وجود هيئة متخصصة لمكافحة الفساد غير كاف لمحاربة الفساد، فالمسألة تتطلب أن تتحول جميع مؤسسات الدولة إلى هيئات لمكافحة الفساد، أما المجتمع فإنه إذا كان ينتظر من يخوض المعركة ضد الفساد بالنيابة عنه فإنه سيظل أسيرا للفساد وحديقة لأشواكه إلى الأبد! الفساد في مجتمعنا إما انعكاس لممارسة أو خضوع له، وما لم ينتفض المجتمع على نفسه ليطرد ثقافة الفساد من جسده أو يتصدى للفاسدين بين أظهره فإنه سيبقى الوعاء في البيئة الحاضنة للفساد، فالأمر يتطلب أن يصبح المجتمع مستعدا لتطهير نفسه من ثقافة الفساد، فالفساد لا يهطل من السماء بل ينبت في النفوس عندما تجف آبار النزاهة وتذبل أشجار الأمانة، فلولا وجود المرتشي ما وجد الراشي! اللصوصية فساد، والمحسوبية فساد، والتمييز في تطبيق القانون فساد، واختلال ميزان العدالة فساد، وتقديم الذات لنيل الحقوق على حساب أحقية الآخرين فساد، والأنانية في اقتناص الفرص أيضا فساد عندما لا يرتكز على عدالة التوزيع ونظامية التطبيق! ليس وحده من يسرق المال العام أو الخاص يصنع الفساد، بل يصنعه كل من يساهم متعمدا أو جاهلا في خلق ثقافة الفساد، فلا فرق في تعريف الفساد بين من يسرق مليارا ومن يسرق عود كبريت! [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة