«حرس الحدود» بينبع يحبط تهريب (3.6) كجم "حشيش"    نائب أمير الشرقية يعزي أسرة الثميري في وفاة والدتهم    وزارة الحج والعمرة تحذر من محاولة الحج بلا تصريح    خطباء المملكة الإسراف في الموائد منكر وكسر لقلوب الفقراء والمساكين    اكتشاف نقوش ورسوم صخرية تعود إلى ما قبل الميلاد في محمية الملك عبدالعزيز الملكية    روبي ويليامز: طلبات التقاط الصور الذاتية تصيبني ب «الذعر»    وزير الصحة يزور الوكالة الدولية لأبحاث السرطان في مدينة ليون    إمام المسجد الحرام: الدنيا دار ابتلاء والموت قادم لا محالة فاستعدوا بالعمل الصالح    موعد مباراة الاتحاد القادمة بعد الخسارة أمام الفتح    وزارة الرياضة ومجمع الملك سلمان للغة العربية يطلقان "معجم المصطلحات الرياضية"    خالد بن محمد بن زايد يشهد حفل افتتاح متحف "تيم لاب فينومينا أبوظبي" للفنون الرقمية في المنطقة الثقافية في السعديات    تشكيل النصر المتوقع أمام القادسية    مبادرة "نبض إنسان" تواصل جهودها التوعوية    إمام المسجد النبوي: التوحيد غاية الخلق وروح الإسلام وأساس قبول الأعمال    تعاون بناء بين جامعة عفت واتحاد الفنانين العرب    محافظ صامطة يلتقي قادة جمعيات تخصصية لتفعيل مبادرات تنموية تخدم المجتمع    جامعة شقراء تنظم اليوم العالمي للمختبرات الطبية في سوق حليوة التراثي    صعود مؤشرات الأسهم اليابانية    إعاقة الطلاب السمعية تفوق البصرية    مرصد حقوقي: المجاعة وشيكة في غزة ومليون طفل يعانون سوء تغذية حاد    مجلس الأمن يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار وعملية سياسية شاملة في السودان    رسوم ترمب الجمركية ..التصعيد وسيناريوهات التراجع المحتملة    "ريمونتادا" إعجازية تقود مانشستر يونايتد لنصف نهائي الدوري الأوروبي    توتنهام يتغلب على أينتراخت فرانكفورت    قتيلان في إطلاق نار في جامعة في فلوريدا    النفط يسجل زيادة بأكثر من 3 بالمئة    ممتاز الطائرة : الأهلي يواجه الاتحاد .. والابتسام يستضيف الهلال    نائب وزير الخارجية يستقبل وكيل وزارة الخارجية الإيرانية    في توثيقٍ بصري لفن النورة الجازانية: المهند النعمان يستعيد ذاكرة البيوت القديمة    الغزواني يقود منتخب جازان للفوز بالمركز الأول في ماراثون كأس المدير العام للمناطق    انطلاق مهرجان أفلام السعودية في نسخته ال11 بمركز إثراء    وزير الدفاع يلتقي أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني    نائب أمير منطقة جازان يضع حجر أساسٍ ل 42 مشروعًا تنمويًا    عبدالعزيز المغترف رئيساً للجنة الوطنية لمصانع الابواب والألمنيوم في اتحاد الغرف السعودية    نائب أمير جازان يرأس الاجتماع الرابع للجنة الإشرافية للأمن السيبراني    معرض اليوم الخليجي للمدن الصحية بالشماسية يشهد حضورا كبيراً    24 ألف مستفيد من خدمات مستشفى الأسياح خلال الربع الأول من 2025    تجمع القصيم الصحي يدشّن خدمة الغسيل الكلوي المستمر (CRRT)    جامعة الإمام عبدالرحمن وتحفيظ الشرقية يوقعان مذكرة تفاهم    مشاركة كبيرة من عمداء وأمناء المدن الرياض تستضيف أول منتدى لحوار المدن العربية والأوروبية    قطاع ومستشفى تنومة يُنفّذ فعالية "التوعية بشلل الرعاش"    "التعليم" تدشن مشروع المدارس المركزية    بقيمة 50 مليون ريال.. جمعية التطوع تطلق مبادرة لمعرض فني    إحباط تهريب 147 كجم من الشبو وضبط مستقبليها    سجن مواطن لترويجه إعلانات "حج وهمية"    معركة الفاشر تقترب وسط تحذيرات من تفاقم الكارثة الإنسانية.. الجيش يتقدم ميدانيا وحكومة حميدتي الموازية تواجه العزلة    الاتحاد الأوروبي يشدد قيود التأشيرات على نهج ترامب    5 جهات حكومية تناقش تعزيز الارتقاء بخدمات ضيوف الرحمن    الأمير سعود بن جلوي يرأس اجتماع المجلس المحلي لتنمية وتطوير جدة    القيادة تعزي ملك ماليزيا في وفاة رئيس الوزراء الأسبق    يوم الأسير الفلسطيني.. قهرٌ خلف القضبان وتعذيب بلا سقف.. 16400 اعتقال و63 شهيدا بسجون الاحتلال منذ بدء العدوان    أنور يعقد قرانه    قيود أمريكية تفرض 5.5 مليارات دولار على NVIDIA    حرب الرسوم الجمركية تهدد بتباطؤ الاقتصاد العالمي    مؤسسة تطوير دارين وتاروت تعقد اجتماعها الثاني    قوات الدعم السريع تعلن حكومة موازية وسط مخاوف دولية من التقسيم    رُهاب الكُتب    سمو أمير منطقة الباحة يتسلّم تقرير أعمال الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمين منظمة المؤتمر الإسلامي ل"المدينة": الثورات المتلاحقة تتطلب الإسراع في تجسيد طموحات الشعوب
نشر في المدينة يوم 24 - 06 - 2011

بالثقل السعودي والإرث التركي والثقافة المصرية يمضي الدكتور أكمل إحسان الدين أوغلو في قيادته الحكيمة لمنظمة المؤتمر الاسلامي.
والحق أن المنظمة تجاوزت منذ سنوات إطار الشكل إلى آفاق الواقع الإسلامي والعالمي الحالي.. تفاعلًا وديناميكية وحركة لا تهدأ.
وبحكمة الربان الماهر مضى أوغلو بالمنظمة لتحقيق هدف منشود يسعى لخير الأمة بدولها متعددة السياسات وبشعوبها متفاوتة اللغات.
ومن الواضح أن المنح التي مرت بها الأمة أصقلت المنظمة وزادت أمينها العام حكمة وجسارة إذ شاركت بالرأي الصريح والموقف الواضح في قضايا فلسطين والعراق ولبنان واليمن والصومال والبوسنة وطاجيكستان والشيشان، وصولًا للثورات والحركات والأزمات المعتملة في تونس ومصر وليبيا واليمن..
من هنا كانت أهمية الحوار مع الأمين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي فإلى التفاصيل:
ما تفسيركم لكثرة الاضطرابات والثورات التي تشهدها دول عدة أعضاء في المنظمة؟
يشهد العالم الإسلامي في الفترة الحالية تحولات مفصلية في تاريخه تتطلب معالجتها قدرًا عاليًا من الحكمة والبصيرة، والتطورات المتلاحقة التي يشهدها بعض دول المنظمة تؤكد الحاجة الماسة إلى ضرورة الإسراع في عملية تجسيد طموحات الشعوب في الحكم الرشيد وسيادة القانون، وتعزيز حقوق الإنسان وتوسيع نطاق المشاركة السياسية والحوار الوطني المخلص. ونحن في المنظمة نتابع باهتمام بالغ الأحداث المتسارعة التي يشهدها العديد من الدول الأعضاء. وأدعو هنا الدول الأعضاء في المنظمة إلى تطبيق الإصلاحات السياسية المذكورة آنفًا، والتي نص عليها برنامج العمل العشري الذي تم إقراره في قمة مكة الاستثنائية الثالثة في عام 2005، برعاية ودعم خادم الحرمين الشريفين.
كما أؤكد أيضًا على موقف المنظمة الثابت المتعلق بالرفض التام للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء، واحترام سيادتها وضرورة الالتزام بميثاق المنظمة والقوانين والتشريعات الدولية في هذا الخصوص. والمنظمة على استعداد لاتخاذ أية مبادرة من شأنها دعم الحوار البناء بين الأطراف المعنية في الدول الأعضاء التي ترغب في ذلك تعزيزًا للسلم والاستقرار في هذه الدول، وتحقيقًا لمبدأ التضامن الإسلامي.
كيف تنظرون للمشهد العام في كل من مصر وتونس من جهة، وليبيا واليمن من جهة ثانية؟
تابعت المنظمة عن كثب التطورات المتلاحقة التي شهدتها تونس، مصر، ليبيا، اليمن، وسوريا والتي عبرت عن صحوة تهدف إلى إصلاح الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، والتي طال عليها الأمد، وألقت بثقلها على ظروف المعيشة لشعوبها. والمشهد العام في مصر وتونس يشكل لحظات تاريخية فارقة في البلدين، ويعتبر انتصارًا لإرادة الشعوب، ومعالجة هذه التحولات التاريخية تتطلب قدرًا عاليًا من الحكمة والرؤية الثاقبة، وقدمنا تهانينا للشعبين المصري والتونسي لتحقيق الإرادة الوطنية نحو الإصلاح، وما يصبو إليه المواطنون من تقدم وازدهار. وأود أن أشيد هنا بأنه تم تجاوز الأزمة في البلدين بسلام، وذلك بجهود وتضحيات الشعبين العظيمين، والمنظمة لن تدخر جهدا في وضع كافة إمكاناتها لدعم الإخوة في مصر وتونس لمواجهة تحديات المرحلة المقبلة.
وبالنسبة للوضع في ليبيا، كانت المنظمة سباقة في إدانة الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين والأولى التي دعت إلى فرض حظر جوي ودعم قراري مجلس الأمن 1970 و1973، وطالبنا المجتمع الدولي بأن يبقى ملتزمًا بحدود التفويض الممنوح من مجلس الأمن وفق هذين القرارين في تعامله مع الأزمة، ونناشد جميع الأطراف المشاركة في العمليات العسكرية الجارية في ليبيا ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وتجنب استهداف المدنيين والمناطق المأهولة والمحافظة على موارد الشعب الليبي وممتلكاته. وتقوم المنظمة بجهود وتحركات دبلوماسية مكثفة منذ اندلاع الأزمة في ليبيا، وشاركنا في الاجتماعات السابقة لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا، والتي كان آخرها في أبو ظبي. ونؤكد هنا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق سلام دائم في البلاد، والمنظمة ملتزمة بسيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها الوطنية، ونحن على استعداد للانخراط في كافة المساعي المخلصة التي من شأنها أن تسهم في تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي، وتجنيب المنطقة الآثار الخطيرة التي قد تؤثر سلبًا على السلم والأمن الإقليميين والدوليين. وحاليًا أصبح الوضع في ليبيا يمثل مأساة إنسانية خطيرة في ضوء انقطاع الإمدادات الأساسية كالمياه والغذاء والمواد الطبية في المدن المحاصرة، واستمرار تدفق النازحين واللاجئين، ودعونا الدول الأعضاء ومنظمات المجتمع المدني الإسلامية والدولية لتقديم الدعم الإنساني العاجل للشعب الليبي، وبالفعل أرسلت الأمانة العامة بعثات إنسانية، وأقامت وحدة تنسيق في بنغازي.
وفيما يخص الأحداث الجارية في اليمن، تتابع المنظمة باهتمام بالغ تطورات الأوضاع الأخيرة في اليمن، وخاصة بعد وصول الرئيس علي عبد الله صالح إلى السعودية لتلقي العلاج. ودعونا جميع الأطراف اليمنية، بمن فيهم زعماء القبائل، إلى التهدئة وضبط النفس وضرورة حل القضايا المطروحة بالحوار والتفاهم لضمان أمن اليمن واستقراره والانتقال السلمي للسلطة.
ما مدى اهتمام المنظمة بالدول المسلمة في إفريقيا، وماذا أسفرت جولتكم الأخيرة في دول القارة؟
الدول المسلمة في إفريقيا تشكل ثقلًا مهمًا في المجتمع الدولي، ودائمًا ما نبحث عن تعزيز الشراكات الاستراتيجية بين المنظمة ودول القارة وتنسيق المواقف في المحافل الدولية، والتقيت في الجولة الأخيرة رؤساء ومسؤولين في كل من بنين، توغو، سيراليون، غينيا بيساو، السنغال، والنيجر، وشملت المباحثات مواقف الدول الإفريقية الأعضاء في المنظمة إزاء الأوضاع الحالية في ليبيا، والجهود التي تعتزم المنظمة القيام بها خلال الفترة المقبلة. وتمت خلال الجولة أيضًا مناقشة التحضيرات لعقد مؤتمر وزراء الخارجية الإسلامي في كازاخستان والقضايا المطروحة على جدول أعمال المؤتمر، والتي من أبرزها إعلان رسالة قوية وواضحة بدعم قيام دولة فلسطينية بحلول سبتمبر المقبل. كما تناولت الجولة جملة المشاريع التنموية التي تقوم بها المنظمة في الدول الإفريقية وبرامج التنمية الريفية والزراعية وصناعة القطن.
هل ترون بوادر انفراج لأزمة الصراع العربي الإسرائيلي في ظل التحركات الفرنسية والدعوة إلى مؤتمر دولي للسلام؟
نحن نرحب بأي جهد دولي يهدف إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية والفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. وفي هذا الإطار فإننا نرحب أيضًا بالجهد الفرنسي طالما أنه يستند إلى حل الدولتين، وقرارات الشرعية الدولية، ويحظى بقبول الفلسطينيين.
نعتقد أن المشكلة لا تكمن في شح المبادرات، وإنما في عدم تجاوب إسرائيل مع الجهود الدولية. فهناك مبادرة السلام العربية التي تبنيناها في المنظمة ودعمناها وسعينا مع مختلف الأطراف الدولية لتكون أساسًا لحل دائم للصراع العربي الإسرائيلي. ولكن إسرائيل رفضتها كما رفضت بقية المبادرات السابقة، ولم تف من قبل أيضًا بالتزاماتها الواردة في خطة خارطة الطريق، وما تعهدت به في مؤتمر أنابوليس.
في ظل هذا التعنت الإسرائيلي نعتقد أن المجتمع الدولي يجب أن يقول كلمته لإنهاء هذا الصراع الذي طال أمده، حيث تقوم إسرائيل باستغلال عامل الوقت لخلق أمر واقع على الأرض يجعل من الصعوبة إقامة دولة فلسطينية على كامل التراب الفلسطيني؛ مما يعني تقويض فرص التوصل إلى حل الدولتين. ومن هنا يأتي دعمنا للجهود الفلسطينية الهادفة إلى توسيع الاعتراف الدولي بدولة فلسطين حرة على الأراضي الفلسطينية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وأيضًا التوجه إلى الأمم المتحدة لنيل عضوية فلسطين، وتثبيت حدودها وفق خطوط الرابع من حزيران1967 حتى لا يبقى هذا الأمر رهنًا لسياسات إسرائيل الاستيطانية التوسعية.
كان لكم جهود واضحة في جمع الكلمة ومد الجسور بين أركان الأمة على الصعيد السني الشيعي فهل من جديد في هذا الشأن؟ وما مصير جهود التقارب التي باركتموها أكثر من مرة؟
لقد أسعدني جدًا الأثر الكبير والإيجابي الذي تركته وثيقة مكة في العراق، وهو ما لمسته خلال زيارتي الأخيرة إلى بغداد في مارس الماضي، حيث استمعت أكثر من مرة إلى تثمين القيادة العراقية لوثيقة مكة التي رعتها منظمة المؤتمر الإسلامي في عام 2006، وكانت حجر الأساس في جهود المصالحة بين السنة والشيعة في العراق، وهو ما أكد عليه الساسة العراقيون خلال لقاءاتنا الرسمية جميعها مع رئيس الوزراء نوري المالكي ووزير خارجيته هوشيار زيباري ورئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي عمار الحكيم، ورئيسي ديواني الوقف السني والشيعي. وبعد النجاح الكبير لوثيقة مكة ارتأينا ألا تقف جهودنا عند هذه النقطة، وقررنا في الأمانة العامة إطلاق مؤتمر شامل للحوار بين المذاهب، لا تقف حدوده عند العراق فحسب، بل يتعداه إلى حدود إقليمية مفتوحة، خاصة في ظل حاجة ماسة لمثل هذه المؤتمرات في هذا الوقت بالذات. وبالفعل بحثنا هذا الموضوع مع الأخوة في العراق في الزيارة التي ذكرتها لك، وقد قوبل اقتراحنا بترحاب كبير، ونحن الآن في مرحلة الدراسة والتشاور.
ما هو دور المنظمة في توضيح الصورة الصحيحة للإسلام في أوروبا في ظل الهجمات المتواصلة من المنظمات الأوروبية المتطرفة؟
في البداية أود أن أقول إن عملنا ينصب على عدة نواحٍ في مسألة ما يعرف بظاهرة الإسلاموفوبيا، فمن ناحية نريد أن نوصل رسالة واضحة بوجود هذه الظاهرة، وتداعياتها السلبية على المجتمعات الأوروبية، ونؤكد على موقفنا الرافض لمظاهر العداء لرموز الدين الإسلامي الحنيف وأتباعه في مختلف أصقاع الأرض، ومن ناحية ثانية، نهدف إلى بناء شراكات مع المؤسسات الأوروبية ذات العلاقة، بغية تفعيل الحوار والفهم المشترك في سياق سعينا للوصول إلى حلول لهذه المشكلة. وبالفعل نجحنا في عقد العديد من المؤتمرات، وألقيت شخصيًا عدة محاضرات في عواصم غربية مختلفة حول تداعيات ظاهرة الإسلاموفوبيا، وانعكاساتها السلبية على مبدأ التعايش بين المجتمعات المسلمة مع غيرها من أتباع الديانات الأخرى في ظل حقيقة أن المسلمين في أوروبا ليسوا غرباء بل جزء تاريخي من النسيج الأوروبي التقليدي.
ظاهرة الإسلاموفوبيا تظل بالنسبة إلينا أولوية سوف تطرح على أجندة أعمال مؤتمر وزراء الخارجية في الأستانة نهاية الشهر الجاري، في توازٍ مع جهودنا المنتظمة للإحاطة بهذه الظاهرة مثل إنشاء مرصد الإسلاموفوبيا المعني بتسجيل جميع الانتهاكات المادية والمعنوية والفردية والممنهجة ضد الدين الإسلامي وأتباعه، وطرحها في تقرير يعرض على الدول الأعضاء بشكل سنوي، كما قمنا بتفعيل عملنا على صعيد مجلس حقوق الإنسان الدولي في جنيف، وجمعية الأمم المتحدة لاستصدار قرار سنوي يمنع التعرض لأتباع الديانات المختلفة أو يحول دون حرية العبادة.. ناهيك عن طرح ظاهرة الإسلاموفوبيا في جميع الزيارات التي أقوم بها إلى الغرب، والتي كان آخرها جولتي الأوروبية التي شملت كلا من لندن وبروكسيل، وأخيرًا وليس أخرًا، سوف تطلق المنظمة في الربع الأخير من العام الجاري مؤتمرًا حول الإسلاموفوبيا في إحدى الدول الأعضاء لبحث هذه المسألة من جوانب عديدة.
هل تؤمنون بنظرية صراع الحضارات؟ وما هو تعليقكم على ما يثار بين الحين والآخر حول هذه القضية؟
أعتقد أن الزمن قد تجاوز تلك الإشارات التي أطلقها البعض حول صدام الحضارات، وما هو مطلوب الآن هو التركيز على ما هو أبعد من حوار الحضارات إلى الشراكة بين الحضارات، وهي ضرورة ناديت بها أكثر من مرة، خاصة وأن ما مرت به المنطقة قد أثبت أن صدام الحضارات لن يعود بالنفع على البشرية التي تحتاج إلى نظرة متعمقة إلى القواسم المشتركة التي تجمع الإنسانية جمعاء. ونحن في منظمة المؤتمر الإسلامي كان لنا إسهامنا في ذلك، وهو إسهام متجدد ويتطور مع المتغيرات التي يشهدها العالم، وقد دعونا مسبقًا إلى ضرورة إنجاز مصالحة تاريخية بين الإسلام والمسيحية، ولا زلنا نؤكد على ذلك، وشاركنا في منتديات حوار الحضارات التي عقدتها الأمم المتحدة في أكثر من دولة، سعيًا منا إلى تقديم الصورة الصحيحة للإسلام، باعتباره دينًا إنسانيًا شاملًا، لا يقف عند حدود العرق أو الجغرافيا.
هل أنتم متفائلون بمستقبل مشرق قريب للأمة؟ وما السبيل إلى ذلك؟
نحن دائمًا متفائلون بمستقبل مشرق قريب للأمة، وأهم واجبات عمل منظمة المؤتمر الإسلامي هو تدعيم التضامن الإسلامي الذي يحض على التعاون والتكافل في كل الميادين، ومن شأن ذلك أن يعزز العلاقات بين الدول الإسلامية الأعضاء. وقد جاء برنامج العمل العشري ليضع لنا خريطة طريق علمية ومدروسة لإصلاح الخلل السابق في مواجهة تحديات العصر الحديث، ونحن الآن في منتصف الطريق لإصلاح وضع العالم الإسلامي عن طريق تنفيذ مقتضيات هذا البرنامج. ومن أهم ما يتم إنجازه الآن هو تنمية العلاقات الاقتصادية بين الدول الأعضاء، وقد تم بالفعل وضع اتفاقيات لتسهيل وتنمية حجم التجارة البينية التي تشهد تزايدًا مضطردًا ومتواصلًا منذ قرابة ثماني سنوات، ودخلت هذه الاتفاقيات حيز التنفيذ. وهناك جهود أخرى لتشجيع استثمار الأموال الإسلامية في اقتصادات الدول الأعضاء بدلًا من استثمارها خارج نطاق العالم الإسلامي، كما أن هناك برامج تطبق لتخفيف حدة الفقر ودعم اقتصادات الدول الأعضاء، والاهتمام بقضايا التعليم ومحو الأمية.
وهناك اهتمامات جدية في رفع مستوى العلوم والتكنولوجيا في الدول الأعضاء، والرقي بمستوى التعليم في الجامعات إلى مستويات الجامعات الكبرى في العالم.
هل تلتزم الدول الأعضاء بتسديد حصصها في ميزانية المنظمة؟ وهل تعاني المنظمة أحيانًا من مشاكل مالية؟
لقد بدأت الدول الأعضاء في سداد حصصها في ميزانية المنظمة في المدة الأخيرة، بعد أن كانت تتقاعس في فعل ذلك. وقد نتج هذا التطور في الوفاء بالالتزامات المالية نظرًا لاقتناع الدول الأعضاء بأن المنظمة أصبحت كيانًا مفيدًا لها، وأنها تقوم بواجباتها بجدية واضحة سواء على مستوى التنمية أو على مستوى العمل السياسي على النطاق الدولي، حتى إن الأمين العام للأمم المتحدة اعترف في تصريح حديث له بأن منظمة المؤتمر الإسلامي أصبحت شريكًا استراتيجيًا للأمم المتحدة. وهذا اعتراف مهم يشير إلى أهمية الدور المتصاعد الذي تضطلع به المنظمة على النطاق الدولي. ومن هذا المنطلق تولد لدى الدول الأعضاء شعور بأن المنظمة أصبحت جديرة بالدعم والاهتمام، وتمثل هذا الاهتمام بالالتزام بسداد حصصها في الميزانية، ولم تعد هناك مشاكل مالية تذكر بل إن السيولة المالية متوافرة الآن والحمد لله.
متى تعقد القمة الإسلامية القادمة، وأين، وما موضوعاتها لهذه الدورة؟
القمة الإسلامية الثانية عشرة سوف تعقد كما كان مبرمجًا لها في جمهورية مصر العربية، أما بالنسبة للتاريخ فهو متروك للحكومة المصرية لتقرر ذلك بالتنسيق مع الأمانة العامة في جدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.