[frame="22 80"] هذا هو زوجي ... الرسالة الخامسة 22- أيها الزوج ... عاطفة المرأة أقوى من عاطفة الرجل ، ومن هنا كان حنوها على أولادها وعلى أبويها وأخواتها أكثر من حنو الرجل أو أشد ظهوراً. ومن هنا أيضاً كان إثارة عاطفتها أسرع من إثارة عاطفة الرجل ، وكان تأثير عاطفتها أقوى حالاً من تأثير عاطفة الرجل ، أما تراها إذا خولفت أو نوقشت ، أو نيل من صفة من صفاتها الخَلقية أو الخُلُقية ، كيف تغضب وتثور ، أسرع مما يفعل الرجل ؟. كذلك إرادة المرأة أضعف تماسكاً من إرادة الرجل ، في أكثر ما تريده المرأة، وما أكثر ما تنسى ما تريد ، وتُعرض عنه إلى غيره ، وما أسرع ما يتغير مرادها ن وما أسرع ما تتراجع عنه . فكن ممن يراعي نفسيتها . 23- أيها الزوج ... قال صلى الله عليه وسلم: (( إن المرأة خُلقت من ضلع لا يستقيم لك على طريقة ن فإن استمتعت بها، استمتعت بها وفيها عوج، وإن ذهبت تقيمها كسرتها، وكسرها طلاقها )).(رواه مسلم) فالرجل عندما يعلم أن المرأة لا يستقيم حالها ومزاجها دائماً، فهو يراعي ذلك في معاملته لها. روي أن رجلاً جاء إلى عمر رضي الله عنه يشكو خُلُق زوجته ، فوقف على بابه ينتظر خروجه ، فسمع امرأة عمر تستطيل عليه بلسانها وتخاصمه ، وعمر ساكت لا يرد عليها ن فانصرف الرجل راجعاً ، وقال: إن كان هذا حال عمر مع شدته وصلابته وهو أمير المؤمنين فكيف حالي؟ن وخرج عمر فرآه مولياً عن بابه فناداه وقال : ما حاجتك أيها الرجل؟ فقال يا أمير المؤمنين : جئت أشكو إليك سوء خلق امرأتي واستطالتها علىَ ن فسمعت زوجتك كذلك فرجعت ، وقلت ك إذا كان هذا هو حال أمير المؤمنين مع زوجته فكيف حالي ، فقال عمر : يا أخي ، إني احتملتها لحقوق لها عليَ، إنها لطباخة لطعامي ، خبازة لخبزي ، غسالة لثيابي ، مرضعة لولدي. 24- أيها الزوج ... قال صلى الله عليه وسلم : (( استوصوا بالنساء خيراً ، فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وكسرها طلاقها، وإن استمتعت بها استمتعت بها وفيها عوج ))(متفق عليه ) وعند ابن حبان بلفظ : (( المرأة كالضلع ، إن أقمتها كسرتها فدارها تعش بها )) ( إسناده حسن ). فأمر النبي صلى الله عليه وسلم هنا بالاستيصاء بالنساء خيراً ، ومعناه أن الحياة لن تستقيم بينهما إلا بذلك ، ثم بيَن النبي صلى الله عليه وسلم علة ذلك ، وهو أن المرأة خلقت من ضلع أعوج لا يكسر وإلا خرب البيت ، وإنما تسير الحياة معها وفيها هذا العوج. 25- أيها الزوج... ليس الزواج مجرد متعة وشهوة ، أو مجرد تأثيث البيت وإعداده ، أو إنجاب الأولاد ن أو مجرد الإنفاق على أهل البيت ، فإن كثيراً من الرجال قادرون على ذلك ويُقدمون عليه ، ولكن الحقيقة الغائبة على الكثير هي أن الزواج حقوق شرعية افترضها الإسلام على كل من الزوجين ن بالإضافة إلى حسن التعامل بينهما. والرجل بصفته القيم على البيت تقع عليه مسئولية أكبر في التعامل مع الزوجة ، فضلاً عن الأسباب التي ذكرناها آنفاً. لهذا فإنه ينبغي على الزوج أن ستقي فن التعامل مع الزوجة من سلوك أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، ولذلك قال تعالى: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ))(الأحزاب:21). إن النساء رياحين خُلقنا لنا *** وكلنا يشتهي شم الرياحين 26- أيها الزوج الغالي... أحرص على ملاطفة الزوجة وتدليها: ومن مظاهر ذلك: نداء الزوجة بأحب الأسماء أو الصفات إليها ، وذلك بتصغير الاسم أو ترخيمه أو نحو ذلك: فقد كان صلى الله عليه وسلم يقول لعائشة رضي الله عنها : (( يا عائش ، هذا جبريل يقرؤك السلام ))( متفق عليه ) قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (( ثلاثة يصفين لك ود أخيك: أن تسلم عليه إذا لقيته، وأن توسع له في المجلس، وأن تدعوه بأحب أسمائه إليه )). التقبيل: عائشة رضي الله عنها قالت: (( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم، ثم تضحك ))( رواه مسلم ) وعند النسائي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: أهوى النبي صلى الله عليه وسلم ليقبلني، فقلت: (( إني صائمة ))، قال صلى الله عليه وسلم: (( وأنا صائم )) ( رواه النسائي ). ولابد أن يعلم الرجل أن التقبيل ليس شهوة فقط، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم، وكانت عائشة رضي الله عنها أيضاً صائمة، ولكنه تقبيل الملاطفة، والدلال والمحبة والألفة، فذلك كله يزرع الحب في القلب. [/frame]