منذ أن خلق الله الأرض ومن عليها لم تحظ دار للعبادة بما حظيت به الكعبة المشرفة من المكانة والتقديس والتشريف، ويعيش المؤمنون أعمارهم وهم يتجهون نحو الكعبة في نهارهم وليلهم مهما بعدوا عنها، فهي التي اختارها الله قبلة لهم يعبدونه بالتوجه إليها، فلا تمر لحظة من عمر الزمن إلا وترى الطائفين حولها يسبحون بحمد الله وتتجه إليها قلوب المسلمين في كل صلاة من كل بقاع الأرض. حول الكعبة تشاهد الآلاف ممن فاز بالقدوم إليها ليخرجوا مكنونات ما في أنفسهم وأسرار قلوبهم إلى الله عند جدرانها أو لحظة الطواف بها أو حتى الوقوف والتأمل فيها. عندها ترى الناس سواء لا فرق بين أسود وأبيض ولا جنسية تفوق أخرى، الكل حولها سواسية ولن ينال مراد من جاءها وفي قلبه كبر أو خيلاء. حين يقف بالإنسان الشوق على باب الكعبة المشرفة، فإن أطيافا كثيرة تحمل تعبيرات مختلفة في مخيلته، وحين تبدأ خطواته تجتاز حدود الأشياء ويعبر حدود المكان لتستقر قريبا من الحجر الأسود، يشعر أن المكان مملوء بروائح العشق، روائح التاريخ، روائح المودة، روائح إيمانية تقودنا إلى تعزيز إيماننا بالله. هنا.. تتسابق المشاعر كما تتسابق الأرواح لتتحد الأبصار صوب الكعبة المشرفة.