هذا الكتاب يستعرض الحياة العاطفية للشعوب في حوالى 300 وبضع عشرة صفحة، ومؤلفه لويد ديماوس وهو يتطرق إلى العنف البشري بانعكاسات المعاناة الإنسانية، إذ يتعامل المؤلف مع هذه الانعكاسات كونها صيغة تعبيرية للمكبوت التاريخي بوصفه من بين عوامل نفسية تدخل في تركيب الحياة العاطفية للشعوب أبان مراحل نمو المجتمع الإنساني باتفاق واختلاف مواقعه الجغرافية. وتعقيبا إلى ما سبقت الإشارة إليه بطي مقدمة الكتاب، يستدرك المؤلف لويد ديماوس على العبارة السابقة التي يسوقها في مقدمة الكتاب قائلا: إنني أقدر أنه لا يمكن للقارئ العادي تصديق الإشارة الواردة بطي الكتاب، كما أنه لا يمكن للقارئ الحوار مع فرضية على هكذا نحو، ولذلك يستغرق المؤلف ما يأتي بعد ذلك من فصول محاولا تقديمه الكثير من إحالات الجدل والشواهد التاريخية لإثبات فرضيته التي يحاول تأكيدها من خلال الحياة العاطفية للشعوب. هذا الكتاب يستعرض بضعة فصول، أهمها: إن الخبرات الشخصية القديمة لا تختفي من الوجدان الطفولي للمجتمع البشري، بل تظل تلك الخبرات والتجارب مصدرا مسؤولا عن تحديد السلوك السياسي، هنا فقط ينتهز المؤلف الفرصة ليطرح فصلا كاملا يتناول اغتيال الزعامات والقادة والتي دأبت عليها بعض المجتمعات الإنسانية ممثلة في دول بكيانات، وذلك من خلال استخدام المؤلف لشواهد التاريخ. وفي فصل آخر يستعرض المؤلف حرب الخليج بوصفها انعكاسا للاضطرابات العاطفية قبل أن تكون أي شيء آخر من وجهة نظر المؤلف، أنه يناقش المكبوت التاريخي والنفسي من ناحية علاقته بالحياة العاطفية إلى انفجاره في صيغة مواجهات دموية. ويمضي المؤلف في تحليلاته لكثير من الوقائع وفق نظرية المكبوت التاريخي من ناحية علاقته بالحياة العاطفية للمجتمعات الإنسانية، مسدلا الستار على نظرية كيف تتحول الحروب مع مرور التاريخ إلى حالات متعددة من التطهير الوجداني لعاطفة الشعوب، وبذلك فالحروب مع مرور الوقت ربما كانت من بين عوامل تساعد المجتمع البشري في انتقاله من طور إلى طور بناء آخر بحسب الشواهد المتوافرة من ناحية أن التطهير قادم لا محالة من خلال صيغة التغيير إلى الأفضل. The emotional life of nations Lloyd DeMause