أكثر من ثلاثة أعوام.. ومنتزه الردف في الطائف تحيط به الهناقر من أوله لآخره.. بعدما قضت «فكرة» مشروع سياحي، على كل ما هو جميل في منطقة الردف، ولم تبق إلا الذكريات فالرمانات التجارية توقف نشاطها، والخيول اختفت، وألعاب الأطفال تكسرت، ليصبح السكون، وحفيف الأشجار عنوان الردف هذه الأيام.. فلا المشروع بدأ، ولا الردف بقي. ولعل من أهم الأشياء التي قضى عليها ذلك المشروع المقترح، هي آمال وطموح عدد من شباب الطائف في الاستفادة من محلات تجارية، كانت على طول شوارع الردف على شكل رمانات.. وكان كثيرون منهم يعولون عليها الكثير، ويعتمدون عليها في تأمين المستلزمات المعيشية لأسرهم.. حتى أنهم فكروا في مقاضاة المتسبب في إلغاء نشاطاتهم التجارية فجأة. حامد السفياني أحد أصحاب تلك المحلات يقول ل«عكاظ» المشروع السياحي قضى على كل آمالي.. فقد بدأت حياتي بهذا المشروع، بعد أن تخرجت من المعهد في الطائف.. ووجدت دخلاً طيباً أغناني عن الوظيفة، وأصبحت أقف عليه بنفسي كل يوم.. حتى تزوجت وفتحت بيتاً من دخل ذلك المشروع.. حتى جاء ذلك المشروع المقترح قبل ثلاث سنوات وقضى على كل ما بنيت، مضيفاً «وعدوني بالعمل معهم في المشروع إذا أطلق، ولكنه لا أطلق، ولا محلاتنا بقيت». ويطالب صالح الثبيتي أحد أصحاب محلات الرمانات التجارية في الردف، أيضا بعودة نشاطهم، لا سيما وأنه لا يوجد أي شيء يدل على بداية قريبة للمشروع. وأكدت ل «عكاظ» مصادر مطلعة، أن المشكلة تكمن في أمانة الطائف التي ما زالت تصر على الإبقاء المستمر على هذا المشروع السياحي الذي لم يبدأ العمل فيه حتى الآن، وبينت المصادر أن الأمانة رفعت لوزارة الشؤون البلدية والقروية طلبا بالبقاء على المستثمر الحالي حتى يبدأ في مشروعه، وقالت في خطاباتها المرفوعة للوزارة إن البقاء على المستثمر الحالي أفضل من البحث عن مستثمر آخر وإنزال المشروع عليه. ويرى أهالي الطائف أن هذا المشروع سيقضي على أهم المتنزهات البرية التي كانت متنفساً جميلاً للعائلات والشباب على حد سواء، مشيرين إلى أن هذا المشروع يلغي ملامح منطقة الردف التي أصبحت مختزنة في الذاكرة السياحية لأهالي المحافظة وزوارها. ويتساءل كل من علي الغامدي، أحمد الزهراني، وأحمد المالكي عن دور المجلس البلدي، بعدما تقدموا بشكوى أكثر من مرة له حول تأخر ذلك المشروع الذي أفقدهم أهم المتنزهات السياحية في المحافظة. وأكد المجلس البلدي في الطائف، أنه وجه مستثمر منطقة الردف قبل أكثر من سبعة أشهر بسرعة البدء في تنفيذ المشروع الذي وقع عقده منذ سنتين. وقالت ل«عكاظ» مصادر في المجلس «خاطبنا أمانة الطائف، والمستثمر أكثر من مرة، مع أن دورنا رقابي، وسنظل نتابع بشكل مستمر أسباب تأخير هذا المشروع للبدء فيه»، مؤكدة أن المستثمر عطل مشروعاً في أهم المناطق السياحية في المحافظة، ولم تتم الاستفادة من الموقع منذ توقيع العقد حتى الآن.