أعلنت قوات الدفاع المدني في جدة أمس، حالة التأهب القصوى لإخلاء المرضى وحديثي الولادة من مستشفى الولادة والأطفال في حي العزيزية وسط محافظة جدة، إثر اندلاع حريق البارحة الأولى في مستودع نفايات طبية تابع للمستشفى، لا يبعد المستودع سوى أمتار قليلة عن بوابة دخول الطوارئ، فيما سيطرت فرق الدفاع المدني على النيران المشتعلة في المستودع بعد محاصرتها، مستعينة بمعدات خاصة لحالات الحريق المتطورة والخطرة، من بينها معدة (القلع) والتي تضمن تدفق المياه دون انقطاع، الأمر الذي اطمأنت معه الأجهزة الأمنية إلى إلغاء خطة الإخلاء الطبي لعدم تسجيل أية خطورة على مبنى المستشفى والماكثين فيه، في حين لم تسجل أية إصابات أو وفيات في الحادث. وباشرت الموقع ست فرق من الدفاع المدني، إضافة إلى آليات متخصصة مساندة لمواجهة الحرائق الكبرى، وعدد من الضباط الذين باشروا الحادث بقيادة مدير إدارة الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله جداوي، وطاقم طبي متكامل من وزارة الصحة أشرف على أداء مهماته في الموقع مدير الشؤون الصحية في محافظة جدة الدكتور سامي باداود، إضافة إلى أعداد كثيفة من سيارات إسعاف جمعية الهلال الأحمر السعودي، ودوريات أمنية من شرطة ومرور محافظة جدة. وأكد ل «عكاظ» مدير الدفاع المدني، أنه فور مباشرة فرق الدفاع المدني للحادث، جرى فصل التيار الكهربائي عن كافة مرافق المستشفى، والاستعانة بالمولدات الاحتياطية تحسبا لأي طارئ، مشيرا إلى أنه جرى إبلاغ المسؤولين في المستشفى ووزارة الصحة إلى التأهب لتطبيق خطة إخلاء طبية للمرضى في حال تطلب الأمر، إلا أن السيطرة على النيران داخل المستودع خلال ساعة ونصف من تلقي البلاغ، ألغت الحاجة إلى تطبيق خطة الإخلاء، وإرجاع المولدات الكهربائية إلى وضعها الطبيعي، «بعد عزل المستودع عن مبنى المستشفى تماما». وأوضح العميد جداوي أن شرارة الحريق اشتعلت في الطابق العلوي من المستودع، ما أثر على الطابق الأرضي نتيجة الحرارة المرتفعة والدخان الكثيف، لافتا إلى أن المستودع يختص بتخزين تجهيزات ومواد طبية مختلفة، وأضاف «لن تغادر فرق الدفاع المدني الموقع إلا بعد الانتهاء من كافة الإجراءات المطلوبة لمعرفة مسببات الحريق نظرا لحساسية الموقع، وستشرع الفرق المختصة في عمليات التبريد تمهيدا لتفحص الموقع ومعرفة أسباب اندلاع النيران، وأتوقع ظهور النتائج الأولية للتحقيقات خلال 48 ساعة من الآن». من جهته، نفى ل «عكاظ» مدير الشؤون الصحية في جدة الدكتور سامي باداود، أن يكون المستودع المحترق محتويا على أي نوع من الأدوية أو المحاليل الطبية الخاصة بالمختبرات أو أسطوانات الأكسجين، مؤكدا أنه يستخدم لحفظ بعض المواد المساندة، من بينها الأدوات المكتبية والشراشف، إضافة إلى بعض التجهيزات الطبية المحدودة، رافضا في الوقت نفسه تقدير قيمة الخسائر المادية المتوقعة بحجة جهله بها، وأضاف «يتضمن المستودع نظام كشف للحرائق، ولكنه لا يتضمن نظام إطفاء». وأكد الدكتور باداود سلامة واستقرار أوضاع المرضى والأطفال حديثي الولادة والطاقم الطبي والإداري في المستشفى، مشيرا إلى أن العاملين في الوزارة عمدوا إلى التأكد من إغلاق كافة النوافذ المقابلة لجهة الحريق، خوفا من تسرب الدخان إلى غرف المرضى، فيما أشرف طاقم طبي على مراقبة الحالات الصحية للمرضى المنومين، «ولا توجد أية خطورة عليهم، وهذا يقع على مسؤوليتي كمدير شؤون صحية». ولفت الدكتور باداود إلى أن الإبلاغ المبكر عن الحادث ساهم في احتواء الحريق قبل أن يمتد إلى مبنى المستشفى، وأن التعاون المشترك بين الشؤون الصحية والدفاع المدني بدأ منذ وقوع الحادثة من خلال التنسيق المتبادل والاستجابة سريعا لعمليات تجهيز الإخلاء الطبي وتطبيقها وفق الإعداد الفوري لخطط الطوارئ، وأضاف «سيستمر هذا التعاون حتى الانتهاء من التحقيقات لمعرفة أسباب الحريق، والاستفادة منها للحد من ظهور مثل هذه الحوادث في مستشفيات جدة». وأكد مدير عمليات الدفاع المدني في جدة العقيد عبد الله حباب، أن الموجودات داخل المستودع عبارة عن محاليل وأدوية طبية، إضافة إلى تجهيزات مختلفة من أثاث، بطانيات، مواد أسفنجية، ومواد بلاستيكية، مشيرا إلى أن هذا النوع من الحرائق يعد متطورا ويشكل خطورة عالية؛ لاشتماله على نفايات طبية خطرة. وأوضحت ل «عكاظ» مصادر طبية في المستشفى، أن حالة من الهلع أصابت المرضى وعددا من العاملين بعد أن شهدت مرافق المستشفى انقطاعات متذبذبة للتيار الكهربائي، الأمر الذي دفع بعض المرضى إلى الخروج خوفا من وقوع مكروه.