بدت مساكن «أم الخير» في جدة أمس الأول كما لو أنها قرية تصارع الفيضانات في وديان بنغلادش أو سهول أستراليا بعد أن غمرت المياه أدوارها الأولى وصعد السكان إلى أسطحها طلبا للنجاة!! كان من الطبيعي أن تغرق «أم الخير»، فهي في مجرى السيل ووسط الوادي، لكنها لم تنبت في الوادي من العدم أو تهبط عليه من السماء، بل هي إما نتاج حجة استحكام أو تطبيق منحة أرض، وفي كلتا الحالتين هناك مسؤول عن مخالفة النظام بإخراج حجة استحكام أو تطبيق منحة أرض على واد لا يجيز النظام امتلاكه أو التطبيق عليه!! وسواء تعلقت المسألة بحجة استحكام أو بتطبيق منحة أرض، فمن هو الذي سمح باستخراج حجة الاستحكام أو مهندس الأمانة الذي سمح بتطبيق منحة الأرض عليها؟! تتبع الأمر ليس صعبا وهو متصل بكارثة العام الماضي ومشكلة تملك الوديان والبناء عليها، والأسماء التي حوتها محاضر تحقيقاتها ما زال حبرها لم يجف!! ولأن كل الخيوط تتجمع في الأمانة فإن جميع الأسئلة تصب فيها وجميع الأجوبة تتجمع فيها أيضا، فالأمانة هي من سمحت بتمليك الأرض سواء كانت بحجة استحكام أم تطبق منحة أرض، والأمانة هي التي فسحت مخططات بناء المساكن ومدت إليها الطرق ومهدت لها الخدمات!! تريدون الخلاصة فتشوا في الأمانة عن جذور المشكلة، طبعا ستواجهكم مشكلة تشابك الجذور وكثافتها، لكنكم على الأقل ستعرفون كيف تتحد جهود أصحاب المصالح في خلق الواقع من العدم، فقديما قالوا في «الاتحاد» قوة !! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 153 مسافة ثم الرسالة