من غير أن تغضب: ماهو اسم أمك؟ بلاش (ياعم) أسألك سؤالا آخر: ما هو اسم زوجتك؟ لماذا أنت متصلب، هل غضبت، ألا تريد أن تجيب، وهل فار الدم في عروقك واتهمتني بقلة الأدب أو نويت أن تدير معي حربا ضروسا لأني سألتك عن اسم أمك أو زوجتك أو أختك.. إذا، لا تغضب، سنترك أسماء محارمك، ونبدأ القول بصيغة أخرى: لو قلت لك أن اسم أم الرسول صلى الله عليه وسلم هو زينب، وأن عمته التي نادى باسمها يوم أن جهر بالدعوة ليلى وأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: لو أن زهرة بنت محمد سرقت لقطعت يدها هل ستتركني أم تصيح في وجهي يا غبي؟ افهم قبل أن تكتب: اسم أم النبي (آمنة) وعمته التي ناداها هي صفية وبنته التي جاء ذكرها في الحديث فاطمة.. هذا يعني أن أسماء محارم الرسول صلى الله عليه وسلم معروفة لنا.. حسنا، لو طلب من أحد منكم ذكر عشرة أسماء لسيدات برزن في صدر الإسلام، فلن يعجز البتة بل سوف يواصل سرد الأسماء حتى تقول له كفى. مئات الأسماء لسيدات عظيمات ذكرتهن كتب التاريخ وأدوارهن التي قدمنها لخدمة الإسلام والمسلمين.. هذه المئات من الأسماء أخذت في التناقص عبر التاريخ حتى أوشك المؤرخ أن يذكر فترة تاريخية من غير أن يمر على اسم امرأة واحدة، وكان الرجال واصلوا التكاثر بالانقسام الخلوي! السؤال: لماذا تناقص ذكر أسماء النساء عبر التاريخ؟ وهو سؤال محل بحث، فمن الاسم فقط يمكن لقارئ التاريخ أن يكتشف أن احتجاب اسم المرأة له علاقة مباشرة بكشف الاعتوار الذي أصاب الأمة من تردي وتأخر بدأ من بداية العصر الأموي وصولا إلى زمننا هذا. أي من اللحظة التي افترقت النظرية عن التطبيق، ومع هذا الافتراق حدث الاحتجاب. ولفظة الحجاب، ومشتقاتها (الاحتجاب، حاجب ووو) تم تعميمها على الحياة من ذلك الوقت، مما جعل الحياة تسير بنصفها الذكوري وتسكين أو تجميد نصفها الأنثوي.. وليس هذا فحسب بل احتجب الخليفة بوجود الحاجب واحتجب بألقاب واحتجب عن الانتقاد واحتجب من النقص وأصبحت الحياة تدار من خلف حجاب. لنعد إلى اسم المرأة المحتجب، فحين لا تكون المرأة مشاركة في مناشط الحياة يؤدي ذلك بالضرورة إلى عدم ذكر اسمها فهي لا تعمل، ولأن العمل بحاجة إلى تعريف بحاضر (مجسد) حدث مع غيابها عن العمل (الدور) غياب اسمها أيضا.. وتلحظ بقراءة تاريخية أن الزمن الذي يشهد نموا وازدهارا تحضر أسماء نساء ذلك العهد بينما تغيب كلما تدهور عصرها. ربما تكون الفكرة مستعصية على الفهم للوهلة الأولى، وإذا أردنا بسطها لن تكفي هذه الزاوية في شرحها بالاستدلال التاريخي الطويل. وكما سألتك عن عشرة أسماء نسائية في صدر الإسلام في بداية المقال أسألك أن تذكر اسم سيدتين ظهرت في عصر الثورة العربية؟ فكر، لن تستطيع بسهولة ذكر الاسمين. فهل تستطيع أن تجعل لهذه المقارنة معنى؟ وعصر (الحرملك) مثلا هو عصر غياب المرأة (جسدا واسما)، والحرملك هو جمع النساء في مكان لأداء دور واحد فقط من أدوارها المتعددة. وكما تلحظ أيضا فنساء (الحرملك) كان ينادى على الواحدة بصيغة الجمع بينما في صدر الإسلام ينادى على الفرد (بذاته) داخل المجموع فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم يا صفية ويا عائشة ويا فاطمة ويا زينب.. فهل تقبل الآن أن تقول لي ما هو اسم زوجتك؟ متيقن أن الكثيرين سوف يطوحون بي في الهواء، فلا بأس من ذلك لكن علينا أن نتدبر قليلا. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة