لم يخطر في بال حمد علي الوهابي أنه كاد يفقد حلمه أن يرزقه الله بمولود ذكر بعد رحلة انتظار امتدت لربع قرن رزق فيها بسبع بنات أكبرهن على مشارف البوابة الجامعية. يروي الوهابي قصته ل«عكاظ» إذ إنه تزوج قبل أكثر من 20 عاما وخلال هذه السنوات الطويلة رزقه الله بمولودته الأولى والثانية والثالثة وبعدها بدأ الشوق يحدوه مع كل حالة إنجاب تمر بها زوجته أن يمنحه الله مولودا ذكرا، يقول الوهابي «إرادة الله كانت فوق كل شيء ورزقت بخامس البنات وفي حمل زوجتي السادس والسابع توقعت بأن يكون أحد المولودين ذكرا ولكن تكرر نفس السيناريو، حينها بدأ اليأس يدب في نفسي وتعرضت أنا وزوجتي للكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية وخاصة من المحيط الاجتماعي القريب منا، فما أن علم بعض المحيطين بنا بحمل زوجتي إلا وتوالت التعليقات أن الحمل الثامن سيكون كسابقه وستنجب زوجتي البنت الثامنة». ويضيف «لم أعر أنا وزوجتي أي اهتمام لنصائح الأطباء بضرورة الراحة التامة للحامل خاصة في شهور الحمل الأولى بل إنني كنت أسير بزوجتي في السيارة أثناء سفرنا إلى قريتنا في ضواحي محافظة بيشة في الطرق الوعرة بسرعة عالية، كما كنت أشاهدها تقوم بأعمال المنزل وتحمل الأشياء الثقيلة ولم أنصحها حتى بالراحة وذلك كان مؤشرا أكيدا على عدم اهتمامنا بالحمل وأنه لا محالة سيكون كسابقه ومسألة ثباته من عدمه لم تكن لدينا مهمة أبدا». تعرضت زوجة الوهابي خلال فترة الحمل لوعكات صحية وتناولت العديد من الأدوية لكن الحمل رغم ذلك بقي ثابتا وخلال مراجعة الطبيبة المتابعة لحالتها أفادت أن الوضع الصحي للجنين جيد وحالته مستقرة، ويضيف الزوج «سألت الطبيبة عن جنس الجنين فأكدت أن ملامحه غير واضحة الأمر الذي أحبط نفسيتي فقررت عدم المراجعة، وحين تعرضت زوجتي لوعكة صحية كشفت عليها الطبيبة التي بشرتني أن الجنين ذكر». ويضيف الوهابي أن قدرة الله وسعت كل شيء علما، وأن لكل ضيق مخرجا فبعد أن حاولت أن أزهق نفسا لم تر الحياة بعد تلقيت درسا مهما في الحياة وأنه لا راد لقضاء الله وقدره.