتشين ومخالفي الأنظمة، لكن أن يصل الأمر إلى البيع والشراء في الأوقاف لخدمة المصالح الذاتية التي تجرمها الشريعة السماوية قبل أن تجرمها الأنظمة الإنسانية، فهذا كثير وفوق القدرة على احتمال كل تراكمات السنين من عبث الفاسدين!! عرفت البشرية الفساد والمفسدين منذ الأزل، فنحن لا نقف أمام حالة جديدة على مجتمعنا أو خاصة به، لكن إذا كنا نشعر بالدهشة لجرأة البعض على ممارسة غش المجتمعات والمؤسسات والقوانين لتحقيق الثراء على حساب كل القيم الأخلاقية البشرية، فأي وصف يمكن أن نصف به الجرأة على الله في أموال الأوقاف والصدقات والزكوات؟! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة