مهرجان الحمضيات التاسع يستقبل زوّاره لتسويق منتجاته في مطلع يناير بمحافظة الحريق    بلدية محافظة الاسياح تطرح فرصتين استثمارية في مجال الصناعية والتجارية    زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب الفلبين    أمانة القصيم توقع عقد تشغيل وصيانة شبكات ومباشرة مواقع تجمعات السيول    الصين تخفض الرسوم الجمركية على الإيثان والمعادن المعاد تدويرها    المكسيك.. 8 قتلى و27 جريحاً إثر تصادم حافلة وشاحنة    بعد وصوله لأقرب نقطة للشمس.. ماذا حدث للمسبار «باركر» ؟    انخفاض سعر صرف الروبل أمام الدولار واليورو    الفرصة مهيأة لهطول الأمطار على معظم مناطق المملكة    أدبي جازان يشارك بمعرض للتصوير والكتب على الشارع الثقافي    دبي.. تفكيك شبكة دولية خططت ل«غسل» 641 مليون درهم !    ابتسامة ووعيد «يطل».. من يفرح الليلة    رينارد وكاساس.. من يسعد كل الناس    «الجوير».. موهبة الأخضر تهدد «جلال»    رئيس الشورى اليمني: نثمن الدعم السعودي المستمر لليمن    الأردن تدين حرق قوات الاحتلال الإسرائيلي مستشفى كمال عدوان    مكي آل سالم يشعل ليل مكة بأمسية أدبية استثنائية    جازان تتوج بطلات المملكة في اختراق الضاحية ضمن فعاليات الشتاء    مدرب ليفربول لا يهتم بالتوقعات العالية لفريقه في الدوري الإنجليزي    الرويلي يرأس اجتماع اللجنة العسكرية السعودية التركية المشتركة    رينارد: مباراة العراق حاسمة ومهمة للتقدم في البطولة    رئيس هيئة الأركان العامة يلتقي وزير دفاع تركيا    لخدمة أكثر من (28) مليون هوية رقمية.. منصة «أبشر» حلول رقمية تسابق الزمن    "جلوب سوكر" .. رونالدو يحصد جائزة "الهداف التاريخي"    السعودية تقدم دعمًا اقتصاديًا جديدًا بقيمة 500 مليون دولار للجمهورية اليمنية    البيت الأبيض: المؤشرات تؤكد أن الطائرة الأذربيجانية سقطت بصاروخ روسي    مدرب قطر يفسر توديع كأس الخليج    القبض على أطراف مشاجرة جماعية في تبوك    «سلمان للإغاثة» يوزع 526 حقيبة إيوائية في أفغانستان    ضبط 3 مواطنين في نجران لترويجهم (53) كجم "حشيش"    وزير «الشؤون الإسلامية»: المملكة تواصل نشر قيم الإسلام السمحة    خطيب الحرم: التعصب مرض كريه يزدري المخالف    مآل قيمة معارف الإخباريين والقُصّاص    الصندوق السعودي للتنمية يموّل مستشفى الملك سلمان التخصصي في زامبيا    مهرجان الرياض للمسرح يبدع ويختتم دورته الثانية ويعلن أسماء الفائزين    أميّة الذكاء الاصطناعي.. تحدٍّ صامت يهدد مجتمعاتنا    عبقرية النص.. «المولد» أنموذجاً    مطاعن جدع يقرأ صورة البدر الشعرية بأحدث الألوان    99.77 % مستوى الثقة في الخدمات الأمنية بوزارة الداخلية    إحالة 5 ممارسين صحيين إلى الجهات المختصة    نائب أمير مكة يفتتح ملتقى مآثر الشيخ بن حميد    «كليتك».. كيف تحميها؟    3 أطعمة تسبب التسمم عند حفظها في الثلاجة    ليندا الفيصل.. إبداع فني متعدد المجالات    فِي مَعْنى السُّؤَالِ    دراسة تتوصل إلى سبب المشي أثناء النوم    ثروة حيوانية    تحذير من أدوية إنقاص الوزن    ضرورة إصدار تصاريح لوسيطات الزواج    5 مشاريع مياه تدخل حيز التشغيل لخدمة صبيا و44 قرية تابعة لها    رفاهية الاختيار    اختتام دورات جمعية الإعاقة السمعية في جازان لهذا العام بالمكياج    وزير الدفاع وقائد الجيش اللبناني يستعرضان «الثنائية» في المجال العسكري    وزير الخارجية يصل الكويت للمشاركة في الاجتماع الاستثنائي ال (46) للمجلس الوزاري لمجلس التعاون    حلاوةُ ولاةِ الأمر    بلادنا تودع ابنها البار الشيخ عبدالله العلي النعيم    منتجع شرعان.. أيقونة سياحية في قلب العلا تحت إشراف ولي العهد    نائب أمير منطقة مكة يطلع على الأعمال والمشاريع التطويرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



null
نشر في عكاظ يوم 08 - 11 - 2010

أكد الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي أن موسم الحج شعيرة للعبادة وذكر الله فقط، ولا علاقة له بالسياسة، مقرا في حوار شامل مع «عكاظ» في مقر الأمانة العامة لمنظمة المؤتمر الإسلامي في جدة، أن المنظمة ترفض كليا أية محاولة لتسييس الحج وإخراجه من مضامينه الروحية، فهو عبادة صرفة لله وحده لا شريك له.
واسترسل أن الأمة الإسلامية تقدر عاليا الدور الذي يضطلع به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتمكينهم من أداء مناسكهم بتؤدة، سكينة، ويسر.
وأشاد أوغلي بما يتولاه الملك عبدالله من دعم وتعزيز للعمل الإسلامي المشترك، موضحا أنه مستمر وحريص على وأد الخلافات التي تطرأ بين بعض الإخوة من حين لآخر، ونصرة قضايا الأمة الإسلامية العادلة في السر والعلن، فضلا عن حرصه إرساء الأمن والاستقرار في العالمين الإسلامي والعربي.
واعترف أن العالم الإسلامي يمر بأزمات خانقة ويعيش واقعا صعبا من أخطر ما تعرض له منذ قرون طويلة. وهو الواقع الذي يستدعي تضافر كل الجهود لمواجهة التحديات القديمة والجديدة التي تحاصرنا، وتتطلب تكاتف كل قواه.
وبين أن المنظمة أصبحت شريكا استراتيجيا مهما للأمم المتحدة، مشيرا إلى أنها تمكنت من خلق كتلة تصويتية كبرى في منظمة الأمم المتحدة، إذ أصبحت، بوصفها كيانا إسلاميا، تضطلع بدور مهم في مجال الدبلوماسية الوقائية وفض النزاعات.
واعتبر الأمين العام للمنظمة أن عملية السلام في الشرق الأوسط لم تزل منذ عقود رهينة التجاذبات الداخلية الإسرائيلية بين الأحزاب التي يستغلها ساسة الاحتلال للمماطلة واغتصاب مزيد من الأراضي الفلسطينية عن طريق الاستمرار في بناء المستوطنات.
فإلى فحوى الحوار:
خدمات الحج متميزة
• ونحن على مشارف موسم الحج، كيف يمكن تفعيل دور المنظمة في توعية الحجاج القادمين لأداء الفريضة؟
في الواقع أن تنظيم موسم الحج لا يندرج ضمن جدول أعمال الأمانة العامة للمنظمة، وهو أمر يعود إلى صلاحيات المملكة. لكننا نتابع ونلاحظ أن السلطات السعودية تبذل جهودا جبارة لتحسين الظروف المرافقة لكل موسم حج، ونحن على يقين تام أن حكومة خادم الحرمين الشريفين لم ولن تألو جهدا في تسخير كل إمكانياتها لتسهيل مهمة الحجيج وتمكينهم من أداء مناسكهم بيسر وسهولة. ونحن نشاهد الإنجازات في كل عام، وأعتقد أن مايضطلع به الملك عبدالله بن عبدالعزيز من تطوير في المشاعر المقدسة يحتاج إلى كتب لرصده وتدوينه، ولكن الذي أستطيع تأكيده أن الأمة الإسلامية تنظر بكل فخر واعتزاز للجهود التي يبذلها خادم الحرمين لخدمة ضيوف الرحمن.
نرفض تسييس الحج
• هناك البعض الذين يحاولون تسييس فريضة الحج وإخراجها من دائرة الشعيرة إلى دائرة السياسة، ماهي رؤيتكم في هذا الصدد؟
الحج شعيرة وعبادة، وليس له علاقة بالسياسة. ونحن نرفض كليا تسييس الحج لأن الفريضة هي عبادة خالصة لله وحده لاشريك له، وأية محاولة لتسييس الحج مرفوضة ولن نقبل بها.
دور فاعل للملك عبدالله
في تعزيز العمل الإسلامي
• لم يزل صدى دعوة الملك عبدالله بن عبدالعزيز لحوار الحضارات في الغرب يلقى قبولا في المحافل العالمية والإسلامية، ما هي الآلية الأمثل لتفعيل هذه الدعوة، وكيف تنظرون إلى الدور الذي يضطلع به الملك عبدالله في دعم وتعزيز العمل الإسلامي المشترك وإرساء الأمن والاستقرار في العالمين العربي والإسلامي؟
حقيقة أن الدعوة التي أطلقها الملك عبدالله بن عبدالعزيز جاءت في وقتها، إذ تنتشر في العالم اليوم الخلافات التي تمس الديانات. ويتعرض الإسلام لهجمة شرسة لا مثيل لها في التاريخ، في نطاق ظاهرة ال «إسلاموفوبيا». وقد تبنت الأمم المتحدة مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحظيت بقبول عالمي واسع النطاق. ونحن نتمنى أن تستحدث أذرعة نشطة لهذه المبادرة مستقبلا للحفاظ على ديمومتها، وصولا إلى وضع تحترم فيه الديانات، ويكف المتطرفون عن الإساءة للمعتقدات. وهذا يتطلب جهدا إسلاميا متضامنا من قبل الدول الإسلامية، ومن جانب المنظمات الدولية التي تعمل على نشر ثقافة حوار الحضارات، وفي طليعتها تحالف الحضارات الذي تتبناه الأمم المتحدة.
وخادم الحرمين له دور جوهري واستراتيجي ورئيسي في دعم وتعزيز العمل الإسلامي المشترك، ولا يألو جهدا في هذا الشأن، فهو حريص على مصالح الأمة، وصاحب أياد بيضاء في مجالات عدة، تبدأ بمحاربة الفقر عن طريق المبادرات السخية، واستمراره في وأد الخلافات التي تطرأ بين بعض الإخوة بين حين وآخر، وتنتهي بالدفاع عن الحق الفلسطيني، وقضايا الأمة الإسلامية العادلة في السر والعلن بهدف تكريس الأمن والاستقرار في العالم والمجتمع الإسلامي والعربي.
مبادرة قيمة للعراقيين
• كيف تقرأون دعوة الملك عبدالله للتيارات العراقية للاجتماع في الرياض بعد موسم الحج لحل معضلة تشكيل الحكومة؟
نحن نرحب بالمبادرة القيمة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والتي دعا من خلالها المسؤولين السياسيين العراقيين للاجتماع في الرياض بعد موسم الحج المبارك للسعي لحل كل المعضلات التي تواجه تشكيل الحكومة العراقية وتوحيد الصف، وإبعاد شبح الخلافات، وإطفاء نار الطائفية البغيضة. كما أننا نشيد بهذه المبادرة لما تعكسه من حكمة وبعد نظر لخادم الحرمين الشريفين، وبسعيه المتواصل في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وحرصه على الحفاظ على وحدة العراق ودعم شعبه بكل طوائفه ومكوناته. وندعو كل الفرقاء السياسيين العراقيين للتجاوب مع هذه المبادرة الخيرة التي تعتبر فرصة تاريخية للعراقيين للجلوس على طاولة الحوار وحل جميع قضاياهم.
العالم الإسلامي يمر
بمنعطف خطير
• في ظل الأزمات المستحكمة التي يمر بها العالم الإسلامي، فمن التشرذم الذي يعتري جسد الأمة، وتدهور أحوال المسلمين في أوروبا والغرب عموما إلى الكوارث الطبيعية والاقتصادية والحملات على الإسلام، هل لنا أن نقف على ماهية تحرك المنظمة؟
يعيش العالم الإسلامي في هذه الفترة واقعا صعبا يكاد يكون من أخطر ما تعرض له منذ قرون طويلة. وهذا الواقع يستدعي تضافر كل الجهود لمواجهة التحديات القديمة والجديدة التي تحاصر العالم الإسلامي. وتتطلب هذه الجهود تكاتف كل قوى العالم الإسلامي وحكوماته ورجالاته؛ نظرا لتشعب هذه التحديات واستشراء سلبياتها في كل مساحات العمل السياسي، الاقتصادي، الثقافي، الاجتماعي، العلمي، الديني، وغير ذلك.
وحقيقة الأمر، أن المنظمة تضطلع في خضم هذه الظروف البالغة الصعوبة بدور مهم باعتبارها البيت الجامع للمسلمين، والمجال الذي يتدارسون فيه شؤونهم، ويقررون منه ما ينبغي عليهم عمله لمجابهة ما يتعرضون له. فدور المنظمة حاضر على الدوام في قلب الحدث، ولم تتقاعس يوما عن القيام بواجبها، ولم تتنصل عن دورها على الإطلاق، وإنما زادها هذا الواقع الصعب تصميما على تحمل واجباتها الإسلامية والمصيرية لخدمة العالم الإسلامي، وخدمة المسلمين أينما كانوا. وكما تعلمون، فإن المنظمة قد شهدت إصلاحات في السنوات الست الأخيرة، وأعيدت كتابة ميثاقها بما يتماهى مع متطلبات العصر الحديث، وصارت لها رؤية شاملة واسعة تتجاوز الدور المحدود الذي أنيط بها عام 1970 لدى إنشائها. إن المنظمات تعكس دائما قوة أعضائها وتضامنهم وتماسكهم، وهذا ما نعمل حاليا على تثبيته ودعمه في مجالات عديدة.
المطلوب العمل والتخطيط
• إذن، ما هو تقييمكم بصراحة للأوضاع في العالم الإسلامي، وهل نحن في حاجة إلى منقذ للأمة من التشرذم والتقهقر والانقسامات؟
ليس هناك شك أن الوضع في العالم الإسلامي يدعو إلى القلق، وما زالت المؤثرات العديدة التي تظهر الحالة الصعبة العامة للعالم الإسلامي كحالة غير مسبوقة وغير مرضية إذا ما قورنت بالأمم الأخرى، لأنها تبرز التأخر الكبير في مجالات الحياة المختلفة. والأمور لا تصلح بتمني قدوم المنقذ، ولكن بالتخطيط والتنفيذ والعمل، والتضامن وإصلاح الذات. ورغم هذه الصورة القاتمة، فإن هناك دلالات عديدة أصبحت تبشر ببداية إصلاح نوعي على مستوى العمل الإسلامي المشترك الذي نسعى جاهدين لتطويره، والذي يتمثل في خطة العمل العشرية للعالم الإسلامي التي أقرت في قمة مكة الاستثنائية عام 2005، إذ وضعت برامج عديدة لإصلاح البيت الإسلامي من جميع جوانبه، واتسمت بالواقعية، وبالجرأة في الانعتاق من عوامل التخلف التي هيمنت على العالم الإسلامي في العقود الأخيرة.
إنجاح الخطة العشرية
• بصراحة وشفافية، هل أنتم راضون عن هذا الوضع، ومتى ستستخدمون «عصاكم السحرية»؟
بطبيعة الحال لسنا راضين عن الوضع الراهن في العالم الإسلامي. ونحن نبذل قصارى جهدنا لتغيير هذا الواقع. وهذه مهمة صعبة، وتحتاج إلى تكاتف كل قوى العمل في العالم الإسلامي، والعصا السحرية إذا جاز استخدام هذا التعبير الذي تفضلتم به هذه الوسيلة التي نستخدمها تتلخص فيما يصدر عن دولنا الإسلامية مجتمعة من مبادرات وبرامج في مختلف المجالات في اجتماعاتنا على مستوى القمة أو على المستوى الوزاري، وهي تمهد لإصلاح جوهري سيعزز أركان العمل الإسلامي المشترك الذي خطا في السنوات الست الأخيرة خطوات جادة. ونحن الآن بصدد تدارس ما تم إنجازه في السنوات الخمس الأخيرة من متطلبات خطة العمل العشرية في منتصف دورتها لتصحيح مسار هذا الإصلاح، وتقويمه وتعزيزه، ويعتبر برنامج العمل العشري الذي أقر في قمة مكة الاستثنائية في ديسمبر 2005 منهاجا متكاملا لنهضة العالم الإسلامي وتطوره، ولذلك فإننا نبذل جهودنا في تطبيقه على مستوى الأمانة العامة، كما لا ندخر وسعا في تشجيع الدول الأعضاء في المنظمة على تطبيق ما هو مطلوب منها في هذا المجال، وعلى العموم، فإننا متفائلون أن الجميع متجه لإنجاح هذا البرنامج العشري.
وهنا، إننا نقول العكس، فدور المنظمة الآن أكثر فعالية عما كانت عليه طيلة تاريخها، لقد أصبحت المنظمة اليوم منظمة دولية بامتياز، وأصبح القاصي والداني في العالم يشهد ببروزها على الساحة الدولية ككيان رصين ذي مصداقية، وكمخاطب لا يمكن الاستغناء عنه على النطاق الدولي.
كتل تصويتية
في الأمم المتحدة
• ولكن البعض يرى أن دور المنظمة تجاه بعض القضايا لا يزال دون المستوى المطلوب، كيف تردون؟
في معالجة قضايا العصر، ويكفي في هذا المجال أن أستشهد بما ذكره الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون أخيرا، من أن المنظمة أصبحت شريكا استراتيجيا مهما لمنظمة الأمم المتحدة. وفعالية المنظمة تظهر بوضوح في دورها على المستوى الدولي، وعلى مستوى اتخاذ القرارات الكبرى في المحافل الدولية، لقد تمكنا من خلق كتلة تصويتية كبرى في منظمة الأمم المتحدة وفروعها المختلفة تصل إلى 57 صوتا، وهذه قوة لا تجاريها فيها أية مجموعة أخرى في الأمم المتحدة. لقد نجحنا في أن نوحد أعضاء منظمتنا للتصويت بشكل جماعي، ما أعطانا قوة أصبحت مثار خشية الآخرين بمن فيهم القوى الغربية، وبهذا أصبحت موافقة المجموعة الإسلامية على أي قرار مهم أمرا ضروريا، خصوصا إذا كان له أية علاقة بالإسلام أو المسلمين، وبدون هذه الموافقة فإنه يصعب تمرير أي قرار، وفي هذا إنجاز كبير له مفعوله الحاسم في أروقة المنابر الدولية، وهذا مثل واضح إيجابي واحد لما عملنا على إنجازه بصبر وجهد كبير في السنوات الخمس الأخيرة.
الوجه المضيء للعالم الإسلامي
• المنظمة هي الوجه السياسي المضيء للعالم الإسلامي، حدثونا عن أهم الإنجازات السياسية خلال السنوات الماضية، وحدثونا أيضا عن الإخفاقات التي حدثت في الفترة السابقة؟
لقد أحسنتم التشبيه بأن ذكرتم أن منظمة المؤتمر الإسلامي هي الوجه المضيء للعالم الإسلامي، ولم يجانبكم الصواب، إننا نحمل على أكتافنا هموم العالم الإسلامي بكل ثقلها ومصاعبها، ونعمل من داخل العالم الإسلامي كما نعمل من خارجه، وندافع عن المسلمين أمام الحملات المناوئة لهم، ونرعى شؤون المسلمين في المهاجر، وندافع عن حقوقهم وقضاياهم. لقد أفلحنا في السنوات الأخيرة على حمل الجمعية العامة للأمم المتحدة إصدار قرارات تناهض تشويه صورة الأديان، وفي طليعتها الدين الإسلامي، رغم تكاتف كل القوى المعادية ضدنا، واستصدرنا، على مستوى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قرارات مهمة تناولت في المدة الأخيرة إرسال هيئة تقصي الحقائق للتحقيق في جرائم الحرب التي اقترفتها إسرائيل في غزة، وكذلك للتحقيق في حادثة الاعتداء على أسطول الحرية، رغم معارضة الغرب، وحرصنا على الموافقة على تقريره الذي كان اتهاما دامغا لساسة إسرائيل واتهامهم باقتراف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وما زلنا نتابع هذا الأمر في المحافل الدولية.
دبلوماسية وقائية
• كيف يمكن تفعيل قرارات المنظمة وإخراجها من إطار إصدار بيانات الشجب والاستنكار، ولماذا تفتقر المنظمة إلى صناعة القرار واتخاذه في الوقت المناسب، وهل هناك التزام كامل من الدول لدفع مستحقاتها المالية للمنظمة؟
منذ انعقاد القمة الاستثنائية الثالثة في مكة المكرمة وما تمخض عنها من قرارات تاريخية، أبدت الدول الأعضاء إرادتها السياسية لتنفيذ ما صدر عن القمم الإسلامية، وعن اجتماعات مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في الدول الأعضاء. وفي إطار الرؤية الجديدة التي نص عليها الميثاق الجديد للمنظمة، وما يتضمنه برنامج العمل العشري من أحكام وبنود، واستحدثت لجنة تنفيذية عقدت سلسلة من الاجتماعات لتدارس جملة من القضايا الملحة في العالم الإسلامي. كما أن المنظمة تضطلع بدور مهم في مجال الدبلوماسية الوقائية وفض النزاعات، حين أصبحت شريكا استراتيجيا في هذين المجالين على الصعيد الدولي.
أما فيما يتصل بالالتزامات المالية للدول الأعضاء، فمع تزايد نشاطات المنظمة ومشاركاتها المتعددة في محافل إقليمية ودولية من المستوى الرفيع، وتنامي حضورها على الساحة الدولية، باتت الدول الأعضاء تلتزم بدفع مساهماتها المالية في موعدها وبشكل منتظم، ولم تعد هناك مشكلة مالية.
أداؤنا يتحسن
فلسطين، السودان، الصومال، أفغانستان، العراق، باكستان، وملفات أخرى مزمنة مطروحة على أجندة المنظمة منذ عقود، هل هناك خريطة طريق وبوصلة واضحة لدى المنظمة للتعامل مع هذه القضايا؟
لقد شهد عمل وأداء المنظمة تحسنا ملحوظا يلمسه كل من يهتم أو يتابع التطورات في العالم الإسلامي؛ فمنذ اعتماد الميثاق الجديد وبرنامج العمل العشري، تبنت المنظمة رؤية جديدة وتجديدية تقوم على تعزيز التنسيق بين الدول الأعضاء وعلى التعاطي بشكل فاعل مع مجموعة من الملفات الساخنة التي تؤرق الأمة الإسلامية. ولهذا السبب شكلت لجنة تنفيذية تتولى مهمة معالجة هذه القضايا وتطوير شراكة مع أبرز المنظمات الإقليمية والدولية، كما جرى تعزيز دور الأمين العام للمنظمة في مجال منع نشوب النزاعات وفضها وبناء السلام. وعلى اعتبار أن عملية فض النزاعات تنطوي على تعقيدات كبيرة، فإننا في المنظمة نعمل في إطار التعاون مع مجموعة من المنظمات الإقليمية والدولية للاضطلاع بدور بناء وملموس.
ماضون في الإصلاح
• مشروع إصلاح المنظمة إلى أين وصل، وما الذي تحقق أصلا في هذا المشروع؟
تعرفون أن مشروع الإصلاح انطلق عقب قرار صدر عن القمة الاستثنائية الثالثة التي احتضنتها مكة المكرمة، وهو القرار الذي دشن فعليا عهدا جديدا في عمل المنظمة، وقد حققنا الكثير في إطار برنامج العمل العشري الذي بلغ منتصف مدته، علما أن العديد من الدول الأعضاء قد وقعت وصادقت على هذا البرنامج الطموح. كما أن عملية إعادة هيكلة الأمانة العامة للمنظمة متواصلة، لكن أبرز ما أنجزناه على مستوى الأمانة العامة يتجسد في استحداث أجهزة جديدة تابعة للمنظمة، مثل: الهيئة الدائمة المستقلة لحقوق الإنسان. كما أنشأنا إدارة لشؤون الأسرة، بالإضافة إلى اعتماد ميثاق جديد، وتأسيس كيان خاص بالمرأة، إنشاء جهاز لأبحاث العلوم والتكنولوجيا والابتكار العلمي، وفتح مكاتب في الخارج مثل: مكتب بغداد، كابل، ومكتب بروكسل لدى الاتحاد الأوروبي. وكل ذلك يندرج ضمن مساعينا لرفع قدرات الأمانة العامة وتعزيز أدائها.
الأقليات في دائرة الاهتمام
• الأقليات المسلمة هل تحظى بالاهتمام داخل المنظمة أم هي في ذيل الاهتمام؟
إن موضوع الجماعات والمجتمعات المسلمة في الدول غير الأعضاء يحظى باهتمام خاص من المنظمة، ونتابع عن كثب مختلف المستجدات التي تمس حياة المسلمين في الدول غير الأعضاء، إذ أننا حققنا اختراقات مهمة فيما يتعلق بتسوية النزاع بين المسلمين في جنوب الفلبين والحكومة الفلبينية، وكذا ملف المسلمين في تايلاند، ولقد أصبح قسم الأقليات في المنظمة من أنشط الأقسام، خاصة بعد استقطاب طاقات بشرية ذات مستوى مهني وأكاديمي عال.
أوباما والعالم الإسلامي
• دعا الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه التاريخي الذي ألقاه في القاهرة العام الماضي إلى تصويب النظرة حيال الإسلام، هل تفاعلتم مع هذه الدعوة وكيف، وما هي انعكاسات هذا التفاعل، حيث انقسمت المواقف حول دعوة الرئيس أوباما بين مؤمن بمصداقيته، وآخر يراها شعارات، فما هي نظرتكم لما بعد الخطاب وفشل أوباما من تحقيق الحد الأدنى من رؤيته إزاء العالم الإسلامي؟
لقد تفاعلنا مع الرئيس الأمريكي أوباما في خطابه التاريخي، بل كنا قد استبقنا هذا الخطاب بأن بعثنا له رسالة مفتوحة نشرت في صحيفتي نيويورك تايمز وهيرالد تريبيون في أول يوم لتقلده منصب الرئاسة، وطلبنا منه أن يفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي، وأن يخص مشكلات الشرق الأوسط بعنايته، ووعدناه بالتعاون في هذا المجال، وكانت جهودنا قبل ذلك قد أفلحت في ربط علاقات مع البيت الأبيض، حين عين الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش مبعوثا خاصا له مع منظمتنا، وقد سار الرئيس أوباما على خطى سابقه بأن عين مبعوثا خاصا له معنا. ونعمل الآن من خلال قنوات الاتصال التي أنشأناها على الاستمرار في تعزيز العلاقات مع البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية لفائدة خدمة مصالح عالمنا الإسلامي. ومن الضروري أن نشير إلى أن هيلاري كلينتون قد جاءت لزيارتنا في مقر المنظمة في جدة، وعقدت معنا جلسة عمل مكثفة وطويلة في سابقة لا نظير لها في تاريخ المنظمة.
جونز تصرف بغير مسؤولية
• كنتم أول من أدان دعوة القس تيري جونز لإحراق المصحف، كيف قرأتم هذا السلوك، وهل من تحرك لدرء مثل هذه المواقف مستقبلا؟
سلوك القس تيري جونز لإحراق المصحف سلوك رجل يتصرف بغير مسؤولية بهدف الشهرة، وهو رئيس كنيسة صغيرة جدا لا أحد يأبه بها، وينبغي تجاهله، وما نادى به يتنافى مع القيم المسيحية وقيم العصر الحديث، وكان مثار استهجان العالم والشعب الأمريكي. ومثل هذا التصرف الأرعن لا يمكن التنبؤ به، ولكن رد الفعل الرسمي والشعبي في الولايات المتحدة كان ردا مسؤولا، فكان تصرفه موضع الإدانة والاستنكار.
• ننتقل إلى المنطقة العربية، ما هي رؤيتكم لعملية السلام في المنطقة، وهل علينا كأمة إسلامية متشرذمة ومبعثرة القبول بالسلام المنقوص، وإذا كانت الإجابة لا، فهل نملك أدوات حقيقية لمواجهة التطرف الليكودي؟
عملية السلام في الشرق الأوسط ما زالت منذ عقود رهينة التجاذبات الداخلية الإسرائيلية بين الأحزاب السياسية التي يستغلها الساسة الإسرائيليون للمماطلة واغتصاب مزيد من الأراضي الفلسطينية عن طريق الاستمرار في بناء المستوطنات. وفي الماضي لم يمكن الوصول إلى تفاهم بين الفلسطينيين والأحزاب الإسرائيلية المعتدلة (إن صح التعبير)، فكيف يمكن التقدم مع حكومة إسرائيلية مشكلة من أكثر الأحزاب الإسرائيلية تطرفا وغلوا. ولا أعتقد أنه سيكون بالإمكان التوصل إلى تفاهم مع حكومة الليكود المتطرفة العنصرية.
الأمر في الشرق الأوسط ينبغي ألا يستمر على هذه الشاكلة، بل ينبغي تعديل المسار، ومحاولة الرجوع إلى مجلس الأمن لاتخاذ قرار بخلق الدولة الفلسطينية والاعتراف بها دوليا ودعمها بشتى الوسائل من قبل الرباعية والمجتمع الدولي لتكون دولة قابلة للحياة. والمهم أن نستخلص أن كل المبادرات السلمية التقليدية للتفاهم مع قادة إسرائيل قد أثبتت فشلها، وآن الأوان لتغيير هذا النسق التقليدي الذي أثبت فشله، وفتح صفحة جديدة من التعامل مع هذه القضية بمنطق جديد.
كسر حصار غزة
• دعوتم إلى تجاوز خطابات الإدانة في رفع الحصار عن غزة، هل من آلية لتفعيل هذه الدعوة أم أن هذه الدعوة انتهت بمجرد نشرها في الصحف؟
يعتبر موضوع الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة من أهم البنود المدرجة على جدول أعمال المنظمة، وقد عقدت اللجنة التنفيذية للمنظمة عدة اجتماعات وزارية حول هذا الموضوع، وقررت كسر الحصار الإسرائيلي الجائر على قطاع غزة وإيصال المساعدات إلى سكان القطاع المحاصر، وتم بالفعل تسيير قوافل إغاثة عديدة إلى القطاع.
الصراع العربي الإسرائيلي بؤرة التوتر
• ما الحل من وجهة نظركم للصراع العربي الإسرائيلي، وهل القبول بالحد الأدنى هو الأفضل، بدلا أن ننتزع الأكثر من الأدنى؟؟
الصراع العربي الإسرائيلي هو بؤرة التوتر وبوابة السلام والاستقرار الدوليين، لذلك فإن من الأهمية بمكان إيجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، وفق مقررات الشرعية الدولية باعتبارها تشكل أساسات قوية وراسخة حتى يبقى الحل المنشود مصونا وثابتا وقابلا للحياة.
كما هو معروف، فإن منظمة المؤتمر الإسلامي تعتبر المسألة الفلسطينية هي القضية الرئيسة، وتقدم الدعم تعزيزا لصمود الشعب الفلسطيني ومساندته حتى تحقيق تطلعاته لبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وهناك إجماع بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي على أن إسرائيل ملزمة بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، والتي تنص على الانسحاب الكامل من كافة الأراضي العربية المحتلة منذ عام 1967م. ونحن في المنظمة أعلنا تبنينا للمبادرة العربية للسلام، ونعتقد أنها تشكل الإطار الملائم لتحقيق حل يحظي بقبول الفلسطينيين والعرب والمسلمين. كما أننا ندعم الجهود التي تهدف إلى تحقيق السلام الدائم والشامل وتضمن للشعب الفلسطيني نيل حقوقه الثابتة غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
الاعتراف بالدولة
اليهودية توجه عدواني
• الاعتراف بالدولة اليهودية مطلب إسرائيلي، ماذا يعني ذلك للمنظمة وللعالم الإسلامي عموما، وكيف تنظرون لخطورة هذا الطرح؟
إن طرح هذا الموضوع في هذا الوقت له دلالات خطيرة لا نقبل بها. إنه يحمل في طياته توجها عنصريا وعدوانيا يستهدف الفلسطينيين داخل الخط الأخضر بالدرجة الأولى، ويستهدف وجودهم وحقوقهم الطبيعية، ويسعى إلى تسهيل طردهم من أرضهم، علما بأنهم أصحاب الأرض الأصليون وموجودون فيها منذ آلاف السنين وقبل قيام إسرائيل. كما أنه يعد انقضاضا على حقوق اللاجئين الفلسطينيين الثابتة، بما فيها حق العودة. كما ينطوي هذا الطرح على محاولة لفرض الإملاءات والشروط قبل الشروع في مفاوضات السلام ومحاولة للتهرب من استحقاقاتها. إن موقفنا بهذا الشأن لا يقبل التأويل، وهو موقف يقوم على رفض هذا الطرح بالمطلق، وفي نفس الوقت تقديم كل الدعم للجانب الفلسطيني في وجه المساعي الإسرائيلية الرامية إلى فرض هذا الطرح أو ترويجه.
الأزمة النووية الإيرانية
• في الشأن الإيراني، لا بد أن لكم موقفا من الملف النووي الإيراني، هل لنا أن نعرف كيف تقيمون هذه المسألة؟
بالنسبة للموقف من الملف النووي الإيراني، هناك قرارات صادرة من الدول الأعضاء في المنظمة تؤكد على حق جميع الدول في حيازة الطاقة النووية لأغراض سلمية. وقد عبرت المنظمة عن ذلك الموقف في أكثر من مناسبة، وتأمل في أن يتم حل الخلافات المتعلقة بالملف النووي الإيراني عبر الوسائل الدبلوماسية والحوار البناء.
لا حل عسكريا للملف الأفغاني
• وعلى صعيد الشأن الأفغاني، هل لدى المنظمة استعداد لاستضافة الحوار بين طالبان وحكومة كرزاي، وما هي أسباب ابتعاد المنظمة عن الملف الأفغاني ولعبها دور المتفرج فقط؟
أولت المنظمة منذ وقت طويل، ومنذ عقد الثمانينيات من القرن المنصرم، اهتماما خاصا بالأوضاع في أفغانستان. وقتها كانت العديد من الجهات والأطراف، سواء الإقليمية أو الدولية، قد تخلت عن أفغانستان. ومنذ عام 2005 أصبح للمنظمة حضور بارز في كل ما يرتبط بالملف الأفغاني، سواء أتعلق الأمر بعملية إعادة البناء أو المساعدة والدعم الإنساني. كما أن المنظمة اعتمدت أخيرا قرارا بتعيين ممثل للأمين العام معني خصيصا بقضية أفغانستان. وأود أن أذكر هنا بموقف المنظمة الثابت بأن الحل العسكري غير مجد وغير قابل للاستدامة في أفغانستان. ونحن ندعم مساعي الرئيس حامد كرزاي الرامية إلى تحقيق المصالحة الوطنية، ونتطلع إلى لعب دور محوري في هذه العملية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.