نشرت وسائل الإعلام صورة تم التقاطها للحرم المكي الشريف من ارتفاع شاهق في رمضان 1431هجرية، وقد كان عدد المصلين حول الكعبة المقدسة مذهلا بكل ما تحمل الكلمة من معنى، حيث كانت الأعداد مليونية وتقف في صفوف دائرية شديدة الانضباط وتحفها السكينة والخشوع ويملأها الحب والخوف من الإله الخالق. المصور أو المخرج الذي التقط هذه الصورة ومن هذا المكان المرتفع كان ذكيا وموفقا، حيث إنها عكست من جهة حجم الإنجازات في الحرم المكي الشريف التي استطاعت أن تستوعب كل هذه الأعداد الضخمة من المعتمرين والمصلين المتواجدين في مكان وزمن واحد .. ومن جهة أخرى فقد عكست هذه الصورة جمال المنظر وهيبته وبهاءه وروعته، فاللون الأبيض الذي كان يرتديه الرجال قد عانق الكعبة المشرفة وملأ صحن الطواف من كل جهة، وكأن الملائكة قد اجتمعت حول العرش من كل جانب، حيث قال تعالى (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم) أي محيطين بالعرش يعبدون الله ويسبحونه ويقدسونه. وما حال الكعبة وحال الناس حولها إلا كحال الملائكة حول العرش، فالكعبة المشرفة ما هي إلا رمز لعرش الرحمن موضوع لنا على الأرض فقد جاء في عرائس المجالس للثعالبي (إن الله تعالى أوحى إلى آدم أن لي حرما بحيال عرشي، فاذهب إليه وطف به كما يطاف حول عرشي، وصل عنده كما يصلى عند عرشي، فهنالك أستجيب دعاءك) وانطلق آدم من أرض الهند إلى أرض مكة للطواف بالبيت والصلاة عنده كما تطوف الملائكة وتصلي حول العرش، وقد قيض الله له ملكا من الملائكة لكي يرشده الطريق ويهديه الطريقة. هذه الصورة التي عكست إحدى الشعائر الدينية في الإسلام والتي ترمز إلى تجمع عباد الرحمن حول عرشه كانت في قمة الروعة وفي غاية الجمال، ولم يعكر جمال هذا المنظر وروعة هذا الشعور إلا وجود بقعة سوداء صغيرة جدا وسط أمواج اللون الأبيض الذي أحاط بالكعبة وملأ ساحة الطواف .. هذه البقعة الصغيرة التي ظهرت في الصورة كانت هي المساحة المخصصة لصلاة النساء في صحن الحرم، واللون الأسود كان لون العباءات السوداء التي يرتدينها. والحقيقة أن الذي عكر جمال هذا المنظر ليس هو اللون الأسود بحد ذاته، حيث إن اللون الأسود هو لون الكعبة المشرفة أيضا وهو من أكثر الألوان هيبة ووقارا، ولكن الذي عكر روعة وصفاء المنظر هو عدم العدالة في توزيع حجم الأماكن المخصصة للرجال والنساء في صحن الطواف، إذ كيف يجتمع الظلم بحضرة رب العدل وحول العرش ؟؟ .. هذا الأمر ناقشته الكثير من السيدات بمرارة شديدة في المنتديات الثقافية والمواقع الدينية على شبكه الإنترنت، وقد شعرت بمرارة هذا الألم الذي كن يشعرن به فرأيت أن من الواجب نقله للقراء. maanaljarba@ hotmail.com للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 273 مسافة ثم الرسالة.