أمسية هجرية بنكهة شاعرية ، في موعد مع الشعر والإحساس الراقي واللفظ النبيل وتحليق في فضاءات الخيال وحدائق الفكر ..هكذا أنشدت ليلى العصفور مقدمتها على مسرح نادي الاحساء الأدبي في أمسية شعرية تألقت فيها الشاعرات الاحسائيات ينابيع السبيعي وتهاني الصبيحة وسوزان اليوسف مساء الثلاثاء الماضي. بدأت العصفور بمدخل عن تاريخ الشعر وذكرت أن الشعر في الاحساء قديم كقدمها، عريق كعراقتها ، وقد حفظ التاريخ أسماء عدد كبير من الشعراء في الجاهلية في مقدمتهم طرفة بن العبد ومنهم المرقش الأكبر (عوف بن سعد النهشلي) ، وأضافت ان المرأة أسهمت بنصيب وافر في النشاط الأدبي في العصر الجاهلي ولمعت أسماء بعض الشاعرات المشهورات كالخرنق بنت بدر أخت طرفة بن العبد ، وأم النحيف العبدية . ثم ذكرت أسباب اختفاء الشاعرات في الاحساء حسب ماورد في كتاب الدكتور خالد الحليبي (الشعر الحديث في الاحساء في القرن الرابع عشر الهجري) وتطلعت الى أن تتبوأ المرأة الأحسائية مكانتها الرفيعة في المجتمع . وبعد هذه التلويحة عبر نافذة التاريخ الشعري عرضت ليلى العصفور بطاقة تعريفية لفارسات الأمسية ، ثم صدحت الشاعرات في جولات الشعر التي وزعت على جولتين . بدأت الشاعرة ينابيع السبيعي بقصيدة (أهوى الحروف) ماجئت ابحث عن كنز من الذهب لكنني جئت أروى من الأدب أهوى الحروف التي صيغت ملاطفة من تبر أفئدة تسمو عن الترب ثم قصيدة (بأبي أنت وأمي ) في حب الرسول صلى الله عليه وسلم والتي أجهشت فيها الشاعرة بالبكاء ولم تتمكن من إكمالها وسط تصفيق الجمهور .. ثم قصيدة وجهتها لمن يقول ان الشعر ذكوري بعنوان (القصيدة أنثى) هي القصيدة أنثى لامراء بها فليعلم الجمع أن الشمس لاتقف شمس القصيدة في أبراجها ارتفعت ياقمة المجد نحن الأصل والخلف ثم تألقت الشاعرة تهاني الصبيحة في جولتها حيث أبهرت الجمهور بإلقائها المميز الذي استحوذ على مسامع الحاضرات في قصيدة بمناسبة ذكرى يوم ميلادها الذي تزامن مع موعد الأمسية (خبأت عنك تاريخ ميلادي) لاتسألي الشمع عن تاريخ ميلادي أو السنين التي ضاءت بأعيادي لاتسألي الحب عن مجنون أخيلتي أو وسوساتي التي حطت بأبعادي .. ثم قصيدة رثاء في صديقتها (معصومة ) بعنوان رثاء الورد .. تبكي النخيل عليك والصحراء وتضج في أحزانها الاحساء و تخيط ثوبا للسواد مطرزا بالذكريات فتصرخ الأرجاء وجاء نصيب الشاعرة الهادئة بعذوبة مختلطة بين الشجن والألم والأمل سوزان اليوسف في قصيدة (لوحة مشاعر ) فقدتك فانبرى دمع المحاجر يزلزل أحرفي وسط الحناجر ثم قصيدة (بكاء في موسم الضحك ) تغلي على نار الجراح دمائي وانا أغلف بالسكوت بكائي امتد من بين الحروف قضية وأبث في أذن السطور شقائي وقصيدة (قبل الرحيل ) احسب بقايا ماارتكبت على مداخل مغرياتك وابسط يمينك في دروب الخير بادر في زكاتك .. ثم بدأت الجولة الثانية مع الشاعرة ينابيع السبيعي في قصيدة مهداة لزوجها أبي فهد بعنوان (ياشاعري ما أجملك) .. ثم مجموعة ابتهالات في قصيدة (ربي سألتك) ثم قصيدة (هي الاحساء ) هي الاحساء غنيت الهوى فيها صبابات يميس نخيلها تيها وانقل من سواد العين بهجتها إلى الدنيا عناقيدا على فيها .. ثم كانت حصة الشاعرة تهاني الصبيحة (تلوت عشقك ) ثم قصيدة (يوم ميلادك) الى عذوبة الرحمة في حياتها زوجها أيها القادم من طينة غيبي والمسمى يوسفا حلم لقياك على قلبي يتلو كل حين موقفا .. وقصيدة (أمي العذراء ) وقصيدة ( لاتعتبي ) ثم الشاعرة سوزان اليوسف في قصيدة (سن اليأس) وقصيدة (العراق على خارطة الفراق ) وقصيدة (مرارة الطلق) ثم قصيدة (ياحادي الحب ) أنشدت فاندفعت سيول عواطفي لتمور شعرا صادقا موزونا وازددت فانطلقت رؤيا حمامة ولهى تسابق قلبها المفتونا بعد ذلك أختتمت الأمسية وقدمت الدروع التذكارية للشاعرات وسط حضور نسائي ازدحمت به القاعة الكبرى ، و شهدت الامسية توقيع الشاعرة ينابيع السبيعي على ديوانها لجام القوافي والشاعرة تهاني الصبيحة على روايتها «وجوه بلا هوية» من إصدارات نادي الاحساء الأدبي .