رئيس تحريرنا الهمام الزميل محمد التونسي صحافي مسكون دائما بأسئلة الناس وإجاباتهم، فلسفته الصحافية البسيطة تقوم على أن كل أسئلة النخبة وإجاباتها لا تشكل مادة صحافية مهمة أمام أسئلة الناس وإجاباتهم، لذلك كان من أجمل إضافاته حين كان رئيسا لقناة الإخبارية البرنامج القصير (سؤال اليوم)، والذي يتلخص في طرح سؤال يوميا على الناس في الشارع، وعرض إجاباتهم المختلفة على هذا السؤال، ومن أبرز إضافاته في «عكاظ» زاوية صغيرة جدا اسمها (سؤال لا يهدأ)، تتمثل في سؤال يطرحه أحد المواطنين على أحد المسؤولين، ويستمر نشر هذا السؤال يوميا حتى يجيب عليه المسؤول.. أو يقضي الله أمرا كان مفعولا!. واليوم، سأحاول أن أستعير فكرة هذه الزاوية الجميلة لطرح بعض أسئلة القراء، وأولها من قارئ إلى أمانة جدة: «عندي مشكلة أتمنى أن تساعدني في إيصالها إلى المسؤولين في أمانة مدينة جدة.. أنا من سكان حي ك 14 طريق مكة، ومثلي جميع سكان الأحياء التي على طريق مكة القديم، نعاني من أعمال الحفر والترقيع والتحويلات والإغلاق المستمر للطريق. هذه الحفريات مستمرة من ثلاث سنوات، وكلما تم ردم حفرية وزفلتة الطريق نفاجأ بحفرية جديدة وفي نفس المكان، وعذرهم أنه مشروع لتصريف السيول، ومع هذا كنا من أكثر الأحياء تضررا من سيول العام الماضي!. نحن لسنا أحياء عشوائية كما يحب بعض المسؤولين الجالسين في مكاتبهم أن يطلقوا علينا نحن أحياء مخططات رسمية وبصكوك رسمية أيضا. ممكن سؤال للمسؤولين: هل لأننا بعيدون عن الشمال أو الطرق الرئيسة في المدينة تعتبروننا حواري عالم ثالث؟ أخ خلف.. لا تنسى تسلم لي على بلدية أم السلم الفرعية، وقلهم الموية اللي تحاصر مبناكم في الشارع العام دليل على مدى الخدمات اللي تقدمونها!). السؤال الثاني من موظف إلى مؤسسة التقاعد: (في المشروع السكني لمؤسسة التقاعد طغى مبدأ الربح على مبدأ مساعدة الموظفين، مثلهم مثل أي بنك!.. وبما أن الإيجار قطع ظهري، قلت أشوف المؤسسة وأشتري شقة بسعر 350 ألف، قالوا لي تطلع عليك الشقة ب 600 ألف، فهل هم مؤسسة ربحية على ظهورنا نحن الموظفين، ولماذا لا يتم تقسيطها بفوائد رمزية؟!). والسؤال الثالث إلى المسؤولين عن برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي: (لماذا البعثات مقتصرة على التخصصات العلمية؟.. أنا أحمل بكالوريس في الأدب الفرنسي والجامعة تعلن عن حاجتها لمحاضر يحمل الماجستير، ومع ذلك يقولون إنه لا توجد حاجة للتخصصات الأدبية؟). السؤال الرابع إلى البريد السعودي: (لو تكرمت بمعاينة المرفقات لوجدت أن عنواني واضح وضوح الشمس في رابعة النهار.. أرقام هواتف شركتي بكل تحويلاتها ورقم جوالي ورقم المبنى واسم الشركة في قلب شارع التحلية، ورغم ذلك كتب عليها ساعي البريد: أكثر من صندوق، وكأن قسم الإعادات يستعد لإرجاعها إلى الصين، ولولا أنني قضيت ساعة في البحث عنها لاضطررت للسفر إلى شنغهاي لاستلامها.. والسؤال باختصار: ليش؟!). وبما أنني لا أعرف من هو المسؤول عن أسواق الخضار بما أن وزارة التجارة ألقت بمسؤولية مراقبة أسعار الخضراوات على البلدية، ألقي بالسؤال الخامس بين الجهتين: (أقول لك ولا تقول لأحد!.. أنا سواق دباب في حلقة الخضار، والشركة المستأجرة للحلقة يشلحونا عشرة ريالات عن كل حمولة مقابل الوقوف في الشارع، وهكذا حوالي ألفي دباب، يعني عشرين ألف تلهف منا يوميا.. علما أن إدارة الشركة غير سعودية.. وحتى أنا برضه ماني سعودي!). وأخيرا، لدي العديد من الأسئلة التي لا تهدأ، ولكن المساحة لا تسمح بأكثر من ذلك.. ثم أن الأسئلة التي لا تهدأ ولا تجد أية إجابة تتحول إلى أسئلة مزعجة.. لذا، أعتذر إن كنت اقتحمت بهذه الأسئلة أبوابا علقت على مقابضها ورقة تقول: (يرجي عدم الإزعاج).. على فكرة، في بعض فنادق تونس والمغرب يطرأ تغيير هامشي على هذه العبارة لتصبح: (يرجى عدم الاضجار)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة